فوق أنقاض واجهة المسرح الروماني في مدينة تدمر الأثرية، تجلس الشابة أنجل ديوب لتغني «راجعين يا هوى، راجعين» بعد يومين على استعادة الجيش السوري السيطرة على المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية.
ويعزف موسيقيون آخرون على آلات القانون والعود والكمان والدف، فيما يمر قربهن جنود سوريون وعسكريون من روسيا، ومن بعيد تسمع أصوات انفجارات بعضها ناجم عن تفجير ألغام وأخرى لغارات ما زالت تستهدف نقاط الجهاديين خارج المدينة.
وتقول أنجل، التي لم تتجاوز الخامسة عشرة من العمر: «قليل من الدمار لا يعيقنا عن المجيء والعزف والغناء على هذا المسرح رغم ما لحق به»، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وتضيف الفتاة، إحدى أعضاء فرقة شام الموسيقية: «أتمنى أن أغني وأعزف في كل مكان يخرج منه التنظيم الذي يكره الغناء ويحرّم العزف».
واستعاد الجيش السوري الخميس بغطاء جوي روسي مدينة تدمر في محافظة حمص بعد طرد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية، وكان هؤلاء تمكنوا من الاستيلاء على المدينة مجددًا في 11 ديسمبر بعد ستة أشهر على طردهم منها المرة الأولى من قبل الجيش السوري.
وتكمن المهمة الصعبة اليوم في تقييم حجم الدمار الذي ألحقه الجهاديون مجددًا في المدينة، وهذا ما يقوم به رئيس قسم الهندسة في مديرية آثار حمص وائل الحفيان (40 عامًا).
يتجنب الحفيان الدوس على الحجارة المنقوشة والتيجان مما تبقى من أعمدة دمرها الجهاديون، ويقول: «لا يمكن لأحد يملك ذرة إنسانية ألا يحزن لهذا المشهد، سأبقى حزينًا حتى تعود تدمر كما كانت».
ورغم الدمار من حوله، يؤكد الحفيان أن ترميم ما خلفه الجهاديون من دمار ممكن، ويقول: «هذا ليس صعبًا، يمكننا إعادة الترميم، هناك تواصل دائم مع اليونيسكو ومع منظمات دولية أخرى للمساعدة على إعادة ترميم تدمر».
تعليقات