في مثل هذا اليوم منذ 34 سنة رحل الشيخ الطاهر أحمد الزاوي، الذي وصف بـ«شيخ المعارضين» بسبب آرائه وقناعاته، التي قوبلت بالكثير من الانتقادات. شغل منصب مفتي ليبيا. عاصر بداية تصدي الليبيين للمستعمر الإيطالي، فهو من مواليد بلدة (الحرشا) بالزاوية سنة 1890. حفظ القرآن في جامع «سيدي علي بن عبدالحميد»، ودرس مبادئ الفقه في الزاوية.
سنة 1912 سافر إلى مصر، والتحق بالأزهر. عاد إلى طرابلس سنة 1919، ولكنه رجع إلى مصر 1924 والتحق بالأزهر من جديد. سنة 1938 نال إجازته العلمية، وامتدت إقامته بمصر حتى سنة 1967، ونال الجنسية المصرية، وتصدى للكثير من أولئك الذين استخفوا بالدين الإسلامي، ويتهمونه بالرجعية، مثل كمال أتاتورك. اشتغل حينا بالتجارة ثم بالتصحيح والتأليف والكتابة في الصحف، وموظفاً في وزارة الأوقاف.
وطوال 43 عاما عمل بوزارة الأوقاف المصرية، وسافر إلى السعودية وعمل مدرسا بالمدينة المنورة من 1955 إلى 1957 ثم عاد إلى مصر. وعاد إلى ليبيا سنة 1967، وبعد سقوط الملكية منح إقامة دائمة وردت إليه جنسيته الليبية، وعين مفتيًا للبلاد.
بسبب صلابته في الدفاع عن قناعاته، سمي بـ«شيخ المعارضين»؛ فقد عارض بقلمه الأتراك وممارساتهم، وعارض المستعمر الإيطالي، وعارض سياسات إدريس السنوسي أميرًا وملكًا، وعارض الزعيم السياسي بشير السعداوي في بعض مواقفه. وكان له رأي في شيخ الشهداء عمر المختار، ورد عليه الشيخ محمد الأخضر العيساوي . وعارض مواقف وتفسيرات العقيد معمر القذافي للقرآن والسنة. وعارض، من خلال موقعه في دار الإفتاء عددًا من القرارات التي رأى أنها تخالف الشريعة الإسلامية. وبسببها ترك الإفتاء سنة 1983 ولزم بيته. ظلت مواقفه بنات رأيه واجتهاده وقناعته. وظل محافظًا عليها حتى وفاته في 5/3/ 1986 من بعد أن ترك العديد من المؤلفات في مجالات عديدة، ظل كثير منها مجالا للنقد والرفض.
بتلخيص من ويكيبديا - الموسوعة الحرة
تعليقات