في مثل هذا اليوم منذ 32 عاما رحل عنا الدكتور مصطفى عبدالله بعيو «عاشق التاريخ»، الذي وُلد في قرية أولاد بعيو بمصراتة في 21/1/ 1921. هاجرت أسرته زمن الاحتلال الإيطالي للبلاد، وأقامت بالإسكندرية؛ درس في مدارسها، ثم في جامعتها حينما كانت تُسمى (جامعة فاروق) وتخرج في قسم التاريخ سنة 1943، ثم حصل على دبلوم في التربية من معهد الجيزة العام 1945، واشتغل معلماً بالمرحلة الثانوية في مدارس الإسكندرية.
عاد إلى ليبيا منتصف أربعينيات القرن الماضي، وعمل مدرساً في ثانوية الزاوية ثم عُيـِّن مديراً لها. كان أحد نشطاء حزب المؤتمر، الذي يقوده بشير السعداوي واعتقل جراء هذا النشاط.. بعد استقلال ليبيا .عمل سكرتيراً للشؤون البرلمانية في الحكومة الليبية، ومديراً عاماً بوزارة المعارف، واختير عضواً في اللجنة التي شكّلت لتأسيس الجامعة الليبية أواخر العام 1955.
أوفد إلى بريطانيا في دورات تدريبية، ثم نال ماجستير في التاريخ من جامعة كولومبيا في نيويورك العام 1958. عُيِّن عميداً لكلية الآداب في الجامعة الليبية، واستمر في تدريس مادة التاريخ الحديث.
انتدب للعمل بوزارة الخارجية في العام 1961 حتى 1963، إذ شغل منصب وزير مفوّض، ثم وكيلاً للوزارة، إلى أن تعين رئيساً للجامعة الليبية حتى أبريل 1967حينها أصبح وزيراً للتربية والتعليم حتى أواخر أغسطس 1969، بعدها عمل في إحدى شركات النفط بطرابلس، ثم في اليونسكو بباريس.
نشرت له العديد من البحوث في دوريات مختلفة، واهتمّ بالموضوع التاريخي الليبـي مبكراً، وتشكّل كتاباته وإسهاماته في أبحاث التاريخ الليبـي، خاصة الحديث والمعاصر منه، جانباً مهماً من جوانب المدرسة التاريخية الحديثة في ليبيا، أثرى المكتبة الليبية والعربية بالعديد من المؤلفات التاريخية في مجال تخصصه.
شارك في عدة مؤتمرات ولقاءات علمية بحكم منصبه وتخصصه داخل ليبيا وخارجها، وألقى كثيراً من المحاضرات، ويعد الدكتور مصطفى بعيو من رواد المعرفة والتنوير في ليبيا، فهو ممن ساهموا، وشاركوا في تكوين (جمعية الفكر الليبية)، وفي مقرّها في شارع البلدية بطرابلس ألقى العديد من المحاضرات التي تهدف إلى تأصيل الهوية الوطنية والتنوير بأهمية الوعي التاريخي، خصوصا الليبي مما حدا بالأديب علي مصطفى المصراتي أن يسميه «عاشق التاريخ» توفي بالولايات المتحدة في 7 يناير سنة 1988م ودُفِنَ هناك.
تعليقات