في مثل هذا اليوم، منذ 58 سنة، رحل عنا الأستاذ الشريف الماقني بومدين، الذي تشهد له البلاد بدوره الفعال في تعليم اللغة العربية بسرية إبان حكم المستعمر الإيطالي، وُلد ببنغازي في مطلع القرن الماضي، ومنذ شبابه ساهم بتواصل مراحل حياته في نشر الوعي الثقافي لدى الأجيال التي جايلها، رفقة نخبة من المتعلمين الذين وضعوا نصب أعينهم مهمة المحافظة على هوية ليبيا العربية الإسلامية. امتهن تدريس اللغة العربية والدين في عدد من مدن وقرى المناطق الشرقية والوسطى من ليبيا.
كتب الشريف الماقني القصة القصيرة في مجلة «ليبيا»، التي يصدرها ويترأس تحريرها السيد مصطفى بن عامر، وأعدت من قصته «لقاء» تمثيلية إذاعية في سنة 1964. ثقافته الواسعة في التراث الشعبي، من شعر وأغاني العلم، التي أطلق عليها فيما بعد قصائد البيت الواحد ساهمت في خلق تيارت متنوعة تناولت التراث الشعبي، واكبت التقدم الفكري العربي، مما مهد الطريق للأجيال اللاحقة للمساهمة في إثراء الساحة الليبية بألوان متعددة من فنون الشعر الغنائي.
ارتبط بصداقة مع شاعر الوطن أحمد رفيق المهدوي، خلفت لنا ذكريات طيبة تضمنتها قصائد شاعرنا الكبير. كما تواءم مع رفيقه الأديب يوسف الدلنسي. وكانت له رفقة وصداقة طيبة مع الفنان الشعبي على الجهاني «عليويكا».. كل هذه الرفقة الطيبة، مع موهبة الشريف الماقني في تأليف الأغنية الشعبية والكتابة عنها، ناهيك عن عذوبة صوته وحسن أدائه للألحان الشعبية الأصيلة وثقافته الواسعة في أغاني العلم، جعلت منه أحد الذين أجادوا هذه الثقافة وبرزوا فيها.
توفاه الله يوم 3/11/ 1962 ووُسد ثرى بنغازي بمقبرة سيدي عبيد في اليوم نفسه.
بتلخيص من مجموعة مقالات لكل من : الشاعر هليل محمد البيجو والاستاذ محمد حسين بودجاجة، والاستاذ الباحث الموثق سالم حسين الكبتي
تعليقات