قرر منتجو فيلم «مولانا» المقتبس عن رواية الكاتب المصري «إبراهيم عيسى» عدم عرضه في لبنان بعد طلب سلطات الرقابة حذف 12 دقيقة تحتوي على إساءة للأديان وتحريضًا طائفيًا.
وجاء في بيان أصدرته شركة «صباح للإعلام» الثلاثاء أنها قررت الامتناع عن عرض الفيلم في لبنان في حال أصرت الرقابة والأمن العام اللبناني على الاقتطاع، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية.
وأضاف البيان أن هذا القرار يأتي دفاعًا عن لبنان الحرية ولبنان الثقافات، واحترامًا لتاريخ الشركة وصناع هذا العمل.
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة صادق الصباح: «لن نعرض الفيلم بهذه النسخة المشوهة، نحن ضد أن يتدخل رجال الدين بالفن مهما كان احترامنا لهم كبيرًا، ونحن ندافع بذلك عن حرية الكلمة في لبنان، ولن تقبل شركتنا العاملة في قطاع السينما منذ الخمسينات بعرض فيلم مبتور».
وكان الأمن العام اللبناني المولج بتنظيم الرقابة على الأعمال الفنية والثقافية، طلب اقتطاع 12 دقيقة من الفيلم تجنبًا لإثارة النعرات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، وبين المسلمين أنفسهم، بحسب رئيس دائرة المرئي والمسموع في الأمن العام الرائد طارق الحلبي.
وقال الحلبي: «هناك عرف، كل فيلم ذو طابع ديني أو يتناول الدين يحال إلى الخبير المتخصص وهو المرجع الديني، التزامًا بالدستور الذي ينص على احترام الأديان والمذاهب».
ورأت السلطات بعد استشارة المرجعيات الدينية المختصة أن الفيلم يتضمن مغالطات دينية وتاريخية، وفيه إساءة لرجال الدين وللدين الإسلامي والدين المسيحي، وحض على الاقتتال بين المسلمين أنفسهم، وبين أبناء المذهب الواحد، وبين المسلمين والمسيحيين.
وقال الحلبي: «يصور الفيلم الفتنة على أنها هي الأساس، والحوار بين الطوائف على أنه هو الاستثناء».
وقدمت شركة صباح للإعلام طلبًا لإعادة النظر بهذا القرار، تضمن شرحًا مفصلاً للمشاهد التي طلبت الرقابة حذفها، وكتابًا مماثلاً إلى وزير الداخلية الذي تجيز له القوانين السماح بالعرض حتى لو كان رأي لجنة الرقابة مخالفًا.
وشدد مخرج الفيلم مجدي أحمد على أن العمل الفني ليس خطابًا مباشرًا، داعيًا إلى عدم إخراج الألفاظ من سياقها الدرامي.
وأكد المخرج وشركة الإنتاج في الخطاب الموجه إلى السلطات اللبنانية أن الفيلم يهدف عكس ما تشير إليه اللجنة الموقرة، ويدعو إلى التسامح وقبول الآخر المختلف وعدم التورط في الاقتتال باسم احتكار الحقيقة المطلقة.
ومن المشاهد التي طلبت الرقابة حذفها مشهد فيه تحطيم لتمثال مريم العذراء وصلبان، وتقال فيها عبارة «حسن اتجنن واعترف إنه بيكره الإسلام وعايز يتنصر»، وهو شخص مقرب من السلطات يحاول الشيخ أن يرده عن القرار.
تعليقات