- راديو الوسط
| - |
- جريدة الوسط
| - |
- قناة الوسط
| - |
- الخميس 25 / أبريل / 2024|
في مثل هذا اليوم منذ عامين رحل عنا المناضل والصحفي فاضل المسعودي، الذي غادر وطنه منذ نوفمبر 1969 متسللًا إلى تونس ومنها إلى سويسرا، حيث استقر بها بقية حياته. كانوا قد صادروا جريدته «الميدان» وبَلغهُ أن أمر اعتقاله قيد التنفيذ.
وُلد المسعودي في طرابلس العام 1933، ودرس فيها المرحلتين الابتدائية والثانوية، أرسله والده القاضي أحمد المسعودي إلى كلية الحقوق فى القاهرة، ولكنه ترك كلية الحقوق واندمج في العمل المعارِض لإنشاء القواعد الأجنبية في ليبيا أيام المملكة الليبية، وأصدر مع صديقه محمد الطشاني مجلة «المعركة». شكل مع رفيقه محمد عمر الطشاني وآخرين مجموعةً طلابيةً منتظمةً فِي القاهرة، تُمثل أحد الأحزاب الِلّيبيّة المتشددة، المناهضة للإدارة البريطانيّة بولاية طرابلس. وكانوا مرتبطين بعلاقات قوية مع معظم المنظمات والأحزاب المصرية المهتمة بالقضايا العربية وقضية ليبيا على وجه الخصوص. وعبَّر المسعودي مِن خلال إذاعة «صوت العرب» عن مواقفه وأيضًا جماعته، من خلال مهاجمة المَلِك إدْريْس وحكومته، خصوصًا فيما يتعلق بالقواعد العسكرية، والمعاهدة التي وقعها رئيس الحكومة السّيِّد محمود المنتصر.
وتزامن هجومُهما على النظام الليبي مع اختلافهما مع «صوت العرب»، رافضين التعليمات الأمنية التي تتعارض مع قناعتيهما الوطنيّة.
والتقيا مع السّيِّد سيف النَّصر عبدالجليل رئيس المجلس التنفيذي والنائب الأوَّل لولايّة فزَّان، في القاهرة، وهو ما قال عنه سيف النَّصـر فِي شهادته: «سعيت للقاء بهما، محمّد الطشاني كان هادئًا وفاضل المسعودي أكثر عصبية واندفاعًا، من حديثهما شعرت بأن الشوق للوطن والعودة هُو المطلب، ولكن الخوف مِن العقاب هُو الهاجس، فوعدتهما خيرًا، وكان اللقاء بداية لصداقة امتدت طويلًا». واستطرد سيف النَّصر قائلًا: «عدت إِلى ليبَيا والتقيت بمولاي المَلِك إدْريْس ونقلت له مَا جرى، فالتفت الرجل الحكيم إِلى سكرتيره السّيِّد إدْريْس بو سيف وقال له: أكمل مع سيف النَّصـر كل الترتيبات لعودتهما مكرميْن دون مشاكل».
وَفِي سنة 1955م، عاد المسعودي إِلى ليبَيا، وفي بداية الستينات سمح النظام الملكي بإصدار صحف خاصة، ولم ينل المسعودي الموافقة إلا بعد إنصاف المحكمة العليا له فصدرت صحيفة «الميدان»، لسان حال اليسار التقدمي في ليبيا. واستمرت بين إيقافها ونشاطها حتى سنة نوفمبر 1969، حيث أُقفلت بسبب مقال انتقد فيه الصحفي المصري أحمد بهاء الدين، ليغادر البلاد على أثرها هاربًا ويستقر في سويسرا لاجئًا.
ويشار إلى أنه المقال الذي عندما ذُكر في لقاء من لقاءات القذافي مع طلبة الجامعة، تحسس مسدسه، وقال: «لو أن كاتب المقال أمامي لأفرغت فيه رصاص مسدسي هذا!».
ومن بعد لجئه في سويسرا، كان له دورٌ بالغٌ ومهمٌّ فِي مقارعة نظام القذافي أبريل 1979وساهم فاضل أحمَـد المسعودي ونوري رمضان الكيخيّا وآخرون فِي تأسيس «الحركة الدّيمقراطيّة الِلّيبيّة»، وهي الّتي أصدرت أوَّل مجلّة وطنيّة مُعارضة لسلطة سبتمبر، تحت اسم «صوت ليبَيا»، وقد صدر عددها الأوَّل فِي 7 أبريل 1979، وظلت صوتًا أقلق نظام القذافي حتى سقوطه. أسلم الروح يوم 3/2/2018 في أحد مستشفيات مدينة فيفي السويسرية، ودُفن هناك.
تعليقات