Atwasat

مع تواصل المقاومة وظهور «عرين الأسود».. هل تشهد الضفة الغربية المحتلة «انتفاضة ثالثة»؟

القاهرة - بوابة الوسط السبت 22 أكتوبر 2022, 12:07 مساء
WTV_Frequency

يتصاعد التوتر في شمال الضفة الغربية المحتلة، منذ أشهر فيما تحلّق طائرات إسرائيلية بدون طيار في سماء نابلس بدون انقطاع منذ أسابيع، ويغلق جنود الاحتلال منافذ المدينة، ما جعل البعض يتحدث عن مؤشرات «انتفاضة جديدة»، بينما

في البلدة القديمة لمدينة نابلس، بين دكاكين تجار صابون زيت الزيتون وبائعي الملابس الداخلية، يتنقل شبان فلسطينيون على دراجات نارية بألوان أبطالهم الجدد: «عرين الأسود»، وصور قائد هذه المجموعة إبراهيم النابلسي الذي قتلته قوات الاحتلال خلال مواجهة عنيفة في أغسطس الماضي، بحسب وكالة «فرانس برس».

كان النابلسي الملقب بـ«أسد نابلس» وهو من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، يحمّس الشباب المحلي منذ شهور بخطابه القوي ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك ضد السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس التي يتهمها بـ«التعاون» مع إسرائيل.

وبعد مقتله، شكّل مقاتلون شباب كانوا ينتمون الى فصائل مختلفة مثل حركة فتح والجهاد الإسلامي أو حركة حماس، مجموعة «عرين الأسود» التي انتشرت شعبيتها بسرعة من خلال رسائل تلغرام المشفرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ويقول شاب يطلق على نفسه اسم أبو عدي، لوكالة «فرانس برس»، إنه انضم إلى «عرين الأسود»، لأنها «المجموعة التي اختارت مقاومة الاحتلال بالسلاح بعيدا عن كل الفصائل، والانتماء لله والوطن هو أهم أولوياتها».

-  الفصائل الفلسطينية المسلحة تدعو إلى تصعيد الغضب ضد الاحتلال الإسرائيلي
-  بينهم طبيب.. مقتل 3 فلسطينيين برصاص الاحتلال في الضفة الغربية

يضيف أن هدفها «واحد: مقاومة الاحتلال المسلح في كل مناطق تواجده»، متابعا «نحن مجموعة عدد أفرادها قليل نسبيا، ومدرجون على لائحة الاغتيال الإسرائيلي.. الاستمرار مرهون بمن ينضم إلينا وطريقة إدارة الأمور في الأيام القادمة».

وهذا الأسبوع، دعت مجموعة «عرين الأسود» إلى تظاهرات ليلية في جميع أنحاء الضفة الغربية عبر قناتها على تلغرام التي يتبعها ما يقرب من 180 ألف حساب، وتجمّع فلسطينيون في مناطق متفرقة للتظاهر، ما أدى إلى اشتباكات جديدة مع الجيش الإسرائيلي.

توحيد المقاومة وانتفاضة كاملة
وتصاعد التوتر في الأشهر الأخيرة في شمال الضفة الغربية، لا سيما في منطقتي نابلس وجنين، وهما معقلان للفصائل الفلسطينية المسلحة، وكثّفت قوات الاحتلال مداهماتها في أعقاب عمليات مقاومة ضد إسرائيليين في مارس وأبريل، نفذها فلسطينيون بعضهم من عرب 1948.

وأسفرت المداهمات والاشتباكات عن مقتل أكثر من 115 فلسطينيا، وهو أكبر عدد من القتلى في الضفة الغربية منذ سبع سنوات، وثاني أعلى نسبة منذ نهاية «الانتفاضة الثانية» التي اندلعت في 28 سبتمبر 2000، بعد انتفاضة 1987-1993 التي أعقبتها اتفاقات أوسلو.

ويقول القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في شمال الضفة الغربية خضر عدنان (44 عاما)، الذي اعتقلته إسرائيل مرارا، لـ«فرانس برس»، «قد تكون هذه بداية انتفاضة، فعرين الأسود يوحّد المقاومة.. هؤلاء الشباب ليسوا تحت رعاية تنظيم معين. بالنسبة لهم المقاومة أهم من أي حركة معينة».

ويقول أبو مصطفى، وهو مناضل من الانتفاضة الأولى «بالتأكيد جيل الشباب ليس لديه أمل ولا عمل ولا أفق ويعيش تحت الاحتلال»، مضيفا «لكن أن يكون هناك انتفاضة ثالثة فهذا يتطلب اتفاقا بين الفصائل»، موضحا «ليس هذا هو الحال.. حماس تبحث عن الشرعية الدولية واليسار ضعيف وفتح تتشبث بالسلطة والجهاد الإسلامي (...) كان جاهزا أمس واليوم وسيكون غدا».

من هو فتحي خازم الذي تسعى إسرائيل لاغتياله؟
ويرى خضر عدنان أنه «اذا تركزت الاحتجاجات في شمال الضفة الغربية، فقد تنتشر في جميع أنحاء المنطقة»، موضحا أنه «على سبيل المثال في حال اغتالت القوات الإسرائيلية فتحي خازم، الذي هو أكثر من بطل وهو رمز حقيقي، ستكون هناك انتفاضة كاملة».

وأصبح فتحي خازم أحد أهم المطلوبين الفلسطينيين من قبل إسرائيل، وهو والد رعد خازم المتهم بتنفيذ هجوم بإطلاق النار في حي ديزنغوف في تل ابيب، أدى إلى مقتل ثلاثة إسرائيليين في أبريل الماضي.

وقُتل رعد برصاص الشرطة الإسرائيلية بعد مطاردة قصيرة، وذكرت مصادر لـ«فرانس برس»، أن الرجل فقد ابنا ثانيا هو عبد خازم خلال غارة في مخيم جنين الفلسطيني أطلق خلالها صاروخ باتجاه منزله أدى إلى هدمه.

ويخرج فتحي خازم من حين لآخر، محاطًا بعشرات المقاتلين الملثمين والمسلحين برشاشات «إم 16».

وقبل أربعة ايام قام رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية الذي تواجه حكومته انتقادات، بزيارة نادرة إلى المخيم في جنين حيث ظهر إلى جانب فتحي خازم، ومسلحين فلسطينيين كانوا أكثر من الشرطة الفلسطينية.

«دماء الشهداء لن تذهب سدى»
وقال اشتية «من مخيم التضحيات مخيم جنين نقول إن دماء الشهداء لن تذهب سدى، وعتمة السجون التي يدفع ثمنها أسرانا لن تذهب سدى، وهذا النضال عملية تراكمية.. جيل يسطر خلف جيل وتضحيات خلف تضحيات»، مؤكدا أن «جنين سطرت الوحدة الوطنية على الأرض»، متهماً إسرائيل بـ«عدم الرغبة في السلام» وبتكثيف احتلالها منذ 1967.

في الوقت نفسه، زار وسيط الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند، نابلس وجنين لمحاولة تخفيف التوتر في هذه المنطقة التي بقيت في السنوات الأخيرة، في ظل غزة الجيب المنفصل جغرافيًا والخاضع لسيطرة إسلاميي حماس.

وقال وينسلاند لـ«فرانس برس»، إن حماس ومنذ حربها الأخيرة مع إسرائيل في 2021 ، «تريد أن تظل غزة هادئة نسبيًا مع السماح لديناميكية ما بالظهور في الضفة الغربية»، مشددًا على أن مجموعات محلية «تستطيع على الأرجح الوصول إلى تمويل خارجي»، مضيفا «لست قادرا على التنبؤ بالاتجاه الذي ستتخذه التعبئة ورواية نابلس، لكن الأولوية يجب أن تكون لتهدئة الوضع وكبح أنشطة مستوطنين متطرفين»، يضاعفون هجماتهم على الفلسطينيين وحتى على الجيش الاحتلال الإسرائيلي في بعض الأحيان.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
شكري يجدد رفض مصر لأية عملية عسكرية في رفح
شكري يجدد رفض مصر لأية عملية عسكرية في رفح
أميركا تحبط قرار منح العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة
أميركا تحبط قرار منح العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة
الرئاسة الفلسطينية تندد بالفيتو الأميركي ضد عضويتها في الأمم المتحدة
الرئاسة الفلسطينية تندد بالفيتو الأميركي ضد عضويتها في الأمم ...
سلطنة عمان تدين «الهجوم الإسرائيلي» على إيران
سلطنة عمان تدين «الهجوم الإسرائيلي» على إيران
صورة من الحرب على غزة تفوز بجائزة دولية
صورة من الحرب على غزة تفوز بجائزة دولية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم