يقود المايسترو الإنجليزي «دانييل هاردينغ» أهم فرق الأوركسترا في العالم والطائرات التجارية.
ويحضر هاردينغ قائد أوركسترا باريس الفلهرمونية برنامج الذكرى الخمسين لتأسيس هذه الفرقة، وفي الوقت ذاته يتفحص برنامج عمله المثقل لإيجاد ثغرة هنا وهناك ليخصصها لساعات الطيران.
ويعيش منذ ثلاث سنوات شغفيه بالموسيقى والطيران بشكل متواز وتضاف إليهما الرحلات التي يقوم بها لقيادة فرق أوركسترا في مناطق مختلفة من العالم، فهو المايسترو الرئيس في أوركسترا الإذاعة السويدية السمفونية في ستوكهولم أيضًا، وغالبًا ما يحل ضيفًا على فرق في برلين وفيينا وميلانو ودريسدن وميونيغ، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وتقول أوساطه في أوركسترا باريس إنه «يتمتع بنشاط مفرط» واضطرت إلى التكيف مع غياب المايسترو الذي يقوم بهذا العمل منذ سن السابعة عشرة.
و درس دانييل هاردينغ المولود في أكسفورد العزف على البوق وانضم إلى فرقة الشباب الوطنية، وكان مساعدًا لـ«سايمن راتل» في برمنغهام في إنجلترا قبل أن يعمل مع «كلاوديو ابادو» في برلين.
و لفت الأنظار بطاقته وحسه الموسيقي في باريس العام 1995 عندما حل مكان راتل في مسرح شاتليه ثم في مهرجان «ايكس أن بروفانس» في إطار عرض «دون غوفاني» من إخراج «بيتر بروك» العام 1998.
وبدأ يشعر بتراجع هذا الزخم بعد مرور 20 عامًا من بدء مسيرته، فغاص في مجال الطيران وتعلق به «لقد جعلني ذلك أشعر بارتياح كبير، وأرى أني بت أقود الأوركسترا بشكل أفضل، اهتمامي بشيء آخر في الحياة إيجابي».
ويحب في تعلم الطيران الدقة والعقلانية اللتين تساعدانه على تحمل «عالم الموسيقى غير المنطقي على الدوام»، بشكل أفضل.
ويقر «من المهم التنفيس عن الضغوط، يقوم البعض بذلك من خلال الذهاب إلى البحر، أما أنا فمتنفسي هو الطيران، منذ ثلاث سنوات، لم أعد أحظى بأي وقت فراغ».
وسيجتاز هاردينغ في الأشهر المقبلة المراحل الأخيرة لقيادة طائرة من طراز «إيرباص إيه 320» وهو يملك الآن الرخصة اللازمة ليكون مساعد طيار لهذه الطائرات.
ويقول «أكثر ما يعجبني هو الجانب المنظّم والتقني للطيران الموجود أيضًا في الموسيقى».
لم يحسم هاردينغ أمره بعد ما إذا كان يفكر في اعتزال الموسيقي والبقاء في مجال الطيران قائلًا: «أستحق من دون شك عطلة من منصب قائد الأوركسترا الذي شغلته لمدة 25 عامًا».
تعليقات