يصادف يوم غدا الذكرى الثالثة لرحيل المهندس فتحي سليمان جعودة، الذي أحب مدينته فترك بصماته المعمارية الإبداعية باتساعها. ولأنه وُلد سنة 1936 بالقرب من شاطئ بحر الشابي، عشق نسائمه الصيفية، وظل من بعد تقاعده لا يغيب عنها أوقات الأصيل. تعلم القراءة، شأنه شأن جيله مَن حفظ القرآن في كتاتيبها. سنة 1945 التحق بمدرسة الأمير الابتدائية. ويجتاز المرحلة الثانوية العام 1954 ويوفد رفقة زملائه، لدراسة الهندسة المعمارية في مصر، ويتخرج في جامعة عين شمس سنة 1959، ويُمنح درجة بكالوريوس في الهندسة المعمارية. ويبدأ حياته العملية في السنة نفسها مهندسًا معماريًّا في نظارة الأشغال.
في سنة 1962 يتولى منصب ناظر الأشغال العامة بولاية برقة، ويُلغى نظام الولايات سنة 1963 ويكلف بمنصب وكيل وزارة الأشغال العامة. سنة 1967 يتولى منصب وزير الأشغال العامة، ويستمر فيه حتى سقوط النظام الملكي في مطلع سبتمبر 1969، ويتجه بعد ذلك إلى العمل الحر.
بصمات المهندس فتحي جعودة قائمة باتساع ليبيا، فهو عضو في هيئة إنشاء المدينة الجامعية في بنغازي، وهيئة بناء مدينة البيضاء، ولجنة بناء جامعتها الإسلامية، فصمم وأشرف على عدد من المقرات البارزة بها. شارك في التصميم والإشراف على بناء مدينة المرج الجديدة، من بعد أن تركها زلزال سنة 1963 أطلالاً. شارك أيضًا مع لجنة مشروع سد وادي القطارة، ومشروع المدينة الرياضية ببنغازي، والقرية السكنية بخليج البمبة، ومشروع مجمع القرية السياحية بالمصيف العسكري بنغازي، ومشروع الصرف الصحي لمدينة بنغازي ومشاريع محطات الكهرباء، وعديد المباني الشهيرة باتساع بنغازي، مثل مستشفى الجلاء والمجمع الحكومي.
ستظل أعماله تذكرنا طويلا بمهندس عشق مدينته، ورحل عنها يوم 9/10/ 2016، ووُسِّد ثرى مقبرة الهواري في اليوم نفسه.
تعليقات