Atwasat

شبح العودة للعنف يلوح في أفق اليمن بعد انهيار الهدنة

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 04 أكتوبر 2022, 11:32 صباحا
WTV_Frequency

تعيش اليمن أياما صعبة ومخاوف بعد انتهاء الهدنة بين الحكومة ومقاتلي الحوثي، فيما يواجه مبعوث الأمم المتحدة لليمن، صعوبات في إحيائها، بعدما استمرت ستة أشهر، بعد عدم توصّل الحكومة وجماعة الحوثي المسلّحة إلى اتفاق على تمديدها والتهديدات ضد السعودية والإمارات.

وتعهّد المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، مواصلة «الجهود الحثيثة للانخراط مع الأطراف بُغية التوصل وعلى وجه السرعة إلى اتفاق لإعادة ترسيخ الهدنة»، التي خفّضت وتيرة العنف بشكل كبير منذ بدايتها في الثاني من إبريل، وفق وكالة «فرانس برس».

ويدور النزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية.

وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة التي تقول إنّ البلد الفقير يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ويتهدّد خطر المجاعة الملايين من سكان اليمن، فيما يحتاج آلاف، بينهم الكثير من سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إلى علاج طبي عاجل غير متوافر في البلد الذي تعرّضت بنيته التحتية للتدمير، ويعتمد نحو 80% من سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة، على المساعدات للاستمرار.

الاقتراحات «لا تؤسس لعملية السلام»
ورفض الحوثيون خطة غروندبرغ لتمديد الهدنة، التي تقرّر في البداية أن تستمر لشهرين وجرى تجديدها على مرحلتين، إلى فترة ستة أشهر وتوسيعها لتشمل نقاط اتفاق جديدة.

وتضمّن اقتراحه دفع رواتب الموظفين الحكوميين، وفتح طرق إلى مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون في جنوب شرق البلاد، وزيادة الرحلات التجارية من العاصمة صنعاء، والسماح بدخول المزيد من سفن الوقود إلى ميناء الحديدة.

كذلك، شمل التزامات بالإفراج عن المعتقلين واستئناف عملية سياسية «شاملة»، ومعالجة القضايا الاقتصادية بما في ذلك الخدمات العامة.

لكن الحوثيين الذين استولوا على صنعاء في 2014، ويسيطرون على مساحات شاسعة في بلد من أفقر دول شبه الجزيرة العربية، قالوا إن الاقتراحات «لا تلبي طموحات الشعب اليمني»، و«لا تؤسس لعملية السلام».

وقال المجلس السياسي الأعلى إن الشعب اليمني «لن ينخدع بالوعود الكاذبة»، مطالبا بعائدات من موارد النفط والغاز اليمنية التي تحصّلها الحكومة، بحسب وكالة الأنباء اليمنية التابعة للحوثيين.

«لا تزال هناك فرصة لإحياء الهدنة»
ورغم ذلك، ترى الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط والباحثة في جامعة كامبريدج إليزابيث كيندال أنه «ربما لا تزال هناك فرصة لإحياء الهدنة».

وتوضح «قد يكون الأمر ببساطة هو أنّ الأطراف المتحاربة تحث عن تعزيز مواقعها (السياسية) من خلال السماح بانقضاء الموعد النهائي» للهدنة الأحد.

تهديدات للسعودية والإمارات
وخلال فترة الهدنة، تبادلت الحكومة اليمنية والحوثيون، اتهامات بخرق وقف إطلاق النار، ولم يطبّق الاتفاق بالكامل وخصوصا ما يتعلق برفع حصار جماعة الحوثي لمدينة تعز، لكنه نجح في خفض مستويات العنف بشكل كبير.

وإلى جانب القتال على الأرض، تشهد الحرب في اليمن غارات للتحالف وهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ على منشآت نفطية في السعودية، وكذلك في الإمارات الشريك الرئيسي في التحالف المناهض للحوثيين.

وقُتل ثلاثة من عمال النفط في هجوم للحوثيين على أبوظبي في يناير الماضي، وأدى هجوم في مارس الماضي إلى تصاعد الدخان بالقرب من مضمار سباق الفورمولا واحد، في جدة خلال مرحلة التجارب.

ومع انتهاء الهدنة، حذر الناطق باسم الجناح العسكري للحوثيين يحيى سريع في بيان، من احتمال توجيه ضربات جديدة للسعودية والإمارات.

وقال «القوات المسلحة تمنح الشركات النفطية العاملة في الإمارات والسعودية، فرصة لترتيب وضعها والمغادرة ما دامت دول العدوان الأميركي السعودي غير ملتزمة بهدنة تمنح الشعب اليمني حقه في استغلال ثروته النفطية لصالح راتب موظفي الدولة اليمنية، وقد أعذر من أنذر».

- هدنة اليمن تشارف على نهايتها.. والسلام «بعيد المنال»

وتابع أن قوات الحوثي «قادرة بعون الله على حرمان السعودي والإماراتي من موارده، إذا أصر على حرمان شعبنا اليمني من موارده، والبادئ أظلم»، مضيفا «كل شيءٍ محتمل ووارد».

ولم تصدر تعليقات فورية من الرياض أو أبوظبي، لكن الحكومة اليمنية حثّت عبر سفارتها في واشنطن مجلس الأمن الدولي، على التعامل «بحزم» مع الحوثيين بشأن «تهديداتهم الأخيرة» ورفضهم تمديد الهدنة.

وفي بيانه، قال غروندبرغ إنه «يأسف» لعدم التوصل إلى اتفاق، متحدّثا عن «استمرار المفاوضات»، داعيا أطراف الحرب إلى «الحفاظ على الهدوء والامتناع عن أي شكل من أشكال الاستفزازات أو الأعمال التي قد تؤدي الى تصعيد العنف».

الولايات المتحدة تشعر بـ«قلق عميق»
وفي واشنطن، قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إنّ الولايات المتحدة تشعر بـ«قلق عميق» إزاء انتهاء الهدنة.

وأوضح برايس في بيان أنّ هذه الهدنة «أفضل فرصة تتاح منذ سنوات أمام اليمنيين للتوصّل إلى سلام»، مضيفا أنّ «الخيار أمام الأطراف بسيط: سلام ومستقبل أكثر إشراقاً لليمن، أو عودة إلى دمار ومعاناة عبثيين سيزيدان من انقسام وعزلة بلد يقف أساساً على حافة الهاوية».

هجمات في مأرب وقصف على تعز
وأفادت مصادر عسكرية حكومية بوقوع هجمات شنها الحوثيون جنوب مدينة مأرب، آخر معقل للحكومة في الشمال ومفتاح موارد اليمن النفطية، كذلك أشارت المصادر إلى قصف الحوثيين لتعز.

ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان الإثنين «جميع الأطراف إلى إبقاء الحوار مفتوحًا ووضع احتياجات الشعب اليمني في المقام الأول».

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاحتلال يعتقل 8455 فلسطينيا من الضفة منذ 7 أكتوبر
الاحتلال يعتقل 8455 فلسطينيا من الضفة منذ 7 أكتوبر
مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى
مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى
34 ألفا و305 شهداء حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة
34 ألفا و305 شهداء حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة
«ابني في الجرافة».. مقابر جماعية توثق وحشية الاحتلال قرب مجمع ناصر الطبي
«ابني في الجرافة».. مقابر جماعية توثق وحشية الاحتلال قرب مجمع ...
السيسي: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو أي مكان آخر
السيسي: مصر ترفض تهجير الفلسطينيين إلى سيناء أو أي مكان آخر
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم