في مثل هذا اليوم منذ خمس وخمسين عاما رحل عنا الفريق محمود على بوقويطين، الذي وُلِدَ في الجبل الأخضر سنة 1900، وفي الزوايا السنوسية تعلم مبادئ القراءة والكتابة، التحق مبكرا بالمقاومة ضد الاحتلال الإيطالي، رافق الأمير إدريس أثناء حكومة أجدابيا 1917سنة، واشترك في معركة (قارة عافية) بالقرب من هون. هاجر إلى مصر مواصلا خدمته للأمير إدريس، وعندما تأسس الجيش السنوسي في أغسطس 1940 عين ملازماً أول، ساهم مع قوات الحلفاء داخل الأراضي الليبية في حصار طبرق الشهير الذي دام عاماً كاملاً بدءاً من العام 1941.
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ضُم إلى كتيبة الدفاع البرقاوية، المكلفة بحفظ الأمن في البلاد إبان الإدارة العسكرية البريطانية، وعقب إعلان الاستقلال في ديسمبر 1951عين نائباً لمديرها، ثم ترقى إلى رتبة لواء وعين قائداً عاماً لقوة دفاع برقة. سنة 1961 أفشل محاولة انقلاب على النظام الملكي. ومن أبرز أعماله، تأسيس مركز (رد المظالم) في طرابلس؛ الذي تولى رد حقوق الليبيين من الإيطاليين والإنجليز.
عقب إعلان وحدة البلاد في 26/4/1963 أصبح قائداً لقوة الأمن العام في المملكة الليبية ومُنِحَ رتبة فريق، وظل شديد الولاء متفانيا في خدمة الملك، ممال جعل له حظوة كبيرة، وظل في هذا المنصب إلى أن وفاته المنية بمستشفى الملاحة في طرابلس يوم 29/9/1964 وشيعته جماهير غفيرة ووسد ثرى مقبرة رويفع الأنصاري بالبيضاء.
كان يتمتع بشخصية شجاعة قوية، ومن نوادره، أنه عندما كان مساعدا للمستر (شو)، الذي يتحدث اللغة العربية، بلهجة ليبية، إبان الإدارة البريطانية أنه طلب منه تعليقا على إجراء معين ممهرا رسالته بكلمة واحدة: «ليش»؟ فرد عليه في الرسالة نفسها بكلمة واحدة : «هك»!
تعليقات