Atwasat

رسامة أفغانية معوقة تفتتح مركزا لتعليم الفنون

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 20 فبراير 2020, 11:00 صباحا
WTV_Frequency

تحدت الفنانة الأفغانية ربابة محمدي، العاجزة عن استخدام يديها وذراعيها ورجليها، كل هذه المعوقات وغيرها، في بلد يعاني فيه النساء والمعوقون من تمييز كبير.

بعد رفض المدارس انضمام ربابة إلى صفوفها، علّمت ربابة نفسها الرسم من خلال وضع فرشاة في فمها تشبثها بين أسنانها لإنجاز صور دقيقة وملونة، وفقا لوكالة «فرانس برس».

وتبيع هذه الشابة البالغة من العمر 19 عامًا أعمالها وتشارك في معارض عالمية، كما أنها افتتحت مركزًا مخصصًا لتدريب فنانين معوّقين آخرين. وروت محمدي: «أرسم في غالبية الأحيان رسوما حول النساء الأفغانيات وقوّتهن وجمالهن، إضافة إلى الحب والتحديات التي تواجهها النساء».

يتابع نحو 50 طالبا دروسا في المركز الذي افتتحته في كابل العام الماضي ومولته بنفسها من إيرادات بيع لوحاتها، ووفقا لمسح وطني أجري في العام 2015، يعاني نحو 1.5 مليون من سكان أفغانستان البالغ عددهم 35 مليون نسمة تقريبا، شكلا من أشكال الإعاقة، بما في ذلك عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يعانون من إصابات مرتبطة بالألغام الأرضية.

لكن رغم ذلك، يستمر هذا البلد الفقير في معاملة المعوقين جسديا معاملة تمييزية، ولدت محمدي بإعاقة جسدية دائمة ما يعني أنها لا تستطيع استخدام أطرافها، وهي تعاني حاليا من التهاب المفاصل.

وقالت محمدي: «بسبب إعاقتي، لم أتمكن من الذهاب إلى المدرسة»، مضيفة أنها كانت تحسد أقرباءها على قدرتهم على متابعة دراستهم، لكن بمساعدة عائلتها، علّمت نفسها القراءة والكتابة ويمكنها الآن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على هاتفها المحمول بمهارة، مثل أي شابة أخرى عن طريق الكتابة بلسانها.

وقال شقيقها علي محمدي، البالغ 24 عاما، الذي يأمل بإنشاء دورة لمحو الأمية للأشخاص المعوقين العاجزين عن الذهاب إلى المدرسة: «نحن فخورون جدا بربابة، وهي مصدر إلهام للأشخاص المعوّقين الآخرين».

لا تزال أفغانستان المحافظة التي لطالما اعتبرت واحدة من أسوأ الأماكن في العالم للنساء، تجبر المعوّقات على البقاء مختبئات حتى في العاصمة التقدمية نسبيا كابل، وأوضحت محمدي: «سئمت عدم تمكني من مغادرة المنزل، شعرت بغضب كبير عندما كان يزورنا أقرباؤنا، كانوا يتهامسون أن والديّ قد ارتكبا خطيئة ما لذلك رزقا فتاة معوّقة».

وقال بينافشا يعقوبي، مفوض اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان، إن مثل هذه المعاملة هي بسبب الأحكام المسبقة المزدوجة في كثير من الأحيان، أي الجمع بين «الأنوثة والإعاقة»، وأوضح: «هذه نتائج التمييز الناجمة عن المواقف السلبية تجاه الإناث، التي تسمى الجنس الثاني والإعاقة التي ينظر إليها ليس كتنوع بل كعار».

وترى ربابة أن الفن طريقة للتخلص من الإحباط، وبدأت أولا في الرسم عن طريق وضع قلم رصاص في فمها، لكنها أدركت لاحقا أنها تستطيع تحسين التفاصيل في رسومها عن طريق تثبيت القلم بين أسنانها.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أولمبياد باريس: متحف اللوفر يقدم جلسات رياضية أولمبية
أولمبياد باريس: متحف اللوفر يقدم جلسات رياضية أولمبية
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
مصر «ضيف شرف» ومحفوظ «الشخصية المحورية» في معرض أبوظبي للكتاب «33»
مصر «ضيف شرف» ومحفوظ «الشخصية المحورية» في معرض أبوظبي للكتاب ...
سيلين ديون تتحدث لأول مرة منذ إعلان إصابتها بمرض نادر
سيلين ديون تتحدث لأول مرة منذ إعلان إصابتها بمرض نادر
لوحة غامضة المصدر لغوستاف كليمت تُطرح للبيع ضمن مزاد في فيينا
لوحة غامضة المصدر لغوستاف كليمت تُطرح للبيع ضمن مزاد في فيينا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم