Atwasat

فتحي بدر لـ«الوسط»:الدراما الليبية تمر بأسوأ حالاتها

طبرق - بوابة الوسط: عبدالرحمن سلامة الأحد 23 أكتوبر 2016, 03:35 مساء
WTV_Frequency

فنان كبير له بصمته الواضحة في مجال الفن والصحافة، هو الفنان فتحي بدر الذي فتح قلبه لـ«الوسط» وتحدث عن الجمعية التي أسسها من أجل الحفاظ على اللغة العربية، كما وجه رسالة إلى جموع الشعب الليبي بأن يتقوا الله في وطنهم المعطاء.
وفي هذا الحوار يتطرق بدر إلى عمله في المسرح والتلفزيون وعشقه للإذاعة، متطرقا إلى هموم الفنان الليبي، في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد، طارحاً رؤيته من أجل تجاوز كثير من الأزمات التي تشغل حيزاً كبيراً من حياة هؤلاء الذين يعملون في مختلف مجالات الفن في البلاد، وإلى نص الحوار.

في البداية لماذا تميل إلى الدراما المسموعة أكثر من المسرح؟

لأنني أجد نفسي أكثر في الدراما المسموعة، والأعمال المسرحية متعبة وتأخذ الكثير من الوقت.

كيف ترى الدراما التلفزيونية الليبية؟

للأسف الدراما الليبية تمر بأسوأ حالاتها نظراً للظروف الصعبة التي يمر بها الوطن وغياب الكثير من العناصر اللازمة لعمل دراما ناجحة.

وهل الفن في ليبيا يعاني أزمة نص؟

نعاني في ليبيا من مشكلة غياب النص الإبداعي اللازم لعمل درامي جيد، وهناك عديد من المحاولات ولكنها ضعيفة أو تكاد تكون منعدمة أصلاً، أما بخصوص خلق مختصين في فن كتابة السيناريو فهذا أمر يحتاج إلى خطط ودراسات ودورات تخصصية، وإلى أهم عنصر ألا وهو الشخص الموهوب، فالموهبة الحقيقية عماد كل عمل فني أو غير فني.

وما هموم الفنان الليبي في الآونة الأخيرة؟

الهموم ما زالت نفسها هي نفس الهموم، فالفن لا يزال مظلوماً في ليبيا، وأهل الفن يجب عليهم أن يرتقوا به، وأهم ما يواجه الفنان الليبي هو المناخ العام السيئ الذي لا يساعد على القيام بحركة فنية إبداعية، كما يحتاج إلى الكثير من العناصر المادية والأدبية والفنية الأخرى، ولكن نحن ما زلنا في مرحلة بناء، وكل شمعة يوقدها الفنان هي لصالح المرحلة القادمة.

ومن ضمن همومي أيضًا اللغة العربية، حيث يجب علينا تجنب الخطاب العامي وتحديداً في الإذاعة لأنها تدخل كل البيوت، والخطاب العامي مقبول في البرامج الخاصة مثل التراث الشعبي فهو شيء مقبول، ولكن في النشرات والتحليلات وفي التقديم يجب أن تكون باللغة العربية ويجب أن نتعلمها على أصولها.

الفنان الواعي بقضايا الوطن يسهم في طرح الأفكار والرؤى الخلاقة.. وأنصح الإعلاميين بالقراءة

كيف تشعر عندما ترى لافتات المحال مكتوبة بلغات غربية وفيها أخطاء؟

أنا لا أتضايق فقط من رؤية هذه الأشياء وإنما أمرض منها، فمثلاً أحدهم أراد أن يكتب على محله اسم «جنى» فكتبها «جني» بالياء وليس الألف المقصورة، وهذا مثال بسيط ولكن هناك كوارث أخرى، ولدينا مناطق لا تعرف عددًا من الحروف، فمنطقة مصراتة على سبيل المثال لا يعرفون حرف الذال ينطقونه دالاً، واسم الإشارة «هذا» ينطقونه «هدا»، والعرب اخترعوا التنقيط حتى يفرقوا بين الحروف فاللغة العربية بحر زاخر.

هل لأنها بحر زاخر حاولتم أنتم ومجموعة من أصدقاء العربية أن تؤسسوا جمعية لها؟

نعم هناك جمعية وأنا أحد أعضائها والتي تحمل اسم جمعية «الضاد» للغة العربية، ومن نشاطاتها إقامة الندوات والمحاضرات، ولكنها ما زالت تتلمس طريقها، وتقوم فقط على اشتراكاتنا نحن، وجهزنا مكانًا لتسجيل بعض الأعمال عن طريق الأشرطة، وشروط التسجيل ليس شرطاً أن يكون متخصصاً، ويكفي أن يكون محباً للغة العربية وغيوراً عليها.

ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الفن في لم شمل الوطن؟

لا شك أن الفنان الواعي الملتزم بقضايا الوطن يسهم إلى حد بعيد في طرح الكثير من الأفكار والرؤى الخلاقة التي تساعد على تهذيب النفوس وتقريب وجهات النظر ونبذ الأفكار الهدامة الدخيلة على مجتمعنا وما إلى ذلك.

كيف تقيم الأعمال الليبية التي تعرض سنوياً في شهر رمضان؟

في الحقيقة لم يلفت نظري خلال شهر رمضان الماضي أي عمل درامي، وأعتقد أنه لم يكن هناك الكثير منها، وتقييمي لها هو بين الضعيفة والمتوسطة.

ما الذي يجب على وزارة الإعلام فعله للمشاركة بفاعلية في مونديال القاهرة للإذاعة والتلفزيون؟

هذا الأمر يرجع لحسن اختيار الكفاءات التي تذهب لتمثلنا في هذه المحافل والكلام في ذلك يطول.

أقول للشعب انتبهوا لما يحاك ضدكم من قوى الشر 

هل فكرت في عمل درامي كبير يجمع كل الفنانين الليبيين؟

هناك بعض الأعمال التي كانت في هذا السياق من بينها العمل المسرحي الذي شاهدناه لفرقة المرج في الملتقى الذي أقيم في الفترة الماضية بعنوان «كوابيس» وفريق عمله كان عبارة عن نخبة من الفنانين من عدة مناطق ليبية، وخليط يساهم في اللحمة الوطنية. وسبق وأن كررنا هذه التجربة في فترات ماضية وما زلنا نسعى لمثلها، ولكن يداً واحدة لا تصفق.

كيف ترى بعض الأعمال الدرامية التي تزخر مشاهدها باستهزاء باللغة العربية؟

هناك قلة من الفنانين الذين يجيدون العمل باللغة الفصحى، وأنظر إلى الأمر من ناحية أن اللغة العربية قادرة على أن تستوعب الأدوار الفكاهية والكوميدية مثلما تستوعب الأدوار الجادة، وانظر إلى كتب الجاحظ وما فيها من سخرية وفكاهات، وأرفض التغريب في اللغة العربية.

كيف نرتقي بالنشء لغويًا؟

من خلال التركيز على المدارس وإقامة المسابقات في اللغة وتحفيز الطلاب على إقامة صحف الحائط ونشجعهم على عمل صحيفة بسيطة حتى ولو كانت مكونة من أربع صفحات، ونقوم بتصحيحها لهم ونعطيهم جائزة ونقوم بتحفيزهم وبهذا نستطيع أن نصقل المواهب.

وبماذا تنصح الإعلاميين وتحديداً المذيعين؟

أنصحهم أولاً بالقراءة وعليهم بالسؤال وتلمس الخبرة فأنا منذ سنة 1963 أعمل في الإذاعة، وتعلمت في مدرسة الإذاعة وبعدها جئت للصحافة وتعلمت أيضاً في مدرسة الصحافة، فأنا كاتب صحفي ومصور ومخرج صحفي وعملت رئيساً لتحرير عدد من الصحف. ويجب أن تكون لغة الخطاب الإعلامي راقية تبتعد عن السب والقذف والنقد الجارح، وندعو إلى المحبة والترغيب في العلم والتحليل المنطقي السليم، ونبتعد عن الكلمة التي تجرح وتفرق بل نقول الكلمة التي تقرب، وهذا هو أملنا.

ماذا عن أعمالك الفنية الأخيرة؟

آخر أعمالي كان مسلسلاً بعنوان «يوميات مخلوف» وكان برعاية جهاز مشروع النهر الصناعي وأذيع على أغلب المناطق التي يصلها النهر الصناعي، وكان يدور عن هموم أسرة مخلوف المتواجد في بنغازي وهي يوميات الليبيين جميعاً، وكثير من المواطنين في جميع أنحاء ليبيا كانوا يتصلون بي وسعداء بالعمل، واستطعت من خلال هذا العمل أن أعري مشاكلنا بكل أبعادها، وهناك الكثير من الخطوات التي نسعى بها نحو التقدم والارتقاء إلى أن نكون مجتمعاً فاضلاً، وتكون ليبيا دولة بمعنى كلمة دولة ونحن لسنا أقل من الدول التي نهضت من هذا الرماد. أما آخر عمل درامي شاركت فيه هو مسلسل «دموع الرجال» للمخرج علي القديري وكان في رمضان 2015.

كلمة أخيرة.

أوجه رسالتي إلى الليبيين أن اتقوا الله في هذا الوطن المعطاء الطيب، وتنبهوا لما يحاك ضدكم من قوى الشر الخارجية، ورعى الله ليبيا وأهلها وأصلح ذات بينها.

نقلاً عن العدد الأسبوعي لجريدة «الوسط» الخميس 20 أكتوبر

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
فنانون أيرلنديون يطالبون بمقاطعة «يوروفيجن»
فنانون أيرلنديون يطالبون بمقاطعة «يوروفيجن»
لأول مرة.. ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب في 2024
لأول مرة.. ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب في 2024
ذكرى الوحدة الوطنية تحت مجهر القبة الفلكية
ذكرى الوحدة الوطنية تحت مجهر القبة الفلكية
أولمبياد باريس: متحف اللوفر يقدم جلسات رياضية أولمبية
أولمبياد باريس: متحف اللوفر يقدم جلسات رياضية أولمبية
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم