مثّلت حالة الانقسام الفكري في عائلة جابر الخيشاوي أحد منفذي الهجوم على متحف «باردو» التونسي جزءًا من صورة أكبر لمجتمع تونسي منقسم فكريًا، وأصبح أكثر هشاشة أمام الهجمات الفكرية المتطرفة.
وقالت جريدة «نيويورك تايمز» في تقرير نشرته اليوم الخميس، إنَّ حجم و«وقاحة» الهجوم كشفا ضعف تونس أمام تفشي الجماعات الإسلاميّة في شمال أفريقيا واتخاذ أعداد كبيرة من التونسيين سبيل التطرف والانقسام المجتمعي، إذْ تزامن مشاركة شقيق خشناوي في مسيرة ضد الإرهاب مع مشاركة أخيه في الهجوم.
وقال أحد أشقاء جابر خشناوي، الذي درس الفلسفة، إنَّ جابر كان ضحية للأفكار المتطرِّفة والمظلمة، وعبر عن أسفه للعالم أجمع رغم تأكيده عدم مسؤولية أسرته عما قام به أخوه. وأكَّد شقيق خشناوي إنّه عَلم بالهجوم من خلال الإنترنت قائلاً: «لم أفكر مطلقًا في أنه قد يفعل شيئًا مثل هذا، الإرهاب منوم مغناطيسي، والأمر كله حدث في غمضة عين».
وقال شقيق خشناوي إنّه فشل في جذب شقيقه الذي بدأ طريق التشدد منذ عامين إلى دراسة الفلسفة، وأضاف أن جابر هرب من المنزل في 8 ديسمبر، وأنه أخبر والده إحدى المرات بأنه يتدرّب في سورية وطلب منه استخراج شهادة طبية للالتحاق بامتحانه الذي كان مخططًا له عقب يومين من تاريخ الهجوم.
وقُتل جابر خشناوي وياسين العبيدي منفذا الهجوم على يد قوات الأمن أثناء إخلاء بقية الرهائن من داخل المتحف بعد أنْ قتلا 22 شخصًا. أما عن العبيدي فأكَّدت ابنة عمه بُعده تمامًا عن التطرف، وأنّه حصل على عمل جديد واشترى الكثير من الثياب الباهظة قبل أيام من الهجوم وأنه أراد تحقيق الكثير في حياته.
وقالت الشرطة التونسية إنَّ العبيدي كان فردًا من جماعة أنصار الشريعة بتونس عقب أيام من الهجوم. وقال جار العبيدي إنَّ الجماعة استولت على مساجد المنطقة ونشرت خطابها العنيف.
ولفتت الجريدة إلى وجود ما يقدر بحوالي 3000 شخص آخرين يجاهدون خارج تونس وأنهم يُشكِّلون خطرًا حقيقيًا على تونس، خاصة مع تأكيد وزير الداخلية التونسي ناجم الغرشلي أنَّ اثنين من مخططي الهجوم كانا عائدين من سورية.
وانتقدت أستاذة تاريخ بجامعة منوبة التونسية، عالية علاني، غياب المعالجة الاجتماعية بالتزامن مع عمليات الاعتقال التي تُجريها الحكومة للمُتشدّدين. وأكد رئيس الوزراء التونسي، حبيب الصيد، اعتقال 400 متشدد منذ رئاسته للحكومة في 5 فبراير 2015.
تعليقات