في مثل هذا اليوم منذ عشر سنوات رحل عنا القاص أحمد محمد العنيزي، الذي ولد في بنغازي سنة 1929، ثم التحق بمدرسة الأمير الابتدائية. وبسبب الحرب العالمية أقفلت المدارس سنة 1940. كان في السنة الرابعة الابتدائية عندما توفى والده، فحمل مبكرًا مسؤولية أسرته الكبيرة، ومن أجلها مارس أعمالاً يدوية متنوعة. سنة 1946 عمل بـ(الجينو)؛ وهي مجموعة ورش افتتحتها الإدارة العسكرية البريطانية وألحقتها بنظارة الأشغال في بنغازي. في ورشة الزواق مارس خط اللافتات. التحق بدورة مسائية لدراسة اللغة الإنجليزية. العام 1950 التحق بمدرسة العمال الليلية.
اجتهاده الدراسي هيأه سنة 1950 لممارسة النشاط النقابي، ومن خلال نقابة البحارة أسس سنة 1954 ركن العمال بصحيفة «الزمان»، وبدأ يكتب المقالات المهنية في قضايا العمال. العام 1956 أصبح موظفًا بمحكمة الاستئناف، ومنها انتقل سنة 1959 إلى الجامعة الليبية، ثم إلى أمانة التعليم العام 1973.
حرصه على متابعة الإبداع العربي والمترجم صقل موهبته، فكتب أول قصصه «الشمعة الذائبة» في صحيفة طرابلس الغرب سنة 1953. واستمر في نشر إنتاجه الأدبي المتنوع بين المقالة، والترجمة، والقصة القصيرة «الواقعية» التي يعد من روادها. ارتبط بصداقات مع أبناء جيله من الكتَّاب، وحضر سنة 1968 ملتقى القصاصين المغاربة بتونس. وفي العام نفسه حضر الملتقى الأول للكتَّاب والأدباء الليبيين الذي عقد في طرابلس بتاريخ 11/9/1968، وبعده توقف عن النشر.
وفي العام 2005 جُمع إنتاجه، وصدرت له أول مجموعة قصصية بعنوان «حديث المدينة»، ثم جُمع ما لم ينشر من قصصه وصدرت العام 2008 بعنوان «المدينة المفتوحة».
تعليقات