سلط موقع «فرانس 24» الضوء على الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، بسبب إزالته منشورات داعمة للفلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، مشيرة إلى أن موظفي شبكة مارك زوكربيرغ الاجتماعية طالبوا إدارتهم هذا الأسبوع بأجوبة وتوضيحات.

ونقل «فرانس 24» عن رسالة مفتوحة نشرت، الثلاثاء الماضي على موقع «فيسبوك الداخلي» ندد أكثر من 200 موظف في الشركة بـ«رقابة محتملة» قد تكون استهدفت كتابات ومحتويات مساندة للفلسطينيين. فيما دعوا مسؤولي الموقع إلى اتخاذ التدابير اللازمة لضمان عدم حذف محتويات موالية للفلسطينيين من صفحاته.

«فيسبوك».. وحرية التعبير
ووفق نص الرسالة التي كشفت عنها صحيفة فاينانشيال تايمز «كما أكده الموظفون والصحافة وأعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي، يشعر العديد من مستخدمي موقع فيسبوك بأننا لا نفي بوعدنا بضمان حرية التعبير عندما يقتضي الأمر بالوضع في فلسطين».

ووقع العريضة نحو 174 موظفا في فيسبوك، من دون الكشف عن أسمائهم، طالبت كذلك بإجراء تدقيق خارجي حول الإجراءات المطبقة من قبل «فيسبوك» بخصوص المحتوى «العربي والإسلامي»، إضافة إلى تشكيل فريق عمل داخلي للتحقيق بشكل مستقل و«معالجة التحيز المحتمل» حول أنظمة الإشراف على محتوى الشبكة الاجتماعية البشري والآلي.

كما دعت العريضة أيضا إدارة «فيسبوك» إلى توظيف أكثر للفلسطينيين ونشر المزيد من المعطيات حول «الطلبات التي تأتي من الحكومة (من دون الكشف عن هويتها) من أجل إلغاء بعض المحتويات».

ونقل موقع القناة الفرنسية عن مديرة موقع «الصدى» الاجتماعي، إياد رفاعي، وهي منصة تحمي المحتويات التي يتقاسمها الفلسطينيون عبر الإنترنت: «لقد تم إغلاق عدة حسابات على موقع إنستغرام، وتم إبطال العديد من التطبيقات، كإمكانية بث شريط فيديو مباشر أو التطلع على بعض المحتويات».

إزالة هاشتاغ مناصر للأقصى
وخلال الحرب الأخيرة، أزال «فيسبوك» و«إنستغرام» هاشتاغ مناصر للأقصى، ورفعا الحظر المفروض عن الهاشتاغ، متحدثين عن «خطأ»، فيما أشار موقع «بوز فيد» الأميركي للأخبار، إلى أن منشورا داخليا لفيسبوك، قال إن المحتوى ألغي لأن الأقصى يشير كذلك لاسم «منظمة محظورة من قبل الولايات المتحدة (كتائب شهداء الأقصى، الذراع العسكرية لمنظمة فتح الفلسطينية) التي شاركت خلال الانتفاضة بين العامين 2000 و2005».

وتشير المنظمة الفلسطينية غير الحكومية «حملة» (المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي) إلى أن إزالة نحو 500 حساب فلسطيني من موقعي «فيسبوك» و«إنستغرام» بين 6 و19 مايو الماضي في خضم التصعيد الأمني بين إسرائيل وحماس. وانتقدت المنظمة أيضا موقع تويتر بعد أن جمد 55 حسابا مواليا للفلسطينيين، حسب «فرانس 24».

وفي حين برر أحد الناطقين الرسميين باسم «فيسبوك» موقف شركته بالقول بأن عملية إلغاء المحتويات كانت ناتجة عن «مشكلة تقنية» عامة شملت قصص وأرشيفات ملايين الناس الآخرين عبر العالم ولا علاقة لها بـ«مضمون الكتابات». لكن الشاب الفلسطيني علاء ترامسي الذي يسكن في غزة اشتكى عدة مرات من عدم قدرته على تقاسم منشوراته حول الوضع في القطاع بسهولة على موقع «فيسبوك».

كسر «خوارزميات» فيسبوك
بعض مستخدمي الإنترنت وجدوا صيغة لكي يتفادوا على خوارزميات «فيسبوك» القوية عبر اللجوء إلى كتابة قديمة للغة العربية لا تستخدم النقاط على الحروف في حين يضيف آخرون نقطة بين حروف الكلمات الحساسة التي يمكن أن تلفت انتباه مسيري فيسبوك. أما مستخدمون آخرون فقاموا بتبديل الحروف بالرموز. وكل هذه التغييرات والتقنيات هدفها مخادعة الروبوتات التي تفرض الرقابة على الموقع بشكل أوتوماتيكي.

ودعا مؤثرون فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى تقليص العلامة (وهي عدد النجوم) التي يقدمونها لـ«فيسبوك» و«إنستغرام» على منصات التواصل الاجتماعي من عدة نجوم إلى نجمة واحدة فقط، تنديدا بتصرفات الموقعين اللذين قاما بمنع الفلسطينيين من التعبير عن مواقفه.