Atwasat

ازدهار سياحة الكوارث في قرية إندونيسية

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 19 يونيو 2016, 11:47 صباحا
WTV_Frequency

في إطار تعايشهم مع البيئة والمحن التي يمرون بها، حوَّل سكان إحدى الجزر الإندونيسية الكارثة الي ألمت بقريتهم إلى مورد رزق يتكسبون منه أقواتهم.

وتبتسم هارواتي خلال إرشادها سياحًا: يلتقطون الصور أمام بركان من الطين أتى على قريتها في جزيرة جاوة، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

ويمثل الزوار الذين يتوافدون بالآلاف إلى منطقة سيدوارجو خشبة خلاص لهارواتي وهي أم عزباء. فتبدلت حياتها بسبب سيول الطمي التي انبعثت من أحد البراكين في 29 مايو 2006 وطمرت الكثير من القرى والمصانع والحقول.

تعيش هارواتي حاليًا بفضل أموال السياح الذين يتوافدون لمعاينة الطين

وتعيش هارواتي حاليًا بفضل أموال السياح الذين يتوافدون لمعاينة الطين المنتشر على امتداد النظر والمنحوتات لأشخاص مدفونين جزئيًا تحت التراب أحياء لذكرى إحدى أكبر الكوارث الاقتصادية والبيئية في هذا البلد الواقع في جنوب شرق آسيا.

وتقول هارواتي: «هذه الطريقة الوحيدة لكسب قوت العيش وتمويل دراسة أطفالي»، مضيفة: «بعدما طمرت قريتي لم يعد هناك من عمل».

وأحيت القرية الذكرى السنوية العاشرة لهذه الكارثة الفريدة من نوعها في العالم، والتي غطى فيها سائل سميك في حالة غليان وبرائحة نتنة مساحة توازي 650 ملعب كرة قدم بعدما تسرب من دثار الأرض.

واضطر عشرات آلاف السكان إلى الفرار من منازلهم، في حين قتل 13 شخصًا جراء انفجار خط أنابيب تحت الأرض.

وعلى رغم إنشاء سدود بارتفاع عشرة أمتار، يستمر قذف الطين بمعدل 30 ألف متر يوميًا، أي ما يكفي لملء عشرة أحواض سباحة أولمبية، وهو ما يثير حماسة السياح المتواجدين في المكان.

انجذاب سياحي
بعد عشر سنوات، لا يزال أصل هذه الكارثة موضع جدل. إذ إن خبراء كثيرين يعزون الأمر إلى خطأ في الحفر ارتكبته شركة للغاز التي تديرها عائلة أبو رضا البكري ،وهو رجل أعمال ومسؤول سياسي نافذ. أما آخرون فيؤكدون أن الكارثة سببها زلزال ضرب الجزيرة قبل يومين.

ولم تحمل الجهود التي بذلت من أجل سد التسرب من خلال الاستعانة بكميات هائلة من الأسمنت أي نتيجة. وشُكلت منطقة عازلة حول الموقع بدائرة قطرها 20 كيلو مترًا. غير أن هذا الأمر لم يحد البتة من تدفق الفضوليين إلى هذا المكان شأنه في ذلك شأن مواقع أخرى متضررة جراء ثوران براكين.

كما أن مواقف للسيارات استصلحت خصيصًا في سيدوارجو تكون عادة مليئة بالرواد خلال عطلة نهاية الأسبوع في ظل توافد السياح بأعداد كبيرة على متن حافلات. كما أن أقراص الـ«دي في دي» التي تتضمن مشاهد مؤثرة من الكارثة تلقى رواجًا كبيرًا لدى الباعة.

ويقول أندري وهو سائح من سورابايا لوكالة الأنباء الفرنسية: «كنت حائرًا جدًا، كنت أرغب حقًا في رؤية مدى انتشار الطين بعد سماعي عن طمر منازل كثيرة».

وبعد إجراءات استمرت لسنوات، لم تقر الشركة التي كانت تجري عمليات حفر في حوض جيولوجي يحوي مخزونًا للنفط والغاز الطبيعي يومًا بمسؤوليتها، غير أنها اضطرت لدفع تعويضات للضحايا. وأثار تأخر الشرطة في دفع كامل التعويضات تظاهرات غاضبة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
فنانون أيرلنديون يطالبون بمقاطعة «يوروفيجن»
فنانون أيرلنديون يطالبون بمقاطعة «يوروفيجن»
لأول مرة.. ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب في 2024
لأول مرة.. ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب في 2024
ذكرى الوحدة الوطنية تحت مجهر القبة الفلكية
ذكرى الوحدة الوطنية تحت مجهر القبة الفلكية
أولمبياد باريس: متحف اللوفر يقدم جلسات رياضية أولمبية
أولمبياد باريس: متحف اللوفر يقدم جلسات رياضية أولمبية
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم