Atwasat

صلاح الشيخي: نهاية «داعش» ستكون في ليبيا

طبرق - بوابة الوسط: عبدالرحمن سلامة الإثنين 10 أكتوبر 2016, 01:03 مساء
WTV_Frequency

فنان يحبه زملاؤه لروحه المرحة وحبه لليبيا وإخلاصه في عمله، قدم العديد من الأعمال في المسرح والتلفزيون الليبي، أجاد الكوميديا. إنه الفنان صلاح الشيخي الذي التقيته الأيام الماضية على هامش احتفال إذاعة «الجبل الأخضر» بعيدها العشرين. وما بين حميمية لقاء الشيخي بزملائه، والحزن على فراق زملاء آخرين اختطفهم الموت لأسباب عدة، كان هذا الحوار الذي لم يغب الوطن عنه، فضلاً عن التطرق للأحداث الفنية المقبلة التي ينشغل بها الفنان الليبي الكبير.

* في البداية نرحب بك وهل تكشف لنا سر السعادة التي أراها في عينيك وأنت تحتضن زملاءك الفنانين؟

- شكراً لك أخي سلامة، والسعادة تعمنا جميعاً نحن الفنانين في مثل هذه الاحتفالات التي تعيد فينا الروح من جديد ونجدد ذكرياتنا الفنية الأخوية وتعطينا بارقة أمل في عودة ليبيا للحياة من جديد، كما أنني سعيد بوجودي في البيضاء، حيث لبيت دعوة أهلنا هنا وجئت من بنغازي، وأهل البيضاء أهل كرم وأدب واحترام، ويكفي أن الفنان فضل المبروك رحمه الله يقول البيضاء من فوق الجبل الأخضر والمفروض يكتبوا على البيضاء (الشرهابة) فتحياتي لكل أهلنا في ليبيا، واسمح لي في بداية هذا الحوار أن أدعو بالشفاء العاجل إلى صديقي المخرج الكبير عزالدين المهدي، ابن مدينة البيضاء الذي يمر بوعكة صحية هذه الأيام.

* بين الحين والآخر نسمع عن وفاة فنان ليبي لكن بسبب الظروف الراهنة لا نستطيع في أغلب الأحيان تقديم واجب العزاء.. ما ردك؟

- صحيح، ينتابك الحزن عندما تسمع بوفاة عملاق من عمالقة الفن في ليبيا والوطن العربي مثل الفنان سالم بن زابية، وكذلك الفنان عبدالرحيم عبدالمولى وتتضايق لأنك لم تستطع تقديم العزاء لأهلهما وذويهما وأبنائهما، وغيرهما من الفنانين الذين رحلوا ولم نستطع تأبينهم في مدنهم، وأصبحنا نحن الفنانين بعيدين عن بعضنا، لكن الله سيجمعنا في وطننا من جديد بإذن الله.

* سمعنا أنك عاكف على خوض تجربة أولى في كتابة السيناريو؟

- هي ليست كتابة بشكل كامل، ولكنني كتبت فكرة العمل ومن يقوم بكتابة السيناريو السيناريست أمين بورواق ومن إخراج الصادق بوعمود، وهو عمل جديد من المفترض أن يعرض العام 2017، وأنا الآن عاكف على عمل آخر جديد في القصة والسيناريو والحوار كله لي، وسوف أضع في هذا العمل ملاحظات أصدقائي الذين لديهم خبرة كبيرة في مجال كتابة السيناريو، وهو عمل سينمائي بعنوان «الإسعاف»، يتناول الإسعاف وحياة المسعفين وهذه المهنة الإنسانية، وهو عمل اجتماعي كوميدي، وبسبب ظروف البلاد هناك مَن استغل الأماكن الأثرية في السرقة وفي نهاية العمل نوضح أن لدينا قوة أمنية كبيرة وتقوم بالقبض على العصابة التي تقوم بالتهريب.

أتمنى أن يمنحوا الفرصة للفنان للمشاركة في المصالحة الوطنية

* هل الوطن الآن يحتاج إلى إسعاف؟

- نحن جمعياً نحتاج إلى إسعاف، كلنا محتاجون لمَن يسعفنا.

* كيف ترى مستقبل المسرح الليبي؟

- المسرح الليبي متميز، وفي السابق قدمت مئات الأعمال المسرحية المتميزة في عدة مسارح في معظم المدن الليبية من خلال مهرجان المسرح الوطني ومهرجان المسرح الفكاهي، وأيضاً مهرجان المسرح التجريبي وكذلك الأعمال التي كنا نقدمها في مدينة بنغازي على مدار السنة والتي كانت تعرض في مسارح بنغازي وأيضاً في طرابلس ودرنة والبيضاء وأجدابيا وسبها وغيرها من المدن، ولكن هناك صعوبات دائماً ما تواجهنا تتعلق بالبنية التحتية الفنية، فنحن مازلنا نحتاج إلى مسارح مجهزة بشكل جيد، وللأسف في الآونة الأخيرة هناك بعض المسارح التي تحولت إلى صالات أفراح، لكنني متفائل أنه بعد تحرير ليبيا من التطرف والإرهاب سيعود المسرح الليبي للحياة من جديد، فقط ما نرجوه هو أن تهتم وزارة الثقافة بالمسرح وأن تخصص الجزء الأكبر من ميزانياتها لبناء مسارح وطنية وعلى أحدث طراز في كل المدن الليبية، هل تعرف أنني أشتاق لدخول المسرح في بنغازي، وبين الحين والآخر ألقي عليه نظرة من بعيد، عيون المحبة من بعيد يبان، لكن همَّ المسرح هو مثل همي، فأنا أيضاً نازح لدي ثلاثة منازل لكنني اليوم أسكن وأسرتي جراجا،ً ومع ذلك متفائل أن الحرب ستنتهي وينتصر الوطن على الإرهاب ونعود إلى بيوتنا ومسرحنا.

* هناك مَن يتهم الفنان الليبي بالسلبية؟

- الفنان الليبي ليس سلبياً أبداً، فلدينا شهداء من الفنانين وجرحى من الفنانين ومحاربون من الفنانين. الفنان الليبي لم يكن سلبياً في أي مرحلة من المراحل برغم الظروف والصعوبات التي يواجهها.

* كيف ترى دور الفنان الليبي في المصالحة الوطنية؟

- هناك عدة خطوات أقامتها الدولة في هذا الاتجاه لكن للأسف لم تتم الاستعانة بالفنان، فالفنان لا يستطيع أن يذهب من تلقاء نفسه في ظل هذه الظروف، وتمنينا نحن الفنانين والمبدعين في الفن والرياضة والأدب أن توجه لنا الدعوة في هذا المشوار، ومتأكد أن وجودنا في هذا الملف سيكون له تأثير إيجابي ونتائج رائعة، وأقصد بالمصالحة بين الليبيين وليس مَن أتوا من الخارج من الجنسيات الأخرى ويحاولون تقتيل الشعب الليبي باسم الدين، نحن إسلامنا وسطي ولا يمكن للتطرف أن يكون بيننا في ليبيا، ما يحدث الآن من ذبح للأبرياء هو من خارج ليبيا، فالليبي الحقيقي، الذي تسري في عروقه دماء ليبية أصيلة لا يمكن أن يقوم بجز رأس إنسان آخر. ليبيا ليست ولن تكون حاضنة للإرهاب، لذلك أبشر كل الليبيين بأن الاستقرار في ليبيا سيكون قريباً، وسينتهي «داعش» في ليبيا إلى الأبد، وسيندم هذا التنظيم الإرهابي أشد الندم أنه فكر أن يكون لديه مرتع في ليبيا، لأن الليبي بطبعه متسامح ومحب للحياة.

* ما الأعمال الجديدة التي تستعد لها؟

- عندي عمل جديد قريباً سيعرض بعنوان «هذا وقته» وتقول كلمات مقدمة هذا العمل:
هذا وقته من الأخير الكيل طفح
هذا وقته ليبيا تبي الليبي صح
تبي اللي إيداويها ويداوينا
تبي اللي يشقى بيها ويشقى بينا
تبي اللي العوجة إيعدلها
غريقة مو حال إيخليها
يرسيها وترسى وتركح
هذا وقته ليبيا تبي الليبي صح
وهو عمل درامي جاهز من خمس عشرة حلقة، ولكن لم أتسلم بقية المبلغ الخاص بأجر طاقم العمل، وفي حال حصولنا على بقية المبلغ سيتم عرضه.

* في رأيك.. هل تأخير استلام الفنان مستحقاته نظير أعماله الفنية يؤثر على أدائه في أعماله التالية؟

- هذا شيء مؤسف أن يتأخر استلامك مستحقاتك بعد انتهاء الأعمال الفنية، وهذا الشيء تسبب في عزوف كثير من نجوم الدراما عن العمل، والآن نحن نشكو قلة الأعمال، وللجانب المادي الدور الأبرز في هذه المسألة، فالفنان مواطن وأسرته تحتاج لمتطلبات الحياة.

سلامنا وسطي والإرهاب دخيل على بلادنا.. وما يحدث لوطننا الآن سببه «الحسد»

* البعض صنف صلاح الشيخي بأنه فنان كوميدي؟

- أنا فنان كوميدي صحيح، لكنني أجيد الأدوار الأخرى ربما الأدوار التي أُسندت إلي أغلبها أدوار كوميدية وعندما أقتنع بالدور وأجده يناسبني أقوم بأدائه، فعلى سبيل المثال عندما عُـرض علي دور جاد في مسرحية «العراسة» وهو نص للكاتب العالمي إبراهيم الكوني وكتبها للمسرح الفنان علي الفلاح ومن إخراج محمد الصادق ومثلت فيها باللغة العربية، دوري نال إعجاب الجميع، وكذلك مثلت في مسلسل «الهايشة» وشخصيتي لم تكن كوميدية، وغيرها من الأعمال التي لا يحضرني ذكرها، ولو جاءني نص تراجيدي وأعجبني الدور سأقوم بأدائه، ومع ذلك أنا دائماً أحب إضحاك الناس، فابتسامة وضحكة المشاهد تسعدني كثيراً واعتبرها نعمة من الله سبحانه وتعالى على. الأقل أنا أفضل من الذي يذبح.

* كلمة أخيرة.. ماذا تقول؟

- أتمنى السعادة لكل الليبيين، وأنا مستعد مع مجموعة من الفنانين والمبدعين الليبيين أن نجوب كل المدن الليبية للمساهمة في المصالحة الوطنية، وقمة السعادة وأكبر الأجر والثواب أن تصلح بين العباد، وأقول لكل الليبيين إن ليبيا ستعود قوية بإذن الله، ما يحدث في ليبيا اليوم هو نتيجة الحسد وجدوا فيها الذهب وفيها النفط وفيها الرمال وفيها أنهار في باطن الأرض وشاطئ طويل وطاقة شمسية فريدة، لذلك حسدوها فحدث لها ما حدث ويجب على الليبيين أن يتفطنوا جيداً ويلقوا بأسلحتهم ويتعانقوا ويبدؤوا في بناء ما هدموا بأيديهم ويستفيدوا من خيرات بلادهم، بلادنا لم تفقد كل شيء من ثرواتها فنحن ثالث دولة في العالم من حيث احتياطي النفط.

نقلاً عن العدد الأسبوعي لجريدة «الوسط» الخميس 6 أكتوبر

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
نقابة الممثلين المصرية تمنع الإعلام من عزاء «السعدني».. وتعتذر للصحفيين
نقابة الممثلين المصرية تمنع الإعلام من عزاء «السعدني».. وتعتذر ...
انطلاق فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان مالمو للسينما العربية في السويد
انطلاق فعاليات الدورة الـ14 لمهرجان مالمو للسينما العربية في ...
جلسة وجدانية حول «زياد علي» في مركز المحفوظات الأربعاء
جلسة وجدانية حول «زياد علي» في مركز المحفوظات الأربعاء
«سيفيل وور» يواصل تصدّر شباك التذاكر في الصالات الأميركية
«سيفيل وور» يواصل تصدّر شباك التذاكر في الصالات الأميركية
نقل المغني كينجي جيراك إلى المستشفى بعد إصابته بطلق ناري
نقل المغني كينجي جيراك إلى المستشفى بعد إصابته بطلق ناري
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم