Atwasat

اقتباس لرواية «تو كيل ايه موكينغ بيرد» في عهد ترامب

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 20 ديسمبر 2018, 11:24 صباحا
WTV_Frequency

تصنف رواية «تو كيل ايه موكينغ بيرد» الشهيرة لهاربر لي عن حقبة التمييز العنصري في جنوب الولايات المتحدة كإحدى كلاسيكيات الأدب الأميركي، وتحقق اليوم بنسختها المسرحية نجاحًا على خشبات برودواي مع ما تحمل من دلالات لافتة في زمن دونالد ترامب.

الاقتباس الجديد لهذه الرواية التي تدور في مدينة صغيرة في آلاباما العام 1934، يحمل توقيع آرون سوركين المؤلف التلفزيوني والسينمائي الذي يقف وراء مسلسلات ناجحة مثل «ذي ويست وينغ» أو أفلام مثل «ذي سوشال نتوورك» الحائز جوائز أوسكار، وفقًا لوكالة فرانس برس.

وأجمع النقاد منذ العرض الأول للمسرحية الخميس الماضي على أن سوركين الذي لم يكتب سيناريو مسرحية منذ 11 عامًا، نجح في رهانه، ويتوافد الناس لحضور المسرحية وهي من إخراج بارليت شير الحائز جائزة «توني» لأفضل مسرحية في برودواي عن «أوسلو» حول المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية، وتستمر عروض المسرحية الجديدة في نيويورك حتى سبتمبر المقبل.

واستقبلت العروض الأولى بحماسة في مسرح «شوبيرت» الذي يتسع لـ1400 شخص والذي بيعت كل بطاقاته على أشهر عدة، وفي مقال نشر في مجلة «نيويوركر»، شدد سوركين على الصعوبة التي واجهها في اقتباس الرواية معتبرًا أنها مهمة انتحارية بسبب موقع الرواية المهيب في الأدب الأميركي.

يضاف إلى هذه الصعوبة أن الرواية حولت إلى فيلم سينمائي اعتبارًا من العام 1962 من بطولة غريغوري بيك الذي نال جائزة أوسكار أفضل ممثل عن أدائه شخصية اتيكوس فينش، وهي الشخصية الأساسية في الرواية وهو رجل أرمل، وهو محام عيّنه القضاء للدفاع عن رجل أسود يتهم خطأ باغتصاب شابة بيضاء.

ويقول سوركين إن محاولته الأولى الوفية للكتاب كانت «رهيبة» مشبهًا إياها «بألبوم يستعيد أهم أغاني نجم ما مع أوركسترا من الدرجة الثانية»، فانطلق سوركين من الصفر مجددًا وغيّر كل شيء إلى حد أنه تواجه مع ورثة الكاتبة التي توفيت العام 2016، ورفع ورثة هاربر شكوى قضائية على مؤلفي الاقتباس لكنهم عادوا وتوصلوا إلى حل بالتراضي.

ففي حين كانت محاكمة توم روبنسون رب الأسرة الأسود المتهم بالاغتصاب تأتي متأخرة في الرواية، جعل منها سوركين الحبكة الرئيسية للمسرحية ما يعطي هذه الشخصية حجمًا جديدًا، واستغل سوركين ذلك ليطعن بالنظرة المتفائلة التي يلقيها اتيكوس فينش على العالم، ويؤدي هذه الشخصية الأخيرة في برودواي ممثل سوركين المفضل جيف دانييلز.

فيذكر اتيكوس أمام مسامع أطفاله أنه لا يمكن محاكمة شخص إلا إذا وضعنا أنفسنا مكانه، وأن الخير موجود لدى الجميع حتى لدى المنادين بتفوق البيض، وعاد هؤلاء الأشخاص إلى الساحة السياسية الأميركية مع أعمال العنف في شارلوتسفيل في أغسطس 2017 وازدياد الجرائم العنصرية والمعادية للسامية.

في هذه المسرحية يتم التشكيك بهذه الرؤية كثيرًا، ولا سيما من قبل مربية الأطفال السوداء كالبورنيا، وهي شخصية لا تبرز كثيرًا في الرواية، إلا أنها تكتسي أهمية غير مسبوقة على المسرح عندما تعرض بصراحة فجة على مخدومها المعاناة والظلم اللذين يخلفهما الفصل العنصري.

ويرى الممثل غبينعا تكبييناغبه الذي يقوم بدور توم روبنسون أن المسرحية مواتية أكثر من أي وقت مضى، ويقول «التغييرات التي نحتاجها كأمة لا تزال بعيدة جدًا، وتحصل قصص كهذه يوميًا في البلاد فيتهم أشخاص زورًا خصوصًا عندما يكونون من غير البيض».

وإلى جانب التطرف والعنصرية تجد المسرحية صدى لها في المستجدات الأميركية الراهنة، فيذكر اتهام شابة بيضاء لتوم روبسنون باغتصابها في حين أن والدها هو الذي يعتدي عليها، بحركة «مي تو» التي اتهمت في إطارها مئات النساء رجالاً بالاعتداء الجنسي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية في تركيا
جائزة «غونكور» في بلاد أورهان باموك تعكس استمرارية الفرنكوفونية ...
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل سنوات قلِق على المستقبل
عميل سابق في الموساد كتب رواية مطابقة لهجوم حماس على إسرائيل قبل ...
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة «إيسيسكو»
إطلاق طوابع بريدية خاصة بالمواقع التاريخية الليبية في قائمة ...
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
كتاب وأدباء ومثقفون: هكذا تأثرنا بحرب الإبادة الجماعية في غزة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم