في مثل هذا اليوم منذ تسعة عشر عاما رحل عنا الشاعر على عبد السلام الفزاني. ولد سنة 1936 في صرمان وفيها تلقى تعليمه الأوَّل على يد والده القاضي، فحفظ القرآن الكريم وهو في العاشرة من عمره.
انتقل مع اسرته إلى مدينة بنغازي سنة 1947، فأتاحت له الدراسة النظامية التخرج في أول دفعة تمريض ليبية سنة 1953، ومارسها باقتدار من دون أن يتخلى عن موهبة الشعر، التي طورها بدراسته الأدبية المكثفة، فتعلَّم علم العروض والقافية، التي وجهه اليها، الشاعر عبد السلام قادربوه، الذي نشر له اول قصائده بجريدة برقة الجديدة. اطلع على دواوين الشعر القديم، والحديث، ولعل تكليفه بالعمل كممرض بالجامعة الإسلامية في البيضاء كانت سببا في تنمية امكانياته اللغوية، فهناك درس اللغة والنحو على يد العالم المرحوم الشيخ عيسى الفاخري، ولم يتوقف تحصيله الادبي فنال الشهادة الثانوية كطالب من منازلهم، وتعلم اللغة الإنجليزية واجادها. تناول انتاجه العديد من النقاد الليبيين والعرب، استهلها الاديب صادق النيهوم في أواخر ستينيات القرن الماضي دراسة نقدية لأول دواوينه "رحلة الضياع" التي قال عنها شاعرنا إنها من الاساسيات التي وضعته على الطريق الصحيح ، واختتمها الناقد الأديب الدكتور محمد أحمد وريث بدراسة مطولة في كتابه " معزوفة عابر السبيل " تكاد تكون قد تناولت دواوينه كافة التي بلغت احدى عشر ديوانا. ومن بينها ديوانين كتب بخط الشاعر ولم ينشرا في حياته، الذي لم يمهله المرض طويلا ورحل عنا من مدينة برن السويسرية ودفن في بنغازي يوم 27/9/2000 .. وما زلنا نحن الجيل الذي عاصر بدايته نردد احد ابياته الشهيرة : " لست افاقا وما كنت مغامر *** يستحال الزيف في كفي اساورا " .
تعليقات