بعد الحملة التي قامت في الولايات المتحدة احتجاجا على هيمنة الذكور البيض على هوليوود، تسجل خطوات ملموسة لتعزيز التنوع في القطاع بينها مبادرة «أكاديمي غولد» التي تسعى لدمج النساء وأفراد الأقليات الإتنية والمعوقين في هذا العالم بالتعاون مع شركات عملاقة في المجال.
ويشرف على متدربي الأكاديمية الثلاثين ريتشارد كرودو السينمائي المخضرم الذي عمل في أفلام عدة بينها «أميريكن باي» (1999) و«دوني داركو» (2001)، وفقا لوكالة «فرانس برس».
واختير هؤلاء الشباب في إطار برنامج صيفي وضعته أكاديمية الأوسكار يشارك فيه الأشخاص الطامحون لدخول مجال الصناعة السينمائية في دورات عمل بالتعاون مع مجموعات عملاقة بينها «ديزني» و«سوني» و«باراماونت».
ويقول ريتشارد كرودو إن هوليوود تخطت هذا الحاجز بعد إدراكها أن اقتصار التمثيل في أوساطها على الرجال البيض الأثرياء حالة لا يمكن أن تستمر.
ويضيف هذا العضو في الجمعية الأميركية للسينمائيين «من الصعب للجميع اختراق هذا المجال والأمر يسري خصوصا على الأشخاص المنتمين إلى الأقليات وأولئك الذين عانوا نقصا في التمثيل منذ سنوات»، ويؤكد أن الوقت حان بقوة لهذا التغيير.
وجرى توزيع المتدربين في هذا اليوم على خمس مجموعات ينبغي لكل منها تحويل السيناريو عينه إلى مشهد من فيلم بالنوع الذي يختارونه.
ويمكن بوضوح تلمّس التفاؤل لدى هؤلاء الشباب الذين بدأ بعضهم العمل في السينما بعد انطلاق حملة «أوسكارز سو وايت» الرافضة هيمنة البيض على هوليوود وحركات مناهضة التحرش الجنسي أبرزها «مي تو» و«تايمز آب».
وحصل كثر من الأشخاص الـ120 المنضوين في هذا البرنامج الموقت على تدريب أو عمل في استوديوهات هوليوود واختيروا لتقديم طلبات الالتحاق بهذه المبادرة.
وأدركت هوليوود أمرا مهما أيضا هو أن التغيير يتطلب وقتا، على ما خلص تقرير نشر هذا العام بشأن التنوع.
وأشار التقرير الذي يحمل عنوان «هوليوود دايفرسيتي ريبورت» إلى أن النساء وأفراد الأقليات حققوا مكاسب متواضعة ولا يزالون غير ممثلين بصورة كبيرة في القطاع نسبة لحجمهم الفعلي في التركيبة السكانية الأميركية.
وتولت ممثلات الأدوار الرئيسية في 32.9% من الأفلام، في تقدم بنقطتين مئويتين تقريبا منذ 2016، غير أن نسبتهن في المجتمع الأميركي تبلغ 50%.
ويشير معدو هذه الدراسة التي أجرتها جامعة «يو سي أل إيه» في كاليفورنيا إلى أن «التحسينات على صعيد ذوي البشرة الملونة والنساء متواضعة للغاية حتى أنها شبه معدومة».
وأجمع المتدربون على التأكيد بأنهم لم يعانوا في القطاع الذي وفدوا إليه حديثا أي تمييز على أساس الأصول الإتنية أو الجنس، خلافا لما هو وضعهم في محيطهم المباشر.
تعليقات