شددّت السلطات الروسية على أن ملاحقة المخرج المعارض، كيريل سيربرينيكوف، بتهم فساد مالي ليست ذات خلفيات سياسية، وإنما قضائية بحتة في الوقت الذي تُتهم موسكو بأنها تعاقبه على مواقفه المعارضة للكرملين.
وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئاسة الروسية للصحفيين «في هذه القضية لا يجب الحديث عن تسييس ولا عن رقابة، هذه النقاشات في غير محلها ولا علاقة لها بالقضية المالية البحتة»، وفق «وكالة الأنباء الفرنسية».
ويأتي تصريح المتحدث بعدما أثارت قضية توقيف المخرج احتجاجات في الأوساط الثقافية والفنية في روسيا كما في الخارج.
والأسبوع الماضي وضع كيريل سيربرينيكوف وهو المدير الفني لمسرح «غوغول» المعاصر في موسكو في الإقامة الجبرية.
ويمنعه هذا التدبير من الخروج من منزله إلا بموافقة الشرطة، فيما هو يستعدّ لتصوير فيلم جديد في سان بطرسبرغ وإخراج أوبرا في شتوتغارت.
ويقول المخرج إن الاتهامات الموجهة إليه «سخيفة» وإن محاميه سيتقدم بطعن قرار وضعه في الإقامة الجبرية.
وكيريل سيربرينيكوف (47 عامًا) يواجه اتهامات «بالفساد على نطاق واسع»، وهي تهم تصل عقوبتها في روسيا إلى السجن عشر سنوات، بحسب ما جاء في بيان للجنة التحقيق المكلفة بالقضايا الكبرى المرتبطة مباشرة مع الكرملين.
ويقول المحققون إنهم يشتبهون في أنه «اختلس أموالاً بقيمة 68 مليون روبل على الأقل» أي ما يعادل مليون يورو تقريبًا، من الأموال الحكومية المخصصة لمسرح كان يديره، وذلك بين العامين 2011 و2014.
وتنقل وسائل إعلام محلية أنه استفاد من أموال عامة لتمويل عرض، لكن هذا العرض لم يبصر النور أبدًا، في الوقت الذي كانت عروض أخرى تجد طريقها إلى خشبة المسرح.
وكيريل سيربرينيكوف حائز جائزة فرنسوا شاليه في مهرجان «كان» في العام 2016، وكان آخر أفلامه مرشحًا لجوائز مهرجان البندقية الأخير.
وتثير أعماله المسرحية والراقصة استياء النشطاء المحافظين الموالين للكنيسة الأرثوذكسية، وأيضًا استياء وزارة الثقافة التي وصفتها في العام 2015 بأنها «غير لائقة».
وأثارت مداهمات الشرطة لمنزله ومسرحه واستجوابه استياء في الأوساط الثقافية الروسية وفي الخارج أيضًا.
تعليقات