في مثل هذا اليوم منذ 18 سنة، رحل عنا الوزير والقانوني والدبلوماسي القاص كامل المقهور، الذي كان يحلم أن يكون مهندسا!
ولد بالظهرة في مدينة طرابلس سنة 1935. أتم دراسته في مدرسة الظهرة، ومنها التحق بكلية الحقوق القاهرة. وأثناء دراسته بدأ يكتب القصة القصيرة في مجلات القاهرة الأدبية. نال درجة الليسانس في الحقوق العام 1957، ثم انتقل إلى باريس للدراسة، ولكنه فضل العودة للمشاركة في بناء الوطن.
دفاعه عن المساجين السياسيين من البعثيين والقوميين جعل الحكومة ترى فيه يساريا، ومن بعد سقوط الملكية، دافع عن رجالها فرأوا أنه يساري أيضا!
ترأس فريق المحامين في قضية ليبيا مع تشاد، وأيضا في قضية لوكيربي، واختير أمينا للنفط، وبفضل جهوده اختير أمينا لمؤتمر وزراء الدول الأعضاء في منظمة الأوبك. وأسهم بفاعلية في فتح صفحة جديدة مع المغرب، وأسهم في بناء أسس الاتحاد المغربي. وفي سنة 1986 أصبح أمينا للخارجية.
وفي بداية السبعينات، تولى منصب ممثل ليبيا الدائم في الأمم المتحدة وسفيرا غير مقيم لدى كندا. وكان له دور في أن تتبنى الأمم المتحدة اللغة العربية لغة رسمية من بين لغاتها.ثم عين بعد ذلك سفيرا في فرنسا، وكانت العلاقات الليبية - الفرنسية تمر بأزمات متقطعة بسبب الحرب الأهلية في تشاد، إلا أن تلك الفترة شهدت أول زيارة لجاك شيراك رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك إلى ليبيا.
واختتم حياته المهنية بترأس الوفد القانوني المفاوض في الأمم المتحدة لحل أزمة لوكيربي، في دعوى لوكيربي أمام المحكمة الإسكتلندية في لاهاي.
من إصداراته القصصية: (14 قصة: من مدينتي)، (الأمس المشنوق)، (حكايات من المدينة البيضاء)، (يا سمي صبي المي) أما (هيمنة القرون الأربعة)، و(الثقافة وهموم الناس) فهي مقالات، وأصدر أيضا شبه سيرة ذاتية بعنوان (محطات) (سيرة شبه ذاتية).
كثيرة هي الأوسمة التي نالها، وعديدة هي الوظائف الاستشارية التي مارسها. قال عنه الأديب أحمد إبراهيم الفقيه: «كان يحلو له أن يتندر قائلا بأن الأدباء يحسبونه على أهل القانون، وأهل القانون يحسبونه على الأدباء، ولكن التاريخ يشهد أنه كان مبرزا في الاثنين..». رحل عنا يوم 4/1/ 2002 بإيطاليا، ووسد ثرى مقبرة سيدي بوكر، بطرابلس في اليوم التالي
تعليقات