Atwasat

مبادرة «لم الشمل» للرئيس الجزائري.. هل تنجح بكسر الجمود السياسي؟

القاهرة - بوابة الوسط السبت 28 مايو 2022, 07:40 مساء
WTV_Frequency

بعد ثلاث سنوات على تظاهرات شعبية غير مسبوقة ضد السلطة أسقطت عبد العزيز بوتفليقة، يسعى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من خلال مبادرة أطلقها أخيرًا إلى كسر الجمود السياسي، لكن المعارضة تطالب بإجراءات ملموسة أبرزها الإفراج عن سجناء الحراك.

مبادرة «لم الشمل»
ووفق تقرير لـ«فرانس برس» ظهرت المبادرة بشكل غير مباشر في بداية مايو، ثاني أيام عيد الفطر، من خلال تعليق نشرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية تتحدث عن تبون باعتباره «رئيسًا جامعًا للشمل»، مشيرة الى أن الجزائر «بحاجة إلى جميع أبنائها للاحتفال معًا بالذكرى الستين للاستقلال» في الخامس من يوليو.

-  توقيف الناشط الجزائري المعارض كريم طابو عشية الانتخابات التشريعية
- الحكم على الناشط الجزائري كريم طابو بالسجن لمدة سنة مع وقف التنفيذ

وتحدث تبون عن مبادرة «لم الشمل» بشكل رسمي للمرة الأولى من تركيا التي زارها الأسبوع الماضي. واعتبر أن هذه المبادرة ضرورية من أجل «تكوين جبهة داخلية متماسكة».

كما أعلن أمام الجزائريين المقيمين في تركيا عن انعقاد «لقاء شامل للأحزاب في الأسابيع المقبلة»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الجزائرية.

مشاورات مع الأحزاب السياسية 
ولقيت مبادرته دعم الجيش من خلال رئيس الأركان الفريق سعيد شنقريحة الذي دعا إلى الاستجابة إلى «اليد الممدودة» باعتبارها «تنم بحق عن الإرادة السياسية الصادقة للسلطات العليا للبلاد، من أجل لم الشمل واستجماع القوى الوطنية».

أجرى تبون مشاورات مع ستة أحزاب سياسية منها حزب معارض واحد هو حركة مجتمع السلم الإسلامي، خلال ثلاثة أيام (بين 10 و12 مايو). واعتبر رئيس حزب جيل جديد جيلالي سفيان في تصريحات صحفية أن ما فهمه من لقائه مع الرئيس أن «الاتجاه العام في السلطة هو الذهاب نحو التهدئة» والدخول في «مسار بناء ثقة» مع المجتمع.

وبالنسبة للمحلل السياسي وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة الجزائر 3 توفيق بوقاعدة، «السلطة ليس لها خيار آخر إلا الانفتاح في ظل الإكراهات المتزايدة التي تواجهها سياسيًا، حتى تحقق الاستقرار الذي تنشده منذ حراك 22 فبراير وفق مسار سياسي توافقي جديد».

السلطة عجزت على خلق ديناميكية سياسية
ويوضح بحسب «فرنس برس» أن: «السلطة عجزت على خلق ديناميكية سياسية حول مشروعها للجزائر الجديدة، والركود السياسي والانتقادات الحادة في مجال حقوق الانسان تجعلها دون تأييد حقيقي، حزبياً ومجتمعياً».

وعبر رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري في تصريح عقب لقاء تبون عن أمله في توصل الجزائريين «إلى بلورة رؤية مشتركة بما يضمن الحريات والانتقال السياسي الفعلي».

ولفتت في «المشاورات» مشاركة الدبلوماسي، الأسبق عبد العزيز رحابي، الوزير لفترة قصيرة في حكومة عبد العزيز بوتفليقة الأولى العام 1999، قبل أن يصبح معارضًا شرسًا لنظامه.

فتح بعض الورش الاقتصادية
وقال رحابي بعد لقاء تبون في تصريح من داخل قصر الرئاسة «لدي شعور بأن الرئيس لديه نية فتح بعض الورش الاقتصادية وبأنه يعمل من أجل بلورة إجماع وطني حول السياسة الداخلية والخارجية والدفاعية».

وشكك رئيس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (علماني معارض) محسن بلعباس في صدق السلطة، قائلًا: «لو كانت هناك إرادة حقيقية لعمِلت على لم شمل عائلات المسجونين... بالإفراج عن كل المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي والكف عن المتابعات التعسفية ضد المناضلين والناشطين السياسيين»، كما كتب على صفحته على موقع «فيسبوك».

إطلاق المعتقلين السياسيين والناشطين
كذلك يعتبر أستاذ القانون والعلوم السياسية في جامعة الجزائر اسماعيل معراف أن «الحوار السياسي الجاد والسيد» يحتاج الى «إجراءات تهدئة وعلى رأسها إطلاق المعتقلين السياسيين وفتح المجال السياسي والإعلامي».

ويضيف «فرانس برس»: «المطلوب هو تعيين هيئة مستقلة لمباشرة حوار وطني حقيق تُدعى له كل القوى الحية»، على أن «تكون نتائج الحوار ملزمة لكل من يشارك فيه بمن فيهم السلطة، وحينها فقط نصل إلى لم الشمل». وبالنسبة لمعراف: «هناك حالة احتقان في الداخل وتذمر من المنظمات الدولية بسبب المعتقلين وخرق حقوق الإنسان».

260 شخصًا في السجون الجزائرية 
ورغم إطلاق سراح وتخفيف عقوبة عشرات المعتقلين، ما زال نحو 260 شخصًا في السجون بالجزائر حاليًا بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات أو في قضايا تتعلق بالحريات الفردية، بحسب اللجنة الوطنية للإفراج عن المعتقلين.

وبعد عام من التظاهرات الأسبوعية والمسيرات الحاشدة للحراك بين فبراير 2019 ومارس 2020، توقفت كل المسيرات بسبب جائحة «كورونا» أولًا، ثم بسبب منعها من جانب السلطات التي أفشلت كل محاولات العودة إلى الحراك.

وبرأي المعارض كريم طابو، أحد أبرز وجوه الحراك الشعبي: «السلطة ليست قلقة بأي حال من الأحوال من قضية معتقلي الحراك. رئيس الدولة يستطيع اتخاذ إجراءات في أي وقت لإطلاقهم. المشكلة الوحيدة بالنسبة للسلطة تكمن في الحراك»، معتبرًا أنها «تستخدم كل المناورات الممكنة حتى تجعل عودته مستحيلة»، وفق ما نشر على صفحته على «فيسبوك».

ولم يتضح تمامًا الهدف من المشاورات السياسية بما أن كل الذين التقاهم تبون لم يشيروا إلى أي مبادرة سياسية واضحة ولم يتحدثوا عن «لم الشمل» الذي أعلنته وكالة الأنباء الرسمية.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
استشهاد سيدة وطفلة في قصف إسرائيلي على منزل بجنوب لبنان
استشهاد سيدة وطفلة في قصف إسرائيلي على منزل بجنوب لبنان
جيش الاحتلال يعترف بمقتل أحد ضباطه برصاص المقاومة شمال غزة
جيش الاحتلال يعترف بمقتل أحد ضباطه برصاص المقاومة شمال غزة
«أونروا» ترصد مشاهد الدمار الهائل في غزة بعد 200 يوم من العدوان الإسرائيلي
«أونروا» ترصد مشاهد الدمار الهائل في غزة بعد 200 يوم من العدوان ...
«حزب الله» يرد على غارة إسرائيلية بإطلاق عشرات من صواريخ «كاتيوشا»
«حزب الله» يرد على غارة إسرائيلية بإطلاق عشرات من صواريخ ...
مصر تجدد تحذيرها بشأن اجتياح رفح: سيؤدي إلى مذابح وخسائر فادحة
مصر تجدد تحذيرها بشأن اجتياح رفح: سيؤدي إلى مذابح وخسائر فادحة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم