Atwasat

بغداد تستضيف مباحثات نادرة بين السعودية وإيران

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 19 أبريل 2021, 07:55 مساء
WTV_Frequency

التقى وفدان من البلدين الخصمين الرئيسيين في الشرق الأوسط، إيران والسعودية، في بغداد في وقت سابق من شهر أبريل الجاري، وهي مباحثات تعد مهمة مع إعادة خلط الأوراق في المنطقة.

فالعراق الذي يجد نفسه، في وضع معقد بين جارته الشيعية الشرقية وجارته السنية إلى الجنوب، يسعى إلى لعب دور الوسيط على مستوى الشرق الأوسط منذ أنزل الهزيمة بتنظيم «داعش»  المتطرف نهاية 2017. ويدرك المسؤولون العراقيون أن الطريق طويل، ولكن إن لم يتمكن العراق من أن يمارس ضغوطًا كبيرة فإنه على الأقل وفر ساحة للحوار، بحسب «فرانس برس».

واستضافت بغداد مطلع أبريل الحالي، لقاءً جمع وفدًا سعوديًّا برئاسة رئيس جهاز المخابرات خالد بن علي الحميدان وأخر إيرانيًّا برئاسة مفوضين من قبل الأمين العام  للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.

وقال دبلوماسي غربي من جانبه إنه «أُبلغ مسبقًا بهذه المباحثات»، التي عُرضت عليه على أنها «تهدف لتخفيف حدة التوترات وخلق علاقات أفضل» بين إيران والسعودية.

تغيير القادة
ولا شك أن أي تهدئة في التوتر القائم بين طهران والرياض اللتين قطعتا علاقاتهما في العام 2016 متبادلتين الاتهامات بزعزعة استقرار المنطقة، سيعود بالفائدة على العراق الذي يعاني الأضرار التي تلحقها هجمات بالصواريخ أو بعبوات ناسفة تنفذها بوتيرة أسبوعية فصائل تعد بطاقة بيد إيران تستخدمها في كل مفاوضات مع بغداد، بحسب مسؤولين عراقيين.

ولكن إلى وقت قريب، كان تقارب كهذا بعيدًا عن كل تصور. ففي يناير 2020، وإثر أغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني بضربة جوية أميركية في بغداد، ارتفعت حدة التوتر بين طهران وواشنطن، العراب الأكبر للرياض، الأمر الذي هدد حينها بتحول العراق ساحة للصراع. لكن حكومة العراق تغيرت منذ ذلك الحين.

إذ استقال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي أدخل فصائل موالية لإيران في عمق منظومة الدولة العراقية. وتولى بعده مصطفى الكاظمي الذي أبقى على علاقة جيدة مع إيران رغم أن كثيرين يعتبرونه رجل واشنطن، كما أنه صديق شخصي لولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وفي الجانب الآخر، غادر دونالد ترامب البيت الأبيض ليتسلم جو بايدن الذي يسعى للعودة إلى الاتفاق النووي الموقع العام 2015 مع إيران. في ظل هذه الظروف، قال عادل بكوان المحلل في معهد دراسات وأبحاث البحر المتوسط والشرق الأوسط إن «الرياض ترى نفسها ملزمة موضوعيًّا بخوض نقاش مع إيران».

 مباحثات يمنية
ويشير الخبير خصوصًا إلى أنه في اليمن، حيث فشل التحالف العسكري بقيادة السعوديين منذ 2015 في كسر شوكة المتمردين الحوثيين، يمكن لطهران «المشاركة، إيجابًا أو سلبًا» في إيجاد مخرج للنزاع. وفيما يُنظر إلى الحوثيين على أنهم يمثلون المحور الجنوبي للفصائل الموالية لإيران، كان التمرد الحوثي محورًا رئيسيًّا في المباحثات التي جرت نهاية مارس في الرياض بين الكاظمي ومحمد بن سلمان.

ولم يكف الكاظمي عن التأكيد بأن العراق لا يمكن أن يتحول إلى منطلق لشن هجمات عدوانية ضد جيرانه. وفي مقابل هذا الموقف، ضمن الكاظمي تعهد السعودية بتوظيف استثمارات تصل إلى ثلاثة مليارات دولار في العراق الذي يعاني منذ عقود ضعف البنى التحتية للكهرباء والمياه وكذلك الخدمات الطبية والمدارس.

لكن في الوقت ذاته، يدرك ولي العهد السعودي أنه دون تقارب مع طهران فإن أي استثمار في العراق سيواجه بحملات معادية.

تسوية ملفات عديدة
ويرى عادل بكوان أنه قبل تحقيق تعايش في العراق ومناطق أخرى في المنطقة بين السعودية وإيران، لا بد من تسوية ملفات عديدة؛ هي بالنسبة للسعودية «الملف النووي الإيراني ... والفصائل المسلحة في الشرق الأوسط، خصوصًا في سورية ولبنان»، وبالنسبة للإيرانيين «مصير الشيعة في المحافظة السعودية الغنية بالنفط ... وتمويل الرياض أعمال العنف المتطرفة في الدول التي لإيران حضور فيها».

وربما تفسر حساسية كل هذه الملفات السبب وراء الصمت الرسمي حول لقاء بغداد الذي عقد خلف الستار. ففي الرياض، سارعت الصحافة الرسمية إلى نفي المعلومات التي نشرتها في البدء جريدة «ذا فايننشال تايمز» البريطانية. بالمقابل ذكر مصدر مقرب من الأوساط الموالية لإيران في العراق أن «الإيرانيين اختاروا عدم التعليق احترامًا للموقف السعودي». ولكن يتم التداول في الكواليس أن الإيرانيين والسعوديين ما زالوا هنا.

وقال عادل بكوان بهذا الصدد، «في هذه اللحظة  بالتحديد، تتفاوض مجموعات عمل مصغرة من الوفدين حول التفاصيل الفنية لجميع الملفات برعاية مصطفى الكاظمي».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أميركا تحبط قرار منح العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة
أميركا تحبط قرار منح العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة
الرئاسة الفلسطينية تندد بالفيتو الأميركي ضد عضويتها في الأمم المتحدة
الرئاسة الفلسطينية تندد بالفيتو الأميركي ضد عضويتها في الأمم ...
سلطنة عمان تدين «الهجوم الإسرائيلي» على إيران
سلطنة عمان تدين «الهجوم الإسرائيلي» على إيران
صورة من الحرب على غزة تفوز بجائزة دولية
صورة من الحرب على غزة تفوز بجائزة دولية
عدد ضحايا العدوان الصهيوني على غزة يتخطى 34 ألف شهيد
عدد ضحايا العدوان الصهيوني على غزة يتخطى 34 ألف شهيد
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم