تطرح دراسة نشرت في مجلة طبية بريطانية فرضية جديدة حول سبب شلل اليد اليمنى لليوناردو دا فينشي ما لجم عمله كفنان في سنوات عمره الأخيرة، في خضم الاحتفالات بالذكرى الخمسمائة لوفاة عبقري عصر النهضة.
في هذه الدراسة التي نشرتها مجلة «جورنال أوف ذي رويال سوساييتي أوف مديسين» يعزو الجراح دافيد لاتزيري وطبيب الأعصاب كارلو روسي هذه الإعاقة إلى عطب في عصب الزند منع ليوناردو دا فينشي من استخدام يده اليمنى أو الإمساك بلوح الألوان مع أنه تمكن من مواصلة التعليم ووضع الرسوم باليد اليسرى، وفق «فرانس برس».
وهي فرضية تختلف عن التفسير الذي عادة ما يقدم ويعزو هذا الشلل إلى جلطة دماغية. ويتحدث البعض الآخر عن مرض دوبويتران الذي يؤدي إلى انثناء في الأصابع وتشوه في اليد.
ووصل الطبيبان إلى هذه الخلاصة بفضل دراستهما لبورتريه لدا فينشي منسوب إلى الفنان اللومباردي جوفاني أمبروغيو فيغينو.
في هذه اللوحة تظهر يد دا فينشي اليمنى مع انقباض جزئي في الأصابع واتجاهها نحو الأعلى.
وقال لاتزيري في ملخص الدراسة «بدلا من أن تكون قبضة اليد مغلقة وهو ما يحصل جراء جلطة دماغية يدفع البورتريه إلى تشخيص مختلف مثل عطب في عصب الزند».
ومن الممكن أن يكون هذا الشلل في عصب الزند ناجمًا عن حالة إغماء أدت إلى هذا العطب في الجزء الأعلى من الذراع اليمنى، بحسب ما قال الطبيب المتخصص في الجراحة الترميمية والتجميلية.
ورأى الطبيبان أن إعاقة ليوناردو دا فينشي الذي قد يكون توفي جراء مشكلة قلبية - وعائية، اليدوية لم تترافق مع تراجع في قدراته الإدراكية أو الحركية الأخرى ما يضعف فرضية الجلطة الدماغية.
ويقول لاتزيري «هذا قد يفسر عدم إنجاز الكثير من اللوحات من بينها الحوكوندا خلال السنوات الخمس الأخيرة من حياته فيما استمر بالتعليم ووضع الرسوم».
وتظهر دراسة أخرى أجراها باحثون في متحف في فرنسا ونشرت قبل شهر أن ليوناردو دا فينشي كان قادرًا على الكتابة والرسم وتنفيذ اللوحات باليد اليسرى واليد اليمنى على حد سواء، بالاستناد إلى تحليل أعماله القديمة.
تعليقات