Atwasat

بالصور .. احتفالات كبرى وعرض عسكري في الجزائر بالذكرى الـ60 للاستقلال

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 05 يوليو 2022, 08:34 مساء
WTV_Frequency

احتفلت الجزائر، الثلاثاء، بعيد الاستقلال باستعراض عسكري غير مسبوق في العاصمة يخلّد الذكرى الستين لنهاية الاستعمار بعد 132 سنة من الوجود الفرنسي.  ورغم مرور ستة عقود على انسحاب الجيوش الفرنسية، فإن العلاقات بين باريس والجزائر لم ترتق إلى المستوى الطبيعي، على الرغم من المبادرات الرمزية التي تقوم بها فرنسا، وفق تقرير لوكالة «فرانس برس». 

بعد حرب استمرت ثماني سنوات بين الثوار الجزائريين والجيش الفرنسي، توقف القتال بعد توقيع اتفاقات إيفيان التاريخية في 18 مارس 1962 التي مهّدت الطريق لإعلان استقلال الجزائر في الخامس من يوليو من العام نفسه. افتتح الرئيس عبد المجيد تبون الاحتفالات بوضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول في «مقام الشهيد» بأعالي العاصمة، ثم انتقل الى مكان الاستعراض العسكري بالضاحية الشرقية.

وعلى متن سيارة مفتوحة، قام تبون مع رئيس أركان الجيش الفريق أول سعيد شنقريحة بتفقد القوات العسكرية وقوات الأمن والحماية المدنية، المشاركة في الاستعراض. وفي الوقت نفسه أطلقت 60 طلقة مدفع توازي ستين سنة من الاستقلال. وحضر الاحتفالات العديد من الضيوف الأجانب من بينهم رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس ورئيس النيجر محمد بازوم والرئيس التونسي قيس سعيد ورئيس جمهورية الكونغود دوني ساسو نغيسو ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد. كما حضرت رئيسة مجلس الشيوخ الايطالية ماريا كازيلاتي ووزير التسامح الإماراتي نهيان بن مبارك آل نهيان ووزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى.

دبابات وغواصات جزائرية 
بدأ الاستعراض العسكري بعزف للفرقة النحاسية للحرس الجمهوري فيما عبرت الأجواء مروحيات وطائرات القوات الجوية من طراز سوخوي 30 و24 واليوشين 76 و78 وميغ 25 و29 وطائرات تدريب رسمت في الجو خطوطا بألوان علم الجزائر، الأخضر والأحمر والأبيض. دام الاستعراض نحو ساعتين مرّت فيه أمام المنصة الشرفية مختلف الأسلحة التي يمتلكها الجيش الجزائري من دبابات مثل تي 62 ال وراجمات صواريخ وعربات مدرعة. ثم سارت تشكيلات من المدارس العسكرية تتقدمها مدارس «أشبال الأمة» وهي ثانويات ومدارس تعليم متوسط تابعة للجيش. وفي الساحل المقابل لساحة الاستعراض تعاقبت غواصتا الونشريس وجرجرة والبوارج الحربية وسفن التدريب لضباط البحرية، وسفن الإنقاذ في أعالي البحار، حسب «فرانس برس».

انتزعت الجزائر الاستقلال بعد سبع سنوات ونصف سنة من حرب دامية خلّفت مئات الآلاف من القتلى، ما جعلها المستعمرة الفرنسية السابقة الوحيدة في أفريقيا في سنوات 1960 التي تحرّرت بالسلاح من فرنسا. لكن بعد 60 عامًا من نهاية الاستعمار، لم تندمل الجراح في الجزائر، رغم سعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ انتخابه الى تهدئة الذاكرة بسلسلة من المبادرات الرمزية التي لم تصل إلى حدّ تقديم «الاعتذار». وردًّا على هذه المبادرات قال رئيس مجلس الأمة وأحد قادة حرب الاستقلال، صالح قوجيل «لا يمكن أن ننسى أو نمحي، لأي إجراء كان، مسؤولية فرنسا الاستعمارية عن الإبادة الإنسانية (التي تعرّض لها الشعب الجزائري) والإبادة الثقافية وإبادة هويته».

في مارس، أكد الرئيس عبدالمجيد تبون أن «جرائم الاستعمار» الفرنسي في الجزائر لن تسقط بالتقادم، داعيا إلى «معالجة منصفة ونزيهة لملف الذاكرة والتاريخ في أجواء المصارحة والثقة». وبدا أن العلاقات بين البلدين تراجعت إلى أدنى مستوى لها في أكتوبر عندما صرّح ماكرون بأن الجزائر تأسست بعد استقلالها على «ريع ذاكرة» يقف خلفه «النظام السياسي العسكري»، ما أثار غضب الجزائر. وتحسنت العلاقات تدريجيًا في الأشهر الأخيرة، وأعرب ماكرون ونظيره الجزائري عبدالمجيد تبون في مكالمة هاتفية في  18 يونيو عن رغبتهما في «تعميقها».

مصالحة الذاكرة
وأعلنت الرئاسة الفرنسية مساء الإثنين أن الرئيس إيمانويل ماكرون بعث ببرقية تهنئة لنظيره الجزائري بالمناسبة عبر له فيها عن أمله في «تقوية الروابط بين البلدية القوية أصلا». وأكد له «التزامه بمواصلة مسار الاعتراف بالحقيقة ومصالحة الذاكرة بين الشعبين الجزائري والفرنسي» كما أضاف بيان قصر الإليزيه الذي أشار ألى أن إكليلا من الزهور سيوضع باسمه الثلاثاء في النصب التذكاري الوطني المخلد لحرب الجزائر في باريس إحياءً لذكرى الأوروبيين ضحايا مجزرة وهران التي وقعت في نفس يوم الاستقلال في 5 يوليو 1962.

وعلى الصعيد الداخلي، تسعى السلطات الجزائرية للإفادة من الذكرى التاريخية لتخفيف التوترات الداخلية بعد ثلاث سنوات من انطلاق تظاهرات الحراك المؤيد للديمقراطية. أطلق تبون في مايو مبادرة لكسر الجمود السياسي من خلال استقبال عدد من قادة الأحزاب السياسية، بينهم من المعارضة، ومسؤولون في النقابات العمالية ومنظمات أرباب العمل. وبمناسبة عيد الاستقلال وقع الرئيس تبون الإثنين خمسة مراسيم رئاسية تتضمن إجراءات عفو وتخفيض العقوبة لنحو 15 ألف سجين محكوم عليهم نهائيا في جرائم القانون العام. كما أعلنت الرئاسة الجزائرية أن الرئيس «من خلال المشاورات مع ممثلي الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، يجري حاليا إعداد قانون خاص لفائدة المحكوم عليهم نهائيا» يمكن أن يشمل مساجين الحراك أيضا.

عرض عسكري في أحد شوارع العاصمة، في الذكرى الستين للاستقلال، في الخامس من يوليو 2022 (الرئاسة الجزائرية)
عرض عسكري في أحد شوارع العاصمة، في الذكرى الستين للاستقلال، في الخامس من يوليو 2022 (الرئاسة الجزائرية)
عرض عسكري في أحد شوارع العاصمة، في الذكرى الستين للاستقلال، ، في الخامس من يوليو 2022 (الرئاسة الجزائرية)
عرض عسكري في أحد شوارع العاصمة، في الذكرى الستين للاستقلال، ، في الخامس من يوليو 2022 (الرئاسة الجزائرية)
عرض عسكري في أحد شوارع العاصمة، في الذكرى الستين للاستقلال، ، في الخامس من يوليو 2022 (الرئاسة الجزائرية)
عرض عسكري في أحد شوارع العاصمة، في الذكرى الستين للاستقلال، ، في الخامس من يوليو 2022 (الرئاسة الجزائرية)
طائرات حربية ضمن عرض عسكري بالعاصمة الجزائرية في الذكرى الستين للاستقلال، الخامس من يوليو 2022 (الرئاسة الجزائرية)
طائرات حربية ضمن عرض عسكري بالعاصمة الجزائرية في الذكرى الستين للاستقلال، الخامس من يوليو 2022 (الرئاسة الجزائرية)
جنود جزائريون يشاركون في عرض عسكري في أحد شوارع العاصمة، في الذكرى الستين للاستقلال، ، في الخامس من يوليو 2022 (أ ف ب)
جنود جزائريون يشاركون في عرض عسكري في أحد شوارع العاصمة، في الذكرى الستين للاستقلال، ، في الخامس من يوليو 2022 (أ ف ب)
عرض عسكري بالعاصمة الجزائرية في الذكرى الستين للاستقلال، الخامس من يوليو 2022 (الرئاسة الجزائرية)
عرض عسكري بالعاصمة الجزائرية في الذكرى الستين للاستقلال، الخامس من يوليو 2022 (الرئاسة الجزائرية)
آليات ضمن عرض عسكري بالعاصمة الجزائرية في الذكرى الستين للاستقلال، الخامس من يوليو 2022 (الرئاسة الجزائرية)
آليات ضمن عرض عسكري بالعاصمة الجزائرية في الذكرى الستين للاستقلال، الخامس من يوليو 2022 (الرئاسة الجزائرية)
طائرات خلال عرض عسكري في أحد شوارع العاصمة، في الذكرى الستين للاستقلال، ، في الخامس من يوليو 2022 (الرئاسة الجزائرية)
طائرات خلال عرض عسكري في أحد شوارع العاصمة، في الذكرى الستين للاستقلال، ، في الخامس من يوليو 2022 (الرئاسة الجزائرية)
كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الجمعية الوطنية الفرنسية تتبني قرارا يندد بمجزرة بحق الجزائريين قبل 63 عاما
الجمعية الوطنية الفرنسية تتبني قرارا يندد بمجزرة بحق الجزائريين ...
الأمم المتحدة تحذر: أكثر من 1.1 مليون في غزة يواجهون انعدام الأمن الغذائي
الأمم المتحدة تحذر: أكثر من 1.1 مليون في غزة يواجهون انعدام الأمن...
«يونيسف»: النوم في غزة مثل الرقود في تابوت
«يونيسف»: النوم في غزة مثل الرقود في تابوت
عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة
عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة
مقتل 36 عسكريا سوريا جراء غارة إسرائيلية قرب حلب
مقتل 36 عسكريا سوريا جراء غارة إسرائيلية قرب حلب
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم