Atwasat

هدنة اليمن تشارف على نهايتها وآمال في سلام بعيد المنال

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 30 سبتمبر 2022, 12:55 مساء
WTV_Frequency

تعمل لجين الوزير، منذ ثلاث سنوات ونصف في مشروعها لتربية المواشي الذي لم يحقق نتائج تذكر سوى في الأشهر الأخيرة بفضل الهدنة المؤقتة في الحرب الدائرة في اليمن، والتي تنتهي الأحد.

وتقوم الشابة التي تخرجت من كلية الزراعة، بإطعام حيواناتها قبل حلب الماعز في المزرعة التي أقيمت على سطح منزلها في أحد المباني القديمة في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين منذ عام 2014، وفق تقرير لوكالة «فرانس برس».

وتقول لجين للوكالة الفرنسية «استفدت من الهدنة.. أسعار الاعلاف قلت وانخفض سعر المشتقات النفطية.. ومن السهل طلب الأعلاف والأغنام من محافظات أخرى».

وتوضح أن توقف أعمال العنف والتصعيد، خاصة القصف الجوي يعني بيئة آمنة لمشروعها الذي يعتمد على تربية المواشي وتسويقها وبيعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى بيع منتجات الحليب وكذلك البيض.

وتضيف الشابة «أتمنى أن تستمر الهدنة حتى تتوقف الحرب تماما لنستطيع الاستمرار بمشاريعنا الصغيرة»، موضحة أنها تحلم بفتح حظيرة «على الأرض وليس على سطح المنزل».

ويدور نزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين المدعومين من إيران، وقوات الحكومة التي يساندها تحالف عسكري بقيادة السعودية، وتسبّبت الحرب في مقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.

لكن منذ الثاني من إبريل، سمحت الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة بوقف القتال واتّخاذ تدابير تهدف إلى التخفيف من الظروف المعيشية الصعبة للسكان، في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

بارقة أمل بعد حرب مدمرة
وشمل اتفاق الهدنة التي تنتهي الأحد، السماح بتنظيم رحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي الذي كان يستقبل فقط طائرات المساعدات منذ 2016، ما مثّل بارقة أمل بعد حرب مدمرة.

ودعت عشرات المنظمات الإنسانية والدولية العاملة في اليمن، أطراف النزاع إلى تمديد وتوسيع الهدنة، مشيرة إلى أنه خلال الهدنة «شهدنا انخفاضا بنسبة 60% في عدد الضحايا».

- 44 منظمة دولية تدعو إلى تمديد الهدنة في اليمن

وخلال فترة الهدنة، تبادلت الحكومة اليمنية والحوثيون اتهامات بخرق وقف إطلاق النار، ولم يطبّق الاتفاق بالكامل، وخصوصا ما يتعلق برفع حصار الحوثيين عن مدينة تعز، لكنه نجح بالفعل في خفض مستويات العنف بشكل كبير.

وتعز، جنوب غرب اليمن، هي إحدى أكثر المدن تأثّرا بالحرب منذ بداية النزاع في منتصف 2014، وتخضع المدينة التي تحيط بها الجبال ويسكنها نحو 600 ألف شخص، لسيطرة القوات الحكومية، لكن الحوثيين يحاصرونها منذ سنوات، ويقصفونها بشكل متكرر.

مضاعفة تكاليف النقل
واستحدث سكان المدينة، طرقا بديلة مع إغلاق جميع الطرق التي تربط تعز بالمحافظات المجاورة.

وتؤدي حواجز الطرق والتحويلات العديدة إلى مضاعفة تكاليف النقل أربع مرات، وتعقيد إيصال المساعدات الإنسانية وتحرم العديد من اليمنيين من الوصول إلى الخدمات الأساسية.

وفي وسط المدينة، تتكدس سيارات الدفع الرباعي في محطة وسط المدينة، في انتظار المسافرين إلى منطقة الحوبان، البوابة الشرقية للمحافظة، وهي رحلة كانت تستغرق 15 دقيقة، لكنها اليوم قد تصل لثماني ساعات بحسب ظروف الطقس والازدحام.

ويوضح باسم الصبري، وهو أحد سكان تعز «كنت اذهب إلى الحوبان في فترة زمنية قصيرة والآن احتاج إلى أربع أو خمس ساعات».

تجديد الهدنة واجب أخلاقي
ويقول نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في البلاد دييغو زوريلا، إن الهدنة حسَّنت الوضع «في كثير من الجوانب (ولكن) الحياة تبقى صعبة» للغالبية العظمى من السكان.

وأكد زوريلا «من وجهة نظر إنسانية، فإن تجديد الهدنة في 2 أكتوبر هو واجب أخلاقي»، مشيرًا إلى أن «حل النزاع وحده سيسمح للاقتصاد بالتعافي، وسينتشل الناس من الفقر ويقلل الاحتياجات الإنسانية».

ويخوض مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، جهودا من أجل تمديد الهدنة.

من جانبه، يرى الاستاذ في جامعة أوتاوا الكندية توماس جينو، أن على المدى الطويل، فإن الهدنة «لم تقم بأي تغيير جوهري»، مشيرا إلى أنها «فشلت في بعض الجوانب»، كون «هدفها كان طموحا للغاية لرؤية تقدم في مفاوضات السلام».

ويضيف «من جانب الحوثيين، لا توجد رغبة جدية في التفاوض والقيام بتسوية مع الحكومة».

أما بالنسبة الجانب الحكومي، فيقول جينو إن الخلافات بين الفصائل التي تحارب الحوثيين تتسع، موضحا «رأينا خطوط الانقسام التي كانت عميقة للغاية تتسع، وازدادت حدة التوترات وأصبحت عنيفة في العديد من الحالات».

وبينما يعتقد الخبير في الشأن اليمني أن «من العبث تجديد هدنة غير مجدية»، ولا تقوم سوى «بتأخير عودة العنف المتزايد»، لكنه يضيف «لا أرى أي بديل آخر».

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
العراق يطور برنامجًا نوويًا سلميًا بمساعدة «الطاقة الذرية»
العراق يطور برنامجًا نوويًا سلميًا بمساعدة «الطاقة الذرية»
«لوحة بشرية ضخمة».. «غرنيكا» الإسبانية تستحضر المأساة وتطالب بوقف الإبادة في غزة (فيديو وصور)
«لوحة بشرية ضخمة».. «غرنيكا» الإسبانية تستحضر المأساة وتطالب بوقف...
بوريل: غزة أكبر مقبرة مفتوحة في العالم للبشر ولمبادئ القانون الإنساني
بوريل: غزة أكبر مقبرة مفتوحة في العالم للبشر ولمبادئ القانون ...
«القسام»: نخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال قرب مستشفى الشفاء
«القسام»: نخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال قرب مستشفى الشفاء
«أوكسفام»: مستويات الجوع في غزة «الأسوأ على الإطلاق»
«أوكسفام»: مستويات الجوع في غزة «الأسوأ على الإطلاق»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم