نظمت الجمعية الليبية للآداب والفنون، السبت، بقاعة المحاضرات بدار الثقافة والفنون والتراث بميزران وباستضافة من مكتب الثقافة بطرابلس، أصبوحة أدبية للكاتب والمحامي جمعة عتيقة، تحدث فيها عن ذكرياته الجامعية وآفاق الحراك الثقافي للطلاب أواخر ستينات القرن الماضي.
وأشار إلى أن اختياره الدراسة في مجال القانون ليصبح محاميًا فيما بعد كان بتأثير دوافع مختلفة تشكلت منها في النهاية رغبة الدخول في هذا المجال.
وتوقف عتيقة عند فترة انتقالية مهمة وهي الخروج من مرحلة التعليم الثانوي والدخول إلى الجامعة قائلًا «ذهبت إلى بنغازي رفقة بعض الأصدقاء واجتزت امتحان القبول بكلية الحقوق، وأقمت بالقسم الداخلي للجامعة الكائن بمنطقة الحميضة، ولأن الناس في بنغازي رأوا في الطالب الجامعي صورة المستقبل للدولة الليبية، إضافة إلى الكرم وأصالة الطابع وحفاوة المعاملة، ساهم ذلك في تخفيف الإحساس بالغربة والبعد عن الأهل».
وتحدث الكاتب عن صدمته في البداية بالأسلوب ونمط التدريس في الجامعة ربما لكونه اقترب من الكتاب مبكرًا وتبين في هذا القالب سلبيات لا تتواءم ومستوى التدريس الجامعي، مثال ذلك أن يطلب الأستاذ الجامعي من الطالب حفظ الدرس وكتابة الإجابة حرفيًا كما وردت في المقرر، وهو ما يؤدي إلى قصور الجانب التحليلي في فكر الطالب، مما جعل جمعة عتيقة الطالب آنذاك يكتب في صحيفة اليوم التي كان يرأس تحريرها عبدالرحمن الشاطر مقالًا بعنوان «أنقدوا طالب الجامعة».
ومن جهة أخرى تناول الباحث المناشط والمحاضرات التي شهدها الفضاء الجامعي وكذا الجمعيات الأدبية التي تكونت كإفراز فكري للنضج الطلابي، منها جمعيات الفلسفة، شكسبير، العدالة، منوهًا إلى أن كلية الآداب احتضنت الجانب الأكبر من هذا التفاعل وبالتالي مثلت مركز النشاط الثقافي والسياسي.
مضيفًا أن قسم الموسيقى كان في صلب المشهد الفكري بإقامته العديد من الأنشطة الفنية، وخرَّج أيضًا أسماء في مجال الموسيقى والغناء برز حضورها فيما بعد كالدكتور عبدالله السباعي والفنان وحيد خالد وغيرهما.
ويلمح الكاتب إلى أنه في موازاة الحراك الثقافي صدرت مطبوعات مثل «قورينا» من قسم الفلسفة برئاسة تحرير علي فهمي خشيم والتي احتضنت أقلام كتاب منهم رجب بودبوس، فوزي البشتي، وسالم الكبتي، ومجلة «الإعلام» التي ساهم جمعة عتيقة في إدارة تحريرها.
تعليقات