وُلد الفنان الراحل سليمان بن زبلح بمدينة بنغازي العام 1934، تعلم، شأنه شأن جيله في الكتّاب ثم التحق بمدرسة البركة الابتدائية، ومن بعدها مدرسة الأمير. ويذكر الكاتب محمد بودجاجة أنه اكتسب كنيته «عميرينه» عندما كان طالبًا بها ومداومًا على عزف الناي بالحديقة المجاورة لها. ويقول «عمرينه» في مجمل حواره مع الصحفي خالد المهير: «كنت أعزف الناي منذ طفولتي، وأجدته سنة 1948 ولما سمعه علي الشعالية والمسرحي رجب البكوش أخذاني معهما ضمن فرقة هواة التمثيل».
ولما التقى بسالم المطماطي علمه دروسه الأولى في العزف على «الأكورديون» فتعلق به، واستمر بفرقة التمثيل، التي كانت تقدم أعمالًا موسيقية، وظل بها إلى أن انتقل، رسميًّا، إلى فرقة الإذاعة ببنغازي سنة 1957، فلقد كان يتردد عليها منذ عهد الإدارة البريطانية سنة 1948 عندما كانت بمعسكر «الريمي» رفقة الفنان علي الشعالية وضابط الإيقاع رجب بوزنوكة، حينما كان الفنان علي الشعالية يقدم وصلة غنائية على الهواء مباشرة، فلقد كانوا نواة فرقة الإذاعة الموسيقية.
غير أن النقلة المفصلية، في العزف على الأوكرديون بدلًا عن الناي، تحققت بعد أن دربه الفنان المصري حسن صقر العام 1959، ثم توَّجها مدير الإذاعة إبراهيم اطوير بإهدائه «أوكرديون» إلى أن أُتيحت له الدراسة بمعهد الراشدية بتونس ما بين 1960 و1964 مع مجموعة من الفنانين الليبيين أشهرهم حسن عريبي والكاتبة الراحلة خديجة الجهمي، فتعلم النوتة واتقن العزف، خصوصًا من بعد أن تمكن من تعديل مقامات الأوكرديون في القاهرة، من الغربي إلى عربي، فكان أول مَن عزف به في المغرب العربي. لم يتوقف عند العزف، وإنما انطلق نحو التلحين، وقدم عدة أعمال للمطرب عبد الوهاب يوسف، والمطربة اللبنانية سهام الشمات وإبراهيم حفظي، الذي عزف له وهو يغني في مهرجان «أضواء المدينة» في دورته العاشرة بالقاهرة سنة 1967.
يصفه الملحن إبراهيم أشرف بأنه «عازف ليبيا الأول» وأنه أول مَن أدخل آلة الأكورديون بالأغنية الليبية، ويقول عنه الشاعر الغنائي أهليل البيجو: «إنه ساهم بشكل فعال في وضع بصمة للأغنية الليبية.. وكان إيمانه عميقًا بالفن». رحل عنا يوم 17/11/2013 ودفن بمقبرة الهواري يوم 18/11/2013
ورد تعديل تاريخ الوفاة من نجل المرحوم ولذا وجب التعديل لتؤخذ في الاعتبار في السنة القادمة
تعليقات