Atwasat

الزوار الإيرانيون يعودون بقوة للعراق لإحياء أربعين الإمام الحسين

القاهرة - بوابة الوسط السبت 17 سبتمبر 2022, 01:55 مساء
WTV_Frequency

على غرار نحو ثلاثة ملايين إيراني، عبرت المدرّسة نجمة الحدود إلى العراق للمشاركة في زيارة الأربعين التي يحييها المسلمون الشيعة سنويًا في مدينة كربلاء المقدّسة، حيث أمكن سماع الحديث بالفارسية في كل مكان تقريبًا.

وتعدّ هذه المناسبة من أكبر التجمّعات الدينية في العالم ويحيي خلالها المسلمون الشيعة الذين يشكلون غالبية السكان في العراق وإيران، ذكرى أربعين مقتل الإمام الحسين، حفيد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

وبعد عامين هيمنت عليهما جائحة كورونا، تجمهر هذا العام 20 مليون شيعي في وسط العراق في مدينة كربلاء التي تضمّ مرقد الإمام الحسين وأخيه العبّاس، فيما تمكّن عدد كبير من الزوار الإيرانيين من الدخول إلى العراق، وفق وكالة «فرانس برس».

مرتديةّ عباءة سوداء تقليدية وحذاء رياضيا، قالت نجمة «كما لو أنني وطأت الجنة.. أنا سعيدة جداً».

جاءت المعلمة البالغة من العمر 37 عاماً برفقة زوجها وأهلها من قم الإيرانية بالسيارة إلى النجف، المدينة الأخرى المقدسة بالنسبة للمسلمين الشيعة، ومن هناك، سارت العائلة على الأقدام مسافة 80 كلم إلى كربلاء.

ولا تخفي والدتها لطيفة سعادتها بهذه الزيارة، وتقول «نتصل باستمرار بالعائلة في إيران.. أرسل لهم الصور والفيديوهات لكي يشعروا وكأنهم معنا» خلال الزيارة التي تختتم السبت.

دموع حارة وفنادق مملتئة
ونظرا لتوافد أعداد كبيرة من الزوار، امتلأت غرف الفنادق في كربلاء وارتفعت الأسعار، وفي غياب خيارات أخرى، افترش العديد من الزوار الأرصفة.

وفي ظل حرارة قاسية، يسير الزوار في الساحة الواقعة بين مرقدي الإمام الحسين والعباس، وفي الشوارع المحيطة بهذين المسجدين المزخرفين بالذهب والخزف الأزرق.

وفي الليل، تحت ضوء النيون، يقيم الزوار الشعائر، ويجوب رجال بالأسود الشوارع ضاربين على صدورهم على إيقاع الأناشيد الدينية الصادحة في المكان عبر مكبّرات صوت.

وردّد البعض لطميّات مرتبطة بهذه الذكرى، وذرف بعض الرجال دموعاً حارة ولطم آخرون وجوههم، مستذكرين حدث مقتل الإمام الحسين في العام 680، على يد جنود الخليفة الأموي يزيد في صحراء كربلاء.

وأحصت السلطات العراقية خمسة ملايين زائر أجنبي من بين 20 مليونا، توافدوا إلى كربلاء هذا العام، مقابل 17 مليوناً في العام الماضي.

- العراق: إنقاذ 6 أشخاص بعد انهيار بمزار في كربلاء

ويشرح الباحث أليكس شمس من جامعة شيكاغو، المختصّ في الشيعية السياسية بالعراق وإيران، أن «الأربعين بالنسبة للإيرانيين من الطبقة العاملة، هي فرصة للسفر.. إنه حدث ديني واجتماعي»، مضيفاً أن «العراق من الدول القليلة التي يستطيعون الذهاب إليها ويحظون باستقبال جيد».

وقبل العام 2003 وإسقاط صدّام حسين إثر الغزو الأميركي للعراق، كان يمنع على الشيعة الذين يشكّلون غالبية السكان إحياء ذكرى الأربعين في العلن، تحت طائلة التعرّض للسجن.

واليوم، يكتسي الحدث رمزية كبرى بالنسبة للجمهورية الإسلامية، ويوضح أليكس شمس أن «الحكومة (الإيرانية) تلحظ اليوم مدى شعبية هذا الحدث، وتحاول الاستفادة من ذلك».

وفي العراق أيضاً، تسربت السياسة إلى الذكرى، لا سيّما أن أكبر تيارين سياسيين في البلاد اليوم شيعيان: من جهة، الإطار التنسيقي، القريب من طهران، ومن جهة ثانية، تيار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الذي تشهد علاقته مع إيران تقلباً.

وقبل الزيارة، دعا الصدر مناصريه لعدم رفع أي شعار سياسي خلالها، كما منع التعرّض للزوار الأجانب «وبالأخص الأخوة الإيرانيين»، داعياً إياهم أيضاً في المقابل إلى احترام القوانين العراقية.

ونظراً لوجود عدد كبير من الإيرانيين في هذه المناسبة، دعت السفارة الإيرانية في بغداد مواطنيها إلى عدم البقاء في كربلاء إلى ما بعد انتهاء المراسم.

«أشعر وكأنني قادم لزيارة عائلتي الكبيرة»
وقال المدرس الإيراني المتقاعد البالغ من العمر 60 عاماً علي تكلو، إنها أول زيارة له منذ ظهور الجائحة.

وقال الرجل متأثّراً «أشعر وكأنني قادم لزيارة عائلتي الكبيرة»، لكنه أقرّ في الوقت نفسه أن كانت لديه بعض «المخاوف» قبل أن يأتي بسبب الوضع الأمني، لكن «أرى أن الوضع جيد جداً، الأخبار كلها كذب وغير صحيحة».

وفي حين هدأت الساحة في العراق على المستوى الأمني حتى اللحظة، ما زالت الأزمة السياسية متواصلة، وما زالت البلاد غير قادرة على تعيين رئيس جديد للحكومة، بينما تعجز القوى السياسية الشيعية البارزة عن إيجاد سبل للتفاهم.

وتطورت الأزمة إلى مواجهات مسلّحة أواخر أغسطس في بغداد، بين مناصري رجل الدين مقتدى الصدر والقوات الأمنية وقوات من الحشد الشعبي، وهو تحالف فصائل مسلحة شيعية باتت منضوية في أجهزة الدولة، وقتل 30 شخصاً على الأقل من مناصري الصدر خلال المواجهات.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مجموعة إيرانية تسافر لأداء مناسك العمرة لأول مرة منذ 9 سنوات
مجموعة إيرانية تسافر لأداء مناسك العمرة لأول مرة منذ 9 سنوات
المراجعة المستقلة لـ«أونروا»: «إسرائيل» لم تقدم أدلة تدعم ادعاءاتها
المراجعة المستقلة لـ«أونروا»: «إسرائيل» لم تقدم أدلة تدعم ...
مؤسسات الأسرى الفلسطينية: الاحتلال اعتقل أكثر من 8425 مواطنًا منذ 7 أكتوبر
مؤسسات الأسرى الفلسطينية: الاحتلال اعتقل أكثر من 8425 مواطنًا منذ...
انتشال 200 جثمان لشهداء فلسطينيين من مقابر جماعية بمجمع ناصر في غزة
انتشال 200 جثمان لشهداء فلسطينيين من مقابر جماعية بمجمع ناصر في ...
«حزب الله» يستهدف قاعدة «إسرائيلية» بعشرات الصواريخ
«حزب الله» يستهدف قاعدة «إسرائيلية» بعشرات الصواريخ
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم