معظم أدباء ومثقفي مدينة بنغازي من جيل خمسينات وستينات القرن الماضي، الذين تناولوا مسيرتهم الإبداعية ذكروا مكتبة بوقعيقيص، كمصدر متجدد لمعلوماتهم ومتابعاتهم الثقافية المبكرة، خصوصا لأدباء مصر. أما مجلة الرسالة مثلا، فلقد تكرر ذكرها بين المثقفين بصفتها المطبوعة الأدبية الأكثر متابعة، وهي التي كانت توفرها بانتظام هذه المكتبة.
افتتح هذه المكتبة في ميدان الحدادة، ببنغازي، الأخوان محمد، وعمر علي بوقعيقيص سنة 1920، وهما ابناء علي بوقعيقيص بن قطنش الورفلي، شقيق حسن بوقعيقيص، أحد أثرياء بنغازي في أواخر القرن التاسع عشر، ومطلع القرن العشرين، إلى أن نفته إيطاليا إلى جزيرة (فافنيانا) سنة 1914 وصادرت أملاكه كافة.
ظلت هذه المكتبة مصدرا قد يكون وحيدا وفر للمهتمين ما يحتاجون إليه من كتب وصحف ومجلات. فلقد كانت أشبه بمركز ثقافي غير معلن، مساهمة في نشر الوعي ودعم الحركة الوطنية، في ذلك الوقت، إذ ظلت النافذة التي تربطهم بالحركات الأدبية والسياسية، التي انتشرت من بدء احتضار الدولة العثمانية، وبدء المقاومة العربية الإسلامية للاستعمار الغربي، ولم تقفل أبوابها إلا سنة 1977.
عمر علي بوقعيقيص كان مستشارا تجاريا بالسفارة الليبية في القاهرة، وهو والد المصرفي والخبير النفطي وحيد بوقعيقيص، الذي ترأس مؤسسة النفط.، وشقيقه سراج، احد اعضاء لجنة ادارة شركة الخليج العربي التي حلت محل شركة - PB - التي اممت سنة 1971
في مثل هذا اليوم منذ 63 عاما رحل عنا محمد علي بوقعيقيص، وهو الذي تحصل وأخوه عمر علي توكيل مؤسسة دار الهلال ومؤسسات إعلامية أخرى، وظل يديرها بنفسه حتى وفاته سنة 1956، وهو والد كل من على وابراهيم ،وسالم، وطاهر، وعبدالله وعبدالقادر وفتحي، أما سعد فهو التاجر المعروف، وعضو مجلس النواب في العهد الملكي، وأول رئيس للنادي الأهلي في بنغازي. وهو والد القانونية سلوى بوقعيقيص، التي تعد أول شهيدة في ثورة فبراير 2011، وايضا على وابراهيم وصلاح وايمان. محمد علي بوقعيقيص توفاه الله يوم 19/11/1956 ودفن بمقبرة سيدي اعبيد..
- بعض الصور، وأيضا المعلومات من الاستاذ سليمان امنينه، إذ يعد محمد على بوقعيقيص خال والده-
تعليقات