في مثل هذا اليوم منذ 87 رحل عنا أحمد الشريف بن محمد السنوسي، المجاهد الذي شارك وقاد المعارك ضد الغزاة الفرنسيين والإنجليز والإيطاليين في تشاد والسودان ومصر وليبيا، وساهم في نشر الدعوة الإسلامية وتعاليم الدين الإسلامي في أرجاء أفريقيا، وهو صاحب كتاب «السراج الوهاج في رحلة السيد المهدي من الجغبوب إلى التاج» الذي دوَّن فيه الرحلات الدعوية التي رافق فيها عمه محمد المهدي السنوسي.
تزعّم الحركة السنوسية في العام 1902، خلفًا لعمه محمد المهدي السنوسي، والد الملك محمد إدريس السنوسي، الذي كان قد بلغ الثالثة عشرة من عمره آنذاك. وقاد الجهاد في شرق ليبيا ضد الغزو الإيطالي للبلاد، فمع بداية الغزو الإيطالي للشواطئ الليبية العام 1911، أعاد تنظيم الحركة السنوسية من خلال زواياها التي انتشرت في البلاد، فلقد حوَلها إلى معسكرات لإعداد قوة عسكرية من الأهالي، ومن المجاهدين المسلمين المتطوعين، باذلًا الجهد كله لتزويد قواته بالأسلحة والعتاد بشتى الطرق. واستمر يخوض معاركه ضد الغزاة الطليان، فيما يساعده العثمانيون، الذين كان يفترض أن يدافعوا عن ليبيا باعتبارها واحدة من ولاياتهم.
وعندما علم السيد أحمد الشريف اعتزام تركيا إبرام صلح مع إيطاليا، شكل وفدًا قابل أنور بك، الوالي العثماني، بمدينة درنة وسلّمه رسالة خطية جاء فيها: «نحن والصلح على طرفي نقيض، ولا نقبل صلحًا بوجه من الوجوه، إذا كان ثمن هذا الصلح تسليم البلاد إلى العدو». وبعثت له تركيا برسالة، نقلها عزيز المصري، مفادها «إن الخليفة قد منح البلاد الاستقلال وحق الدفاع عن نفسها وتقرير مصيرها» ووقعت الدولة العثمانية مع إيطاليا معاهدة لوزان، وأُعلنت على أثرها الحكومة السنوسية، وأعلن مواصلة الجهاد واستمر في إمارة الحركة السنوسية من 1902 إلى 1916، إلى أن تنازل عنها لابن عمه محمد إدريس السنوسي، ثم غادر بعد عامين ليبيا مرغمًا، فقد نقلته غواصة ألمانية بعثت بها تركيا في أغسطس 1918 لتنقله من البريقة إلى النمسا ثم إلى الآستانة بتركيا.
ومن منفاه أخذ يحرض العثمانيين على إيلاء القضية الليبية الأهمية التي تستحقها. وعلى أثر الانقلاب الذي قاده مصطفى كمال أتاتورك وإلغاء الخلافة العثمانية العام 1924، أدرك السنوسي أن لا مكان له في دولة أتاتورك العلمانية، فانتقل إلى أرض الحجاز، وظل بها إلى أن توفاه الله في المدينة المنورة بتاريخ: 10/3/1933
بتلخيص من مقالة للكاتب حسين سليمان بن مادي- موقع المستقبل بتاريخ 22/6/2016
تعليقات