أكد وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري، دعم بلاده لمصر في جهود مكافحة الإرهاب، مشيرًا إلى أنَّ حجم المشاركة في مؤتمر «مصر المستقبل» الاقتصادي في شرم الشيخ يؤكد دعم المجتمع الدولي لمصر.

وقال كيري، في مؤتمر صحفي في شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء المصرية، اليوم السبت، إنَّه يتوقَّع أنْ يتم اتخاذ قرار أميركي قريبًا بشأن المساعدات العسكرية لمصر، مؤكدًا أنَّ هناك شركات أميركية كبرى قدَّمت عروضها للعمل بمشروع قناة السويس وفي مجالات الطاقة بمصر.

وأوضح أنَّ كبار رؤساء الشركات الأميركية يشاركون في مؤتمر شرم الشيخ لتنمية القطاع الخاص. وفقًا لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

كيري: الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز الشراكة مع مصر

وردًا على سؤال حول ما ذكره كيري من مساندة أميركية لحرب مصر ضد الإرهاب وإمكانية إزالة التجميد للمساعدات العسكرية الأميركية لمصر بما فيها الطائرات «إف16» توقَّع كيري أنْ يتم إصدار قرار قريبًا لاستئناف المساعدات.

وأشار إلى أنَّ المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ خطوة مهمة لأنَّه يركِّز على عمل القطاع الخاص في المستقبل، مشيدًا بالدول التي قدَّمت مساعدات لمصر لمساعدتها في الأزمة الاقتصادية وهو أمرٌ مهمٌ، ولكن لابد على المدى الطويل من تحسين الاقتصاد المصري وخلق مزيد من الوظائف والأعمال «وإلا سنظل نعيد سلسلة الاعتماد على المساعدات، ومن المهم مساعدة الشركات على الوجود وإيجاد أرضية أفضل للاستثمارات».

مساعدات اقتصادية لمصر
وأوضح أنَّ الولايات المتحدة تمدُّ مصر بمساعدات اقتصادية بملايين الدولارات من أجل تشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة «لأننا نريد تنمية مستدامة للاقتصاد المصري وحاليًّا فإنَّ الاستثمارات الأميركية تبلغ 20% من الاستثمارات الأجنبية في مصر بمبلغ 2.2 مليار دولار وهي ثاني أكبر مستثمر أجنبي، ونأمل بأنْ يوضِّح ذلك حجم التزامنا بمساعدة مصر لزيادة فرص العمل ومساندة الاقتصاد المصري».

وعبَّر كيري عن شكره للرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية، سامح شكري، على الترحيب الرائع خلال المؤتمر وأيضًا الجهود الكبيرة الخاصة بالتنمية والإصلاحات والمبادرات التي تخصُّ عملية التنمية في مصر.

وأكد أنَّ الولايات المتحدة ملتزمة بتعزيز الشراكة مع مصر وعملنا جاهدين خلال السنوات العشر الماضية على ذلك لإطلاق عملية التنمية في مصر، مشيرًا الى أنَّه يعتبر إعادة هيكلة الاقتصاد المصري ستؤثر في المنطقة لأنَّ مصر لها أهمية استراتيجية في المنطقة.

وشدَّد على ضرورة وجود شمولية في التعامل ومشاركة أكبر من قبل المواطنين من أجل التقدُّم على مسار التنمية، موضحًا أنَّه يشارك في أعمال المؤتمر الاقتصادي ليعيد التأكيد على دعم الرئيس الأميركي باراك أوباما لمصر والشعب المصري والإصلاحات المهمة والتحوُّل الاقتصادي الذى يصبو له الشعب.

وقال كيري إنَّ أصحاب الأعمال عندما يبحثون عن الاستثمار يسعون للتأكد من جديته، مشيرًا إلى المشاركة الكبيرة التي شهدها المؤتمر، خاصة الدعم العميق والآمال المشتركة التي تؤكد أيضًا التحديات التي تواجهها مصر.

وأكد أنَّه نَاقَشَ مع الجانب المصري ضرورة احترام حقوق الإنسان وحرية الصحافة والتجمُّع وسيادة القانون، معتبرًا أنَّ مصر ستكون أقوى عندما يشارك جميع مواطنيها، والأمر يتطلب أيضًا وجود مجتمع مدني نشط.

وقال إنَّه نَاقَشَ مع السيسي وشكري الدور الذي تقوم به مصر في التحالف ضد «داعش» وما تقوم به مصر لمواجهة التطرُّف الديني في المنطقة، معربًا عن حزنه للهجمات الأخيرة وأيضًا عملية القتل الشنيع لـ 21 مصريًّا في ليبيا.

وشدَّد كيري على أنَّ بلاده تدعم جهود مصر في حربها ضد الإرهاب في سيناء وجميع أنحاء البلاد، مشيرًا إلى أنَّ هذه الأعمال لا يمكن قبولها أو تبريرها.

فلسطين
ومن ناحية أخرى، قال كيري إنَّه التقى، على هامش مشاركته بالمؤتمر في شرم الشيخ، الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، إذ تم التشديد على الصلة القوية بين التجارة والاستثمار والأمن، مشيرًا إلى أنَّ المناقشات تناولت أيضًا جهود تطوير قطاع خاص قابل للاستدامة في فلسطين.

وردًا على سؤال حول دور الولايات المتحدة من أجل عودة المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية، أكد كيري أنَّ موقف الولايات المتحدة سواء الحزب الديمقراطي أو الجمهوري مساندٌ للسلام وأنَّ الرئيس الأميركي أوباما ملتزمٌ بحلِّ الدولتين والمضي قدمًا في هذه الجهود.

إيران
وفي ما يتعلق بالمفاوضات مع إيران كشف كيري أنَّه سيجري جولة جديدة من المفاوضات في لوزان السويسرية مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، مؤكدًا وجود فجوات ويتعيَّن على إيران أنْ تتَّخذ فيها تحرُّكات.

أوباما لن يسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية

وقال إنَّ الرئيس أوباما أكّد أنَّه لن يسمح لإيران بالحصول على أسلحة نووية، مشدِّدًا على ضرورة أنْ تكون هناك ضمانات بأنَّ برنامج إيران النووي برنامج سلمي وأنَّ العقوبات وحدها لا يمكن أنْ تحقِّق ذلك وأنَّ الخطة المُتَّفق عليها توفِّر الفرصة للوصول إلى البرنامج ومعرفة ما يُجرى فيه بهدف التحقُّق من سلميته.

وأضاف: «إننا حتى الآن لا نعرف ما إذا كنا سنتوصل في لوزان إلى نتيجة»، معتبرًا أنَّه قد تكون إيران غير قادرة على القبول بهذه الصفقة، «ولكننا ملتزمون بالتوصُّل إلى هذه الصفقة وإذا لم نتمكَّن من الاتفاق ستكون هناك خيارات أخرى مع ضرورة أنْ تكون هناك شفافية»، ولكنه قال إنَّ الخيارات الأخرى لن تؤدي إلى التزامات ولن تغلق مسارات إيران للحصول على السلاح النووي.

وردًا على سؤال حول إمكانية الوصول إلى اتفاق مع إيران قريبًا قال كيري «إنَّ الحدَّ الزمني يقترب، وسنذهب لمزيد من المفاوضات قبل نهاية هذا الشهر، فالوقت حساسٌ ولا أستطيع أنْ أقول ما إذا كنا قريبين من التوصُّل إلى اتفاق».

وحول ما إذا كانت أميركا على علم بالتدخلات الإيرانية وحزب الله في العراق قال كيري: «إننا تحدَّثنا مع رئيس الوزراء العراقي حول ذلك وهو لا ينكر ذلك، ونعرف أنَّ إيران لديها وجود ومصالح وهناك عمليات تتم ضد (داعش)، ولكن الولايات المتحدة لا تنسِّق مع إيران حولها ولا يوجد حوارٌ مع إيران حول ذلك».