توفيت في سانتياغو الطيّارة التشيلية مارغو دوالدي عن 97 عاماً ، التى تعد المرأة الوحيدة التي نفّذت عمليات لسلاح الجو الفرنسي أثناء الحرب العالمية الثانية، بحسب ما أعلنت الحكومة التشيلية.

وقالت وزارة النساء والمساواة «نأسف لوفاة مارغو دوهالدي، أول طيّارة في تشيلي»، من دون أن توضح سبب الوفاة، وحيّت الحكومة «شجاعتها في تحقيق حلم حياتها، ومحاربة النمطية وفتح طريق للنساء»،وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.

في سن السادسة عشرة اقنعت والديها بالسماح لها بمغادرة بلدتها للانتقال إلى سانتياغو لتتعلم الطيران وحتى لو اقتضى الأمر أن تكذب بشأن عمرها

وكتبت الرئيسة التشيلية ميشال باشليه إن مارغو التي كانت «أول طيّارة في سلاح الجو التشيلي، ومحاربة للنازية مع القوات الفرنسية والبريطانية في الحرب العالمية الثانية، أثبتت في عالم الرجال أن لا مستحيل أمام النساء».

ولدت مارغو في العام 1920، وفي سن السادسة عشرة اقنعت والديها بالسماح لها بمغادرة بلدتها ريو بوينتو في جنوب تشيلي للانتقال إلى سانتياغو لتتعلم الطيران وحتى لو اقتضى الأمر أن تكذب بشأن عمرها.

ورفض المدربون في نادي سانتياغو للطيران تعليمها إلا أنها التقت الفرنسي سيزار كوبيتا الذي كان في العام 1910 أول رجل يطير إلى تشيلي، فاستحال حلمها حقيقة.

في سن العشرين وبعد خمسين ساعة طيران فقط وظفتها قنصلية فرنسا الحرة في سانتياغو كسرجنت طيار بعدما أخفت إصابتها بضعف في البصر.

وبفضل تدخل الطيار الفرنسي الذي تعرفت عليه في تشيلي، انضمت إلى منظمة «أير ترانسبورت أوكزيلييري»، التابعة لسلاح الجو البريطاني لتأمين نقل الطائرات من المصانع إلى مدرجات الطيران ومن بينها طائرة «سبيت فاير» المطاردة التي استخدمها الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية.

 وظفتها قنصلية فرنسا الحرة في سانتياغو كسرجنت طيار بعدما أخفت إصابتها بضعف في البصر

وكان طيارو النقل هؤلاء يتلقون تدريباً نظرياً على الطائرات التي ينقلونها وكان عليهم التحكم بها فيما بعد بالاستناد إلى كتيب صغير.

و نقلت دوالدي التي سماها زملاؤها الانكليز «تشيلي»، «أكثر من 1500 طائرة إنكليزية وأميركية من الأنواع كلها من مطاردات وقاذفات وطائرات نقل وتدريب» على ما كتبت المجلة التاريخية للجيوش الفرنسية في مقال بعنوان «طيارات عسكريات في سلاح الجو».

وكانت تقود الطائرة من دون جهاز رادار وينبغي عليها أن تتجنب المناطيد التي وضعها الجيش الإنكليزي على ارتفاع خمسة آلاف قدم فوق المدن والمنشآت العسكرية لإزعاج الطائرات الألمانية.

تقلدت دوالدي أوسمة من إنكلترا وتشيلي وفرنسا،وقادت طائرة للمرة الأخيرة في العام 2007.