الفنان بشير المسلاتي هو أحد أهم المطربين الشعبيين في ليبيا، لحّن وغنى مئات الأغاني التي رددها الكثيرون من عشاق الفن «المرسكاوي» وكذلك شارك في العديد من المهرجانات والحفلات الغنائية الدولية وكان خير سفير للأغنية الشعبية الليبية.

● ما هو السبيل إلى انتشار الأغنية الشعبية الليبية وحماية الفلكلور؟
الأغنية الشعبية الليبية أصيلة ومتميزة ومعبرة وقوية من حيث الكلمة واللحن والأداء، فالكلمة الليبية عميقة وذات مدلول واللحن الليبي متفرد وهذا بشهادة نقاد عرب، الفلكلور الليبي ساحر مما جعله عرضة للسرقة والسطو، حيث إن هناك العديد من الأغاني العربية التي نسمعها بلحن ليبي ولا يشار إلى صاحب اللحن، وفيما يتعلق بانتشار الأغنية الليبية والترويج لها هذا يحتاج إلى إمكانيات مادية، من خلال التسجيل باستديوهات حديثة، وكذلك العمل على تصوير الأغاني وإخراجها بشكل جيد، كما نأمل من المسؤولين العمل على تفعيل النقابات والإدارات التي من شأنها أن تسهم في حماية التراث الليبي من أغاني ومصنفات فنية.

● كيف ترى المهرجانات التي تقام للأغنية الشعبية؟
المهرجانات بشكل عام مهمة جداً، والتي تتعلق بالأغنية الشعبية هي من أهم الخطوات التي تسهم في تطوير المطربين الشباب، نحن لدينا العديد من الأصوات الجميلة وهي فقط تحتاج إلى توجيه، وكذلك مشاركة هذه الأجيال الشابة فرصة للتلاقي مع المخضرمين من الملحنين وشعراء الأغنية والمطربين الكبار من ضيوف المهرجان.

● في رأيك ما هي أسباب قلة أعمال المطربين الشعبيين الكبار؟
بالنسبة للنصوص موجودة وأنا أحيي الشعراء الليبيين أصحاب الكلمة الصادقة، والمطربون الشعبيون الآن موجودون في الساحة وبكثرة، لدرجة أن هناك استسهالًا في اختيار اللحن والكلمة، وأنا لي فترة متوقف عن تسجيل الأعمال هنا في ليبيا لكنني دائم السفر إلى مصر وتونس وأدعى لإحياء العديد من الحفلات ولكنني متوقف عن المشاركات الداخلية.

● ما هو رأيك في ترديد بعض الفنانين الشعبيين التونسيين والمصريين لأغانٍ ليبية ودون الإشارة إلى أصحابها؟
للأسف، هذه المشكلة موجودة بكثرة في مصر وتونس، وأغلب الحفلات التي تقدم في الحفلات وفي الفنادق وفي الصالات لمطربين مصريين وتونسيين يتغنون بأعمال ليبية، هناك من يقوم حتى بتقليد نفس الفنان وهناك من يغني اللحن الليبي ولكن بطريقته، وفي كلا الحالتين هذا يعتبر تعديًا على الأغنية الليبية، ونحن بأيدينا نسهم في ضياع تراثنا من خلال عدم توثيقها ولا نقوم بدفع الاشتراكات السنوية منذ أكثر من أربعين عاماً منذ أن عرفت الدنيا، فنحن نحتاج إلى مسؤولين يكونوا حريصين على مصنفاتنا الفنية، وأتذكر في التسعينات شاركت في مهرجان غنائي شعبي في مدينة مايوركا بإسبانيا وكنت ضيف شرف في هذا المهرجان وشاهدت العروض الليبية في الفنون الشعبية وكانت فرقة بنغازي للفنون الشعبية من ضمن الفرق المشاركة في هذا المهرجان وقدمت هذه الفرقة عروضاً خيالية أبهرت كل المشاركين واللجان المنظمة لهذا المهرجان من مختلف دول العالم لدرجة أن الفرقة تلقت العديد من الدعوات لإحياء الحفلات والمهرجانات في إسبانيا وفي ختام المهرجان قالوا إن الوفد الليبي والفرقة الليبية فازت بالترتيب الأول ولكن حجبت عنهم الجائزة بسبب عدم دفع رسوم المشاركة وقيمتها خمسمائة دولار، ونحن خسرنا الملايين، ولأننا لم ندفع رسوم المشاركة اعتبرت مشاركتنا على هامش المهرجان ولم ندخل التقييم، فالفنان الليبي معاناته منذ زمن ولازالت مستمرة، وأثناء مشاركاتنا في مهرجان الأغنية الشعبية في بنغازي كان لقاؤنا صعباً بسبب الظروف التي نعانيها، ونحن نحتاج إلى إمكانيات وجئنا وحضرنا ليس فقط للمشاركة ولكن أيضاً للتلاقي، وأطلقت على هذا المهرجان الذي احتضنته بنغازي مهرجان لمّ الشمل، حيث كان هناك لقاءات بين الفنانين الشعبيين من الشرق والغرب والجنوب، والتقيت فنانين لم ألتق بهم منذ ثلاثين سنة.

● ماذا تقول لليبيين؟
أقول لكل الليبيين كفانا هجرًا، كرهًا وحقدًا، نحن الآن علينا أن نشرع في بناء ليبيا على قلب رجل واحد، ولا توجد أية قوة في العالم تستطيع أن تفرق بين الليبيين، وأطلب من أخوتي وأحبابي وأصدقائي وعشيرتي في الدم والليبيين جميعاً أن يكونوا يداً واحدة ولا يفرقنا أي أحد، وما حدث حدث ولا نريد سوى ليبيا.

نقلًا عن العدد الأسبوعي من جريدة «الوسط»