يواصل رجال الإطفاء الجزائريون مكافحة سلسلة من الحرائق التي ارتفع عدد ضحاياها إلى 38 شخصًا على الأقل قتلوا نتيجة الحرائق، فضلا عن دمار واسع؛ في وقت باتت حرائق الغابات المميتة كارثة تواجهها البلاد سنويًا، بينما ينتقد البعض الأداء الحكومي. 

وقتل لا يقل عن 38 شخصًا، معظمهم في ولاية الطارف في شمال شرق الجزائر قرب الحدود مع تونس، حيث بلغت الحرارة 48 درجة مئوية، حسب وكالة «فرانس برس».

200 مصاب بالحروق وبمشاكل الجهاز التنفسي
وعانى ما لا يقل عن 200 شخص آخر من حروق أو مشاكل في الجهاز التنفسي بسبب الدخان، وفق وسائل إعلام جزائرية.

وفتحت وزارة العدل تحقيقًا يهدف إلى تحديد ما إذا كانت الحرائق متعمّدة، بعدما تحدّثت وزارة الداخلية عن «حرائق مفتعلة».

وبحسب خدمة الإطفاء، لا يزال 24 حريقًا مستمرًا في سبع ولايات. وخلال الـ24 ساعة الماضية، جرى حشد 1700 عنصر إطفاء لإخماد النار في 118 موقعا في 21 ولاية. ويستخدم الجيش، مع فرق الإطفاء، قاذفات مائية.

مخاوف من تكرار حرائق 2021
وأثارت المشاهد مخاوف من تكرار حرائق العام الماضي التي أودت بـ90 شخصًا على الأقل وأتت على 100 ألف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية في شمال البلاد.

ورصدت وكالة «فرانس برس» أشجارًا متفحمة ومركبات محترقة لأعلى الطريق المؤدي إلى القلعة على الساحل في أقصى شمال شرق البلاد.

وشهد فريق الوكالة أضرارًا كبيرة في منتزه الحياة البرية، حيث قال شاهد طلب عدم ذكر اسمه إن 12 شخصًا احترقوا أحياء داخل حافلتهم أثناء محاولتهم الفرار.

9 وفيات من بين 72 مصابا
وفي مستشفى في القلعة، فقد دخل 72 شخصًا، توفي تسعة، وبقي مثلهم في العناية المركزة فيما غادر الآخرون، حسبما قال مسؤول في قطاع الصحة في ولاية الطارف للوكالة الفرنسية.

وقال رئيس الحكومة أيمن بن عبدالرحمن من ولاية الطارف إنه من الصعب جدًا أن يجري احتواء الحرائق مع سرعة رياح تبلغ 91 كيلومترًا بالساعة.

وأكد خبير بالطيران المعلومة في حديث مع الوكالة الفرنسية، موضحا أن الرياح التي تتجاوز سرعتها 90 كيلومترًا بالساعة تجعل عمل القاذفات المائية التي تقترب قدر الإمكان من الحريق الذي ينتشر بسرعة بفعل الرياح، صعبًا أو حتى مستحيلًا.

وتضامنًا مع عائلات ضحايا الحرائق، أُرجئت جميع النشاطات الثقافية في الجزائر، وفق ما أعلنت وزارة الثقافة. وبدأت جمعيات في جمع أموال وأدوية للضحايا الذين احترق العديد منهم بدرجات متفاوتة.

انتقادات لتعامل الحكومة مع الحرائق
وأثارت الحرائق التي حصلت في الأيام الأخيرة انتقادات لاذعة للسلطات بسبب نقص طائرات مكافحة النيران.

كما دعا خبراء إلى بذل جهود أكبر من أجل تعزيز القدرة على مكافحة النيران في أكبر دولة إفريقية تضمّ أكثر من أربعة ملايين هكتار من الغابات.

واستأجرت الجزائر طائرة روسية قاذفة للمياه من طراز Beriev BE 200. لكن بعد أن تدخلت لإخماد حرائق عدة، تعطّلت هذه الطائرة ولن تكون جاهزة لمكافحة النيران مجدّدًا قبل يوم السبت، بحسب وزير الداخلية كمال بلجود.