تقدم تسعة متضررين من انفجار مرفأ بيروت المروع بدعوى قضائية في الولايات المتحدة ضد شركة أميركية للاشتباه بعلاقتها بالمأساة، مطالبين بتعويض قدره ربع مليار دولار، وفق ما أفادت منظمة سويسرية تدعم المدعين الأربعاء.
والمدعون التسعة أميركيون بينهم سارة كوبلاند التي فقدت ابنها إسحاق (عامان)، وهو أحد أصغر ضحايا الانفجار الذي وقع في الرابع من أغسطس 2020 وتسبب بمقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، وألحق دمارا واسعا بعدد من أحياء العاصمة، وفق «فرانس برس».
ونتج الانفجار، وفق السلطات، عن تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم، داخل المرفأ من دون اجراءات وقاية. وتبين لاحقا أن مسؤولين على مستويات عدة، سياسية وأمنية وقضائية، كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة ولم يحركوا ساكنا.
شكوى ضد «ت.ج.س» الأميركية النرويجية للخدمات الجيوفيزيائية
وأعلنت منظمة «المحاسبة الآن» التي تعرف عن نفسها بأنها مؤسسة سويسرية تعمل على دعم المجتمع المدني اللبناني لوضع حد لثقافة إفلات المسؤولين من العقاب، تقديم الشكوى في وقت سابق هذا الأسبوع في تكساس ضد مجموعة «ت.ج.س» الأميركية النرويجية للخدمات الجيوفيزيائية.
- باريس تأسف لتعليق التحقيق في انفجار مرفأ بيروت
- الرئيس اللبناني يطلب من روسيا صور الأقمار الصناعية لانفجار مرفأ بيروت
تملك المجموعة شركة «سبكتروم جيو» للمسح الزلزالي، وقد استأجرت قبل عقد من الزمن سفينة روسوس التي أقلت شحنة نيترات الأمونيوم قبل إفراغ حمولتها في مرفأ بيروت، وكانت خلف أكبر ثالث انفجار غير نووي في العالم.
وبحسب المنظمة، فإن شركة سبكتروم «أبرمت سلسلة من العقود المربحة للغاية إنما المريبة مع وزارة الطاقة في لبنان» لنقل معدات تُستخدم في المسح الزلزالي، يُعتقد أنها كانت في طريقها إلى الأردن على متن السفينة روسوس.
عراقيل أمام لقضاء اللبناني في قضية انفجار المرفأ
وكان الوزير السابق جبران ياسيل، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، يتولى حينها وزارة الطاقة. لكن محاميه نفى في بيان آنذاك أي علاقة له بها. وقال إن دور الوزارة «انحصر فقط بإرسال كتب إلى مديرية الجمارك لتسهيل وتسريع الدخول الموقت لهذه المعدات كما تفترض الأصول، دون أي دور لها في خروج المعدات ولا في توقيت خروجها ولا في كيفية شحنها».
واستأجرت «سبكتروم» سفينة روسوس التي حملت علم مولدوفا، من دون أن تبحر من لبنان. ويواجه التحقيق الذي يجريه القضاء اللبناني في قضية انفجار المرفأ عراقيل منذ اليوم الأول. ويراوح مكانه منذ أشهر نتيجة دعاوى رفعها مُدعى عليهم يشغلون مناصب سياسية.
«الدعوى الأولى من نوعها»
وتتولى شركة المحاماة الأميركية فورد أوبراين لاندي تمثيل المدعين. وقالت المحامية زينة واكيم من «المحاسبة الآن» إنه يتعين معرفة جواب الشركة الأميركية النرويجية «في الأشهر المقبلة».
وأوضحت واكيم إن هذه «الدعوى هي الأولى من نوعها، وهي وسيلة للالتفاف على العرقلة التي واجهها التحقيق في لبنان». واعتبرت أن «الأدلة التي ستنتج عن الدعوى يمكن أن تفيد التحقيق اللبناني»، مؤكدة أن «روحية الادعاء هي إفادة جميع الضحايا».
تعليقات