في عام واحد، أطاحت فضائح الاعتداءات الجنسية رؤوسًا كبيرة في عالم السينما والفنون والسياسة والإعلام والعلوم، والفضل في إطلاق هذه الموجة يعود إلى الصحفي رونان فارو الذي صار نجمًا عالميا.
ورونان فارو هو ابن المخرج الأميركي الشهير وودي آلن والممثلة ميا فارو، وتحول اسمه في الأشهر الماضية إلى كابوس على المتحرشين، وفقًا لوكالة «فرانس برس».
وانتشرت عبارة في الآونة الأخيرة «ما هو أسوأ ما يمكن أن يقال لرجل نافذ؟ الجواب هو رونان فارو على الخط يريد التكلم معك».
أشهر الشخصيات التي أصابتها سهام هذا الصحفي هو المخرج الهوليوودي هارفي واينستين الذي يمثل الآن أمام القضاء، والذي شكلت قضيته فاتح لحملة عالمية تدعو ضحايا الاعتداءات الجنسية إلى كسر صمتهم والبوح بما جرى معهم.
ولا تمتاز تقارير رونان فارو بمستواها في الكتابة بالضرورة، بل بالشهادات التي يجمعها وبقدرته على جعل الضحايا يخرجون عن صمتهم بعد سنوات أو حتى عقود من الاعتداء.
وبخلاف صحفيين كثر، لا يتردد رونان فارو في أن يمضي أشهرًا لإعداد تحقيق واحد، وهو يملك ما يلزمه من وقت ومن مقدرات، ولذا، تمكن من أن يحول إشاعات وأخبارًا متفرقة من هنا وهناك إلى حقائق مثبتة.
وأوضح في مطلع سبتمبر الماضي أنه ركز في عمله على حالات قصوى أفلتت من عين الصحافة، وفي منتصف أبريل الماضي حصل على جائزة «بوليتزر» مع صحفييْن آخريْن عملا معه على قضية هارفي واينستين.
وفي أول مايو، تعززت مكانته ومصداقية عمله مع استقالة المدعي العام في نيويورك إريك شنايدرمان، وكان رونان فارو نشر شهادات تتهم رجل القضاء هذا بأنه استخدم العنف والتهديد مع ضحاياه.
أما الصيد الثمين الأخير فكان المدير العام لمحطة «سي بي إس»، ليسلي مونفيز، الذي تنحى عن منصبه، وما زال على قائمة المرشحين عنده هدفان مفضلان، هما الرئيس دونالد ترامب ومرشحه إلى المحكمة العليا بريت كافانو، وشرع فعلاً بالبحث عن إمكانية وجود ما يدينهما، وبدأ بكتابة مقالات عن الوسائل المستخدمة في أوساط ترامب لإخفاء العلاقات خارج الزواج.
في آخر سبتمبر، نشر في جريدة «نيويوركر» شهادة من ديبورا راميريز اتهمت فيها بريت كافانو بالاعتداء الجنسي، قادحًا في مصداقيته كرجل قانون، حسب «فرنس برس».
في رصيد رونان فارو الآن كتاب عن السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وهو يعد كتابًا آخر عن التهديدات والضغوط على الصحفيين، ومسلسلاً وثائقيًّا.
وسبق أن عمل ناطقًا باسم منظمة اليونيسف ومحاميًا ومستشارًا للرئيس السابق باراك أوباما ثم هيلاري كلينتون، وكاتبًا وصحفيًّا، علمًا بأنه من مواليد التاسع عشر من ديسمبر 1987.
يُدعى رونان فارو لكثير من المقابلات التلفزيونية، لكنه يشدد على أنه ليس هو المسؤول عن نجاح حملة «أنا أيضًا»، ويقول: «أظن أن المشهد اختلف، وأن هذا الأمر كان سيحدث في كل الأحوال».
تعليقات