في مثل هذا اليوم منذ 39 عاما رحل عنا الابن البار لشعبه، والوطني الغيور، اللواء السنوسي سعيد الأطيوش، خامس رئيس أركان للجيش الليبي. ولد سنة 1920، وتيتم مبكرا فتولاه عمه المجاهد صالح الأطيوش، فأحسن تربيته، وتعلم منه الوطنية وفرض الجهاد ومكارم الأخلاق.
انضم الشاب السنوسي الأطيوش مبكرا إلى صفوف الجيش السنوسي إلى جانب إخوانه المجاهدين، وكان من أوائل المنضمين إليه في 9 أغسطس 1940 ومن بعد التدريبات المقررة منح رتبة ملازم ثان، ليترقى إلى ملازم أول سنة 1942 من بعد مشاركته في القتال مع قوات اللواء الثاني بامتداد المسافة ما بين طبرق وبنغازي، وهزيمة العدو. وبانتصار الحلفاء تشكلت قوة دفاع برقة، فكان السنوسي الأطيوش ومحمود بوقويطين، أبرز من انضموا لهذه المهمة، فأسهما بفاعلية في المهام التي كلفا بها. تدرجت رتبة العسكرية حتى أصبح النائب الثاني للقائد البريطاني الذي شغل منصب القيادة.
سنة 1952 اختير عضوا بمجلس الشيوخ، ولكن تعارض اختياره بسبب صغر سنه مع الدستور. أوفد للدراسة بألمانيا في السنة نفسها، وعاد وأسهم مع من شرعوا في تأسيس الهيكل الإداري لرئاسة الأركان. أصبح برتبة مقدم وأسهم في مركز التدريب بمنطقة سوسة، ومدرسة الضباط في مدينة الزاوية في الغرب الليبي، وأوفد الكثيرين من الشباب الليبي في الخارج إلى مصر والعراق للدراسة في كلياتها الحربية. أسهم في تأسيس الكلية العسكرية في بنغازي، وأيضا في نواة السلاح الجوي، وأوفد لذلك عددا من الشباب الليبيين إلى الولايات المتحدة الأميركية وتواصلت البعثات الدراسية العسكرية المتخصصة والمختلفة.
كلف بأعمال رئيس الأركان من 12/9/1956 إلى 17/7/1957، وتدرج في الرتب العسكرية إلى أن وصل إلى رتبة لواء. صدر مرسوم ملكي يقضي بتعيينه رئيسا للأركان في سنة 1958م واستمر في منصبه حتى شهر نوفمبر1961. ثم نقل من منصبه وعين سفيرا تحت الطلب بوزارة الخارجية. العام 1964 اختير وزيرا للمواصلات في حكومة محمود المنتصر الثانية ثم في حكومة حسين مازق، ونفذ في عهده مشروع الطريق الساحلي الممتد ما بين حدود ليبيا الغربية والشرقية.
وبعد خروجه من التشكيل الوزاري الجديد رشح نفسه للمرة الثانية لعضوية مجلس النواب ففائز بالتزكية فاستمر نائبا بالمجلس حتى سقوط الملكية في 1/9/1969.
توفي باليونان يوم 30/1/1981 ودفن في بنغازي يوم 1/2/1981.
تعليقات