استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، رئيس الحكومة الإسبانية بيدروسانشيز بقصر الاتحادية، وتناول الجانبان سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وإسبانيا، وبحثا التطورات الأخيرة.
للملف الليبي.

وشهد اللقاء عقد مباحثات ثنائية، أعقبها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، رحَّب الرئيس المصري خلالها  برئيس الحكومة الإسبانية، وأشار إلى أهمية الزيارة للدلالة على «التزام الجانبين باستمرار العمل على توطيد العلاقات القوية بينهما والممتدة عبر ضفتي المتوسط، خاصةً بعد حالة قوة الدفع التي شهدتها تلك العلاقات في أعقاب زيارة السيسي لإسبانيا في العام 2015»، بحسب ما أكده الناطق الرسمي باسم رئاسة الرئاسة المصرية على صفحته بالـ«فيسبوك».

عُمق أواصر الصداقة والروابط التاريخية
من جانبه، أكد رئيس الحكومة الإسبانية «عُمق أواصر الصداقة والروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين، وتطلع بلاده للعمل على الارتقاء بالتعاون الثنائي مع مصر في كافة المجالات»؛ حيث تم التوافق في هذا الإطار بشأن إنشاء لجنة وزارية مشتركة تعقد اجتماعاتها بصفة دورية بالتناوب بين البلدين.

-  السيسي يبحث مع رئيسة تنزانيا تطورات سد النهضة ومكافحة الإرهاب
-  السيسي: إجراء الانتخابات الليبية في موعدها يساهم في اختيار حكومة موحدة ويحفظ الأمن والاستقرار

كما تطرق اللقاء إلى إطلاق «مجلس الأعمال المصري - الإسباني المُشترك» على هامش الزيارة الحالية، وذلك بهدف دفع علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين إلى آفاق أرحب، فضلاً عن التباحث بشأن تعظيم التعاون في عدد من المجالات الثنائية ذات الاهتمام المشترك، كالبنية التحتية والطاقة ومعالجة المياه والسياحة، إلى جانب قطاع النقل في مصر، وكذا قطاع الرعاية الصحية، لا سيما في مجال تجميع وتصنيع مُشتقات بلازما الدم، وكذلك مكافحة «كورونا» وتصنيع اللقاحات؛ حيث أعرب السيد الرئيس في هذا الإطار عن الامتنان لقيام الحكومة الإسبانية مؤخرًا بإهداء أكثر من 4 ملايين جرعة لقاح مضاد لفيروس كورونا إلى مصر.

 مضاعفة حجم الاستثمارات الإسبانية في مصر
كما استعرض الرئيس المصري جهود بلاده للتنمية من خلال «المبادرات والمشروعات القومية المختلفة، معربًا عن التطلع لمزيد من انخراط إسبانيا عبر آليات مؤسساتها التنموية المختلفة في أولويات خطط التنمية المصرية بمختلف المجالات، فضلاً عن العمل على مضاعفة حجم الاستثمارات الإسبانية في مصر ودفع عجلة التعاون الاقتصادي بين الجانبين، خاصةً في ضوء الإصلاحات التي دشنتها الحكومة المصرية لتحسين البيئة التشريعية المتعلقة بمناخ الاستثمار والأعمال في مصر، وكذلك الفرص الواعدة المتاحة بالمشروعات الكبرى».

من جانبه، أكد سانشيز حرص إسبانيا على دعم الإجراءات الطموحة التي تقوم بها مصر سعيًا للنهوض بالاقتصاد وتحقيق التنمية الشاملة، لا سيما من خلال زيادة الاستثمارات ونقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطين الصناعة الإسبانية، مشيدًا بالنتائج الإيجابية الملحوظة في المؤشرات الاقتصادية لمصر، والتي أثبتت صلابة الاقتصاد المصري على الرغم من التداعيات الاقتصادية العالمية التي نتجت عن جائحة كورونا.

تداعيات ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتدفق اللاجئين 
وأضاف الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن المباحثات تناولت «تداعيات ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتدفق اللاجئين؛ حيث أكد الجانبان أهمية التعامل مع تلك الموضوعات من منظور شامل يتضمن معالجة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أدت إلى تزايدها خلال الفترة الماضية، بما في ذلك العمل على تضافر الجهود الدولية للتوصل إلى تسويات للأزمات القائمة بدول المنطقة».

كما تم مناقشة آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، لا سيما تطورات الملف الليبي؛ حيث حرص رئيس الحكومة الإسبانية على الإشادة بالجهود المصرية في هذا الخصوص لمعالجة مختلف أبعاد القضية، مؤكدًا حرص إسبانيا على مواصلة التعاون والتنسيق المكثف بين البلدين في هذا الملف المهم، وصولًا إلى التسوية السياسية الشاملة للأزمة.

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الحكومة الإسبانية بيدروسانشيز. (الإنترنت)