Atwasat

في مثل هذا اليوم: رحل الأمير محمد الرضا السنوسي

القاهرة - بوابة الوسط: محمد عقيلة العمامي الثلاثاء 30 يوليو 2019, 01:19 مساء
WTV_Frequency

في مثل هذا اليوم من 64 سنة رحل عنا السيد محمد الرضا السنوسي، أخ الملك وولي عهده. ولد بواحة الجغبوب 1891، ثم رحل طفلا مع والده إلى ما بعد جبال (تيبستي) إبان المواجهات السنوسية - الفرنسية.

عاد السنوسيون سنة 1903 من تشاد إلى زاوية التاج بالكفرة، وهناك تعلم وحفظ القرآن الكريم ايدي الكبار من الإخوان السنوسيين. سنة 1913 ثم رافق أخاه الأكبر السيد إدريس من الكفرة إلى الجغبوب، فلقد أصبح وكيلا له. وفي أبريل 1917 وقع مع الإيطاليين نيابة عن أخيه وثيقة الهدنة والتعايش المبرمة في عكرمة، وفي عام 1920م صار وليا لعهد أخيه الأمير إدريس السنوسي، وقائد القوات السنوسية. في عام 1922 أصبح وكيلا عاما ورئيسا لجميع الأدوار العسكرية في برقة وكذلك القوات الطرابلسية التابعة لصفي الدين السنوسي.

ثم وصل الفاشيون إلى السلطة، وتنكروا لمواثيقهم مع السنوسيين، واستؤنف الجهاد سنة 1923، وانتقل الأمير بحكومة أجدابيا إلى جالو. ومن وادي (قطمير) تولى قيادة الأدوار السنوسية كافة.

سنة1927 قبض عليه الإيطاليون، ونفوه إلى إيطاليا، شدد خلالها عمر المختار عملياته العسكرية في الجبل انتقاما لنفيه، واشترط في مارس 1929 إعادته من منفاه لابتداء المفاوضات معهم، أعاده الإيطاليون، ووضعوه تحت الإقامة، انتهت الحرب العالمية، واندحرت إيطاليا. عام 1946م اختير الرضا رئيسا للجبهة البرقاوية التي أصبحت المؤتمر الوطني البرقاوي.

في عام 1950 صدر مرسوم أميري بمنحه لقب (صاحب المجد النبيل). وفي أواخر عام 1952 وصل إلى طرابلس لأول مرة وأقام بها وفي 21 ديسمبر 1953 أُعلنت ولايته للعهد. توفي بطرابلس يوم 29 أغسطس 1955م ونقلته طائرة ليدفن بالجغبوب.

تميز الأمير الرضا رحمه الله بخلق رفيع جدا وبطيبة غير معهودة لمسها فيه كل من حوله وكان -كما وصفه عارفوه- دمثا شديد التواضع هادئ الصوت قليل الكلام يحبه كل من عرفه.

في فيلم (عمر المختار) مشهد هزلي يتناقض تماما مع الوقائع التاريخية، إذ يؤكد العارفون أنه ظلم صارخ لشخصية السيد محمد الرضا السنوسي، الذي من بعد عودته من منفاه في إيطاليا سنة 1929 لم يكن لديه بيت في بنغازي، فطلب من السلطات الإيطالية أن يقيم في منزل عائلة منينة في شارع قصر حمد. وفعلا أقام عندهم لعدة أشهر حتى جهز له بيته في شارع العيساوي في البركة. سمع السيد سليمان منينة من والده، الذي كلف من أعمامه بخدمة السيد الرضا، أن سكان شارع قصر حمد تطوعوا أيام الجمع بفرش الشارع من أمام بيت منينة إلى جامع السنوسية، الذى يبعد حوالي 200 متر.. وذلك إكراما للسيد الرضا وحتى لا يمشي على أرضية الشارع، وما كان من مواطنين بسطاء ضاقوا الأمرين من الاستعمار أن يتطوعوا لهذا العمل، وأيضا ما كانت عائلة مشهودا لها بالوطنية والسمعة الطيبة أن تستضيفه أشهرا ما لم يكن أهلا لذلك. هناك، إذن، توافق على حسن سيرته الوطنية وأخلاقه التي شوهت بذلك المشهد الهزلي، ولعل ذلك هو السبب في تسمية المؤرخين للسيد محمد الرضا السنوسي بالأمير المظلوم. توفي بطرابلس ونقلت طائرة جثمانه الطاهر ودفن يوم 30 يوليو 1955 بالجغبوب.

الأمير المظلوم محمد الرضا السنوسي
الأمير المظلوم محمد الرضا السنوسي
السيد محمد الساقزلي يلقي خطابة في حضرة الملك ادريس وولي عهده الأمير محمد الرضا السنوسي
السيد محمد الساقزلي يلقي خطابة في حضرة الملك ادريس وولي عهده الأمير محمد الرضا السنوسي
السيد مصطفى الساقزلي رئيس الحكومة في معية ولى عهد المملكة الليبية المتحدة
السيد مصطفى الساقزلي رئيس الحكومة في معية ولى عهد المملكة الليبية المتحدة
االسيد الأمير ولي العهد مع السيد صفي الدين السنوسي
االسيد الأمير ولي العهد مع السيد صفي الدين السنوسي

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«مئة عام من العزلة» لغارسيا ماركيز على منصة «نتفليكس» قريبا
«مئة عام من العزلة» لغارسيا ماركيز على منصة «نتفليكس» قريبا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية في تركيا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية ...
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل سنوات قلِق على المستقبل
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل ...
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة «إيسيسكو»
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم