تقدم في المتحف البريطاني في لندن رسوم تعود إلى «ثورة المظلات» في هونغ كونغ ضمن معرض حول هذه الحركة الاحتجاجية لكن في هذه المستعمرة البريطانية السابقة يصعب رؤية هذه الأعمال التي أنجزت خلال الحراك المؤيد للديمقراطية في العام 2014.

فعلى مدى أسابيع شلت مخيمات متظاهرين يطالبون بإصلاحات سياسية أحياء كاملة في هونغ كونغ التي عادت إلى السيادة الصينية العام 1997، وفقًا لوكالة فرنس برس.

وجمعت عبر الانترنت ومحفوظات المكتبات صور لبعض من آلاف الرسوم والملصقات واللافتات والمنحوتات والرسوم الكاريكاتورية التي زينت الجدران والجسور وقارعات الطريق.

إلا أن الأعمال الأصلية اختفت ويظن البعض أنه من الأفضل أن ترسل إلى الخارج نظرًا إلى الهيمنة المتزايدة لبكين والمخاوف على حرية التعبير في هذه المنطقة التي تتمتع بشبه استقلال ذاتي، وحظر في هونغ كونغ قبل فترة قصيرة حزب منادٍ بالاستقلال.

فونغ سو هو من بين عشرات الفنانين في هونغ كونغ الذين استوحوا من هذه الحركة الاحتجاجية التي استمدت اسمها من المظلات التي رفعها المتظاهرون للاتقاء من الغاز المسيل للدموع الذي ألقته القوى الأمنية في 28 سبتمبر 2014.

ويعرض عمله في المتحف البريطاني في إطار معرض «آي أوبجيكت» بعدما قدم مجموعة الرسوم التي أنجزها في إطار الحركة الاحتجاجية إلى المتحف وهي تقارب المئة.

ويوضح فونغ «اعتبر مجموعة الرسوم هذه شهادة على جزء من التاريخ المعاصر، ومن الإيجابي أن تدخل المتحف»، ويرى أن الوضع السياسي في هونغ كونغ «خانق »، وينوي إرسال أعمال حساسة من الناحية السياسية إلى الخارج.

ألفين ونغ مؤسس مجموعة «أوربن سكتشيرز» في هونغ كونغ، جمع مئات الرسوم واللوحات التي أنجزها 31 رسامًا في كتاب صدر العام 2015 بعنوان «رسوم تحت مظلة».

وأرسل نسخًا عن كتابه إلى مكتبات عبر العالم ولا سيّما في الولايات المتحدة  مشددًا على أن حفنة من المكتبات في هونغ كونغ وافقت على طرحه للبيع.

وبعيد ثورة المظللات عرضت الأعمال الفنية والتذكارات في هونغ كونغ، لكن اليوم يخزّن الجزء الأكبر منها في مكتبة جامعة هونغ كونغ الصينية ولا يمكن للجمهور الاطلاع عليها إلا بشكلها الرقمي.

و نقل غالبية هذه الأعمال فنانون وناشطون جمعوها من المخيمات ليشكلوا الأرشيف البصري لحركة المظلات، وفي هذه المحفوظات شعارات خطت بسرعة على لافتات ومجوهرات وطائرات ورقية ومنحوتات تظهر أن أناسًا عاديين وليس فنانين فقط، ساهموا في الحركة.

لكن بعض الأعمال الرئيسية اختفت كليًا ومن بينها «الرجل المظلة» وهي منحوتة يبلغ ارتفاعها 3,6 أمتار، ويؤكد سامسون وونغ أحد مؤسسي الأرشيف البصري أن الفنانين سلموا مجموعاتهم إليهم لأنهم لا يملكون القدرة المادية أو البشرية للاحتفاظ بها.

وكانت هذه الحركة الاحتجاجية فشلت في الحصول على أي إصلاح من بكين، ويعاني المعسكر الديمقراطي راهنًا من الزعزعة ولا يرغب بعض الناشطين بعرض الأعمال علنًا.