في مثل هذا اليوم، منذ 47 عامًا، أسقطت إسرائيل طائرة الركاب المدنية من فوق صحراء سيناء، وكان من بين ضحاياها الوزير صالح مسعود بويصير، وهو الذي وُلد في بنغازي سنة 1925. أرسله والده إلى القاهرة سنة 1937ليلتحق بأزهرها الشريف، وطوال إقامته للدراسة هناك، التي استمرت حتى سنة 1946 ساهم في معظم الهيئات السرية التي أسسها الطلبة الليبيون في مصر الرافضة للاستعمار الإيطالي وجرائمه. عاد إلى بنغازي العام 1947 ليعمل صحفيًّا في جريدة «بنغازي» التي كان يصدرها مكتب الاستعلامات البريطاني، ثم تغير اسمها إلى «برقة الجديدة» وترأس تحريرها، لتصبح منبرًا للدعوة للحرية والسيادة المطلقة، ولم تنقطع صلته بالصحافة المصرية فكان يزود جريدة «المصري» بعديد المقالات والأنباء، التي تضمنت هجومًا مركزًا على الحكم البريطاني في ليبيا وأهدافه للسيطرة على البلاد ، وفي العام 1947 أصدر مجلته الشهرية «الفجر الليبي»، واتخذ شعار «لسان الصراحة وضوء الحقيقة»، ثم أصدر بعد ذلك مجلة «الفجر الليبي» وجريدة الدفاع.
سنة 1952 خاض المعركة الانتخابية وفاز عن دائرة توكرة، وأصبح عضوًا في مجلس نواب في برقة، وأصدر صالح جريدته الأسبوعية «الدفاع» حتى أغلقتها الحكومة العام 1954 وخاض من وقتها، مع بعض أعضاء المجلس معارك حامية ضد حكومة برقة، لتثبيت الدستور والقوانين. وكانت أحداث سنة 1955 التي تطورت جراء اغتيال إبراهيم الشلحي، وبعد أن رُفعت عنه الحصانة البرلمانية، غادر متخفيًا إلى تونس ثم غادرها الى القاهرة، حيث ظل بها حتى قيام سقوط الملكية سنة 1969.
ساهم طوال بروزه في المشهد الليبي بدعم الحركات التحررية في شتى الأقطار العربية خصوصًا حركة «فتح» الفلسطينية، كما أنشأ اللجنة الإسلامية العام 1968 التي تبنت تحمل تكاليف دراسة الطلبة الفلسطينيين، وهي الدعوة التي استجاب لها مئات الليبيين وغيرهم، أعد رسالة ماجستير عن جهاد شعب فلسطين. بعد قيام ثورة سبتمبر، وتحديدًا يوم 8/9/1969 عاد إلى ليبيا وكلف وزارة والخارجية. وفي 16-8-1971 تولى وزارة الإعلام، وفي العام 1972 ترك الوزارة ليخوض انتخابات المجلس الاتحادي وفاز عن دائرة توكرة بنجاح ساحق. كما شرع في إعداد رسالة دكتوراه عن جهاد الشعب الليبي ضد الغزو الإيطالي، ولكن الوقت لم يمهله، إذ رحل عنا يوم 22/2/1973.
تعليقات