في مثل هذا اليوم منذ 18 عامًا، رحل عنا الأستاذ عبدالمولى دغمان، الذي ولد في حي سيدي حسين بمدينة بنغازي عام 1930. ودرس المرحلة الأولى الابتدائية بمدرسة الأمير، وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية واصل تعليمه ونال الشهادة الثانوية سنة 1953.. وخلال فترة شبابه مارس الرياضة وكان من الشباب النشط في شباب جمعية عمر المختار.
سنة 1953 اوفد للدراسة بمصر فالتحق بقسم الاجتماع بجامعة القاهرة وتخرج فيها سنة 1957. التحق عقب عودته أستاذًا بالجامعة، اوفد بعد ذلك للدراسة في امريكا، ولكنه عاد لتولى ادارتها، وكان مخلصًا لعلمه ووطنه، متسمًا بالشجاعة، ومحبة العلم والحق، مثالًا للأستاذ المثقف الواعي المدافع عن حرية الفكر والرأي.
عام 1963 عين وكيلًا لوزارة المعارف، عندما كلف الأستاذ أحمد فؤاد شنيب بوزارتها، فعملا معًا بروح صادقة، لتطوير التعليم والرقي به. فى عام 1964 عين وكيلًا لوزارة البترول. ثم فضل العودة إلى الجامعة لمواصلة مهنة التدريس، التي أحبها ووجد فيها نفسه. وعين بعدها عميدًا لكلية الآداب إلى يوليو عام 1967، ثم مديرًا للجامعة إلى 31/8/ 1969.
شهدت الجامعة الليبية خلال فترة توليه لها تطورًا وتقدمًا هائلين، يشهد بها كل من عاصرها، وتضيق مساحتنا هذه كثيرًا عن تعدادها . من بعد سبتمبر 69 وضع تحت الإقامة الجبرية، إلى أن سجن بسبب مطالبته بعودة العسكر إلى ثكناتهم، اعتقل في مطلع السبعينات مع رفاق دربه، وطال سجنه ولم تتغير مواقفه إلى أن أفرج عنه سنة 1979، فأكمل حياته في بنغازي بسيطًا كريمًا شجاعًا إلى أن رحل عنا يوم 12/8/2001 ليوسد ثرى بنغازي التي أحبته واحترمته من مولده حتى رحيله.
تعليقات