تجهد امرأتان متخصصتان في المجال الأدبي لترميم ثلاث مكتبات في نيروبي تعاني جراء عقود من الإهمال «كي لا يكبر أطفال» العاصمة الكينية في مدينة خالية من هذه الصروح الثقافية.
على رغم الوضع المتردي لمكتبة ماكميلان المقامة في مبنى ضخم يعود تشييده لثلاثينيات القرن الماضي، قصدت حفنة من سكان نيروبي المكان للإفادة من أجواء الهدوء ومطالعة الكتب النادرة الموجودة، وفقًا لوكالة «فرانس برس».
وستتاح أمام هؤلاء قريبًا فرصة التنعم بمساحة عصرية مجددة، هذا هو رهان الناشرة انغيلا واتشوكا والكاتبة وانغيرو كوينانغ اللتين تعملان على ترميم ثلاث مكتبات في نيروبي مهملة منذ عقود طويلة، وتقول كوينانغ التي كبرت في العاصمة الكينية «أرفض أن أعيش في مدينة قد يكبر أطفالها من دون دخول مكتبة، هذه حال نيروبي اليوم».
وأطلقت الشابتان العام الماضي جمعية «بوك بانك» لتحديث مكتبة ماكميلان في حي الأعمال في نيروبي، فضلًا عن مكتبتي ماكادارا وكالوليني في الأحياء السكنية في شرق العاصمة.
وتوضح كوينانغ وهي كاتبة شابة في الثانية والثلاثين «نعتمد مقاربة موحدة مع المكتبات الثلاث، غير أنها ستكون موجهة لجماهير مختلفة»، وستضم ماكميلان وهي الأكبر بين المكتبات الثلاث، كتبًا عامة من كل الاختصاصات فيما ستخصص مكتبة كالوليني لأدب الشباب ومكتبة ماكادارا لأدب المراهقين.
وعلى رغم وضعها السيء، تستقطب مكتبة ماكادارا المقامة في مبنى عادي مشيد في السبعينات، ما يصل إلى 180 شابًا من الحي يوميًا وفق كوينانغ، ما يشهد على الحاجة لمثل هذه المنشآت، وفي عاصمة مكتظة وصاخبة كنيروبي، يتوافد الزوار للإفادة من بعض الهدوء الذي توفره المكتبات، وتفتقر المكتبة حاليًا للفهارس اللازمة لإحصاء الكتب أو لمحفوظات الصحف الكينية، ما يحتم القيام بأعمال توثيق مضنية في الموقع.
وتقول واتشوكا «من المهم أن يكون لنا أعمال لكتاب أفارقة أو من الأدب المعاصر»، غير أنها لا تعتزم في المقابل محو الماضي الاستعماري الذي تجسده مجموعات الكتب الحالية في المكتبة، وتؤكد كوينانغ «نريد الحفاظ على تاريخ المكان لأنه مهم، المبنى ما كان ليرى النور لولا ماكميلا، لكننا نريد أن نضيف أيضا تاريخنا».
وتسعى المرأتان أيضًا لدمج أعمال أخرى منها المضامين متعددة الوسائط خصوصا المدونات الصوتية، ونالت الشابتان دعما من السلطات في نيروبي لإطلاق جمعيتهما، وتضيف كوينانغ «وقعنا اتفاقا يسمح لنا بجمع الأموال وبإدارة (المكتبات الثلاث) وتجديدها»، وبالإضافة إلى التمويل من الحكومة المحلية، تعتزم الشابتان إطلاق حملة لجمع الأموال الشهر المقبل بهدف حشد مبلغ مئة مليون شيلينغ (997 ألف دولار) للاستمرار في المشروع الذي تكرس له المرأتان خمس سنوات.
تعليقات