Atwasat

الأردن يحتفل بالذكرى المئوية لتأسيسه وسط أزمة تعيشها العائلة الملكية

القاهرة - بوابة الوسط الجمعة 09 أبريل 2021, 02:56 مساء
WTV_Frequency

يحيي الأردن الذكرى المئوية الأولى لتأسيسه من دون احتفالات كبرى، في وقت يمرّ بإحدى أسوأ الأزمات في تاريخه بسبب خلافات غير مسبوقة داخل العائلة الملكية، وفقًا لوكالة «فرانس برس».

فقبل أيام قليلة من إحياء الذكرى، وضع حفيد مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية، الأمير حمزة، ولي عهد الأردن السابق والأخ غير الشقيق للعاهل الأردني، قيد الإقامة الجبرية، بعد أن «طُلب منه التوقف عن تحركات ونشاطات توظف لاستهداف أمن الأردن واستقراره». وجرى في الوقت نفسه توقيف 16 شخصًا على الأقل بتهمة المشاركة في «مخطط لزعزعة استقرار الأردن»، بينهم رئيس سابق للديوان الملكي.

وبعد وساطة وتدخل من أفراد من العائلة المالكة يتقدمهم عمّ الملك الأمير حسن بن طلال، وعد الأمير حمزة في رسالة وقعها الإثنين بأنه سيبقى «مخلصاً» للملك عبد الله الثاني بعد أن كان انتقد في وقت سابق سوء إدارة الدولة.

تأسيس المملكة الهاشمية
والحادي عشر من أبريل هو التاريخ الذي شكل فيه الأمير الهاشمي عبدالله الأول عام 1921 أول حكومة لإمارة شرق الأردن، الدولة التي صمدت قرنا من الزمن حتى اليوم، في منطقة مضطربة، وقبل هذه القضية، وبسبب جائحة «كوفيد-19»، كان أعلن أن الاحتفالات بالمئوية ستقتصر على فعاليات ثقافية ورمزية ونشر لوحات تحمل شعار المئوية الذي يضم التاج الملكي وعبارة «1921 - 2021 مائة عام وتستمر المسيرة».

ويقول مدير مركز «القدس» للدراسات السياسية عريب الرنتاوي لوكالة «فرانس برس» إن الجائحة «لعبت دورًا كبيرًا في عدم الاحتفال كما ينبغي، فوضعنا الاقتصادي والاجتماعي والصحي والحياتي غير مريح، ولا يبعث على الحماس للاحتفال بالمناسبة كما ينبغي».

ويضيف: «نحن نتكلم عن دولة نشأت على خطوط التماس مع كل الصراعات والحروب والنزاعات في الإقليم. وبالتالي ولادتها وصمودها مئة عام يُسجَّل لها في ظل محدودية الموارد وإشكاليات النشأة».

ونشأت إمارة شرق الأردن في مارس 1921، وقد انفصلت عن فلسطين التاريخية، بعد أن انتشرت فيها قوات الأمير عبدالله، الابن الثاني للشريف حسين بن علي الذي قاد «الثورة العربية الكبرى» ضد الامبراطورية العثمانية بدعم بريطاني، مقابل إقامة مملكة عربية يحكمها الشريف لم ترَ النور.

وأعلن تأسيس الإمارة رسميا في 11 أبريل، ووضعت تحت الانتداب البريطاني، وفي عام 1946، أُعلن استقلال الإمارة عن الانتداب البريطاني، وتحوّلت الى «المملكة الأردنية الهاشمية»، وأصبح الأمير عبد الله ملكا بلقب الملك عبد الله الأول.

بعد مائة عام المملكة موجودة
يقول الباحث في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في عمان جلال الحسيني «لم يكن أحد ليراهن على بقاء هذه الدولة التي أقيمت في الصحراء ودون موارد طبيعية لكن بعد مائة عام، لا تزال المملكة موجودة».

والمملكة الأردنية هي العرش الهاشمي الوحيد الذي لا يزال موجودا في السلطة، فقد أطيح بفيصل الثاني، ملك العراق، عام 1958، وأطاح آل سعود بحكم الملك علي، الابن الأكبر للشريف حسين في الحجاز عام 1925.

واغتيل الملك المؤسس عبد الله الأول على عتبات المسجد الأقصى في القدس على يد شاب فلسطيني في 20 يوليو 1951، بينما نجا يومها حفيده الملك حسين بأعجوبة، وحكم الملك حسين الأردن من عام 1952 إلى 1999، ونجا من محاولات اغتيال عدة. كذلك نجا النظام الملكي من أزمات عدة.

ويقول الحسيني «البقاء والاستقرار وفوق كل شيء منع هذا البلد من أن يصبح وطناً بديلاً للفلسطينيين وهو ما يريده اليمين الإسرائيلي هي هواجس المملكة»، ويضيف «ما زلنا على حبل مشدود على المستوى الاقتصادي، ونتعامل مع تبعات أزمات المنطقة يوما بيوم».

وبعد ما عرف بـ«النكبة»، عام 1948 وهزيمة العرب ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، ضمّ الملك عبد الله الأول الضفة الغربية عام 1950، ومنح الجنسية الأردنية لقاطنيها، وسعى لاستقطاب العمالة الماهرة من الضفة الغربية للمساهمة في بناء شرق الأردن وازدهاره، ونجح في ذلك رغم إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 وتنامي الشعور الوطني الفلسطيني.

أزمة «أيلول الأسود» في الأردن
لكن «أيلول الأسود» زعزع صورة الأمة الواحدة وخلق صدمة ظلت راسخة لمدة طويلة في أذهان الناس، ففي سبتمبر 1970، وبعد تجاوزات عديدة أثارت مخاوف من تقويض سلطة نظام الملك حسين وخلق دولة داخل الدولة، طرد الجيش الأردني مسلحي منظمة التحرير الفلسطينية من المملكة بعد مواجهات أدت الى مقتل الآلاف.

وفي عام 1974، اعترفت الجامعة العربية بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، بينما في عام 1988، قرّر الملك حسين فكّ الارتباط القانوني والإداري بالضفة الغربية المحتلة من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ويقول أحد الفلسطينيين متهكما «في ليلة واحدة من عام 1950، أصبحنا أردنيين وفي ليلة واحدة من عام 1988، فقدنا جنسيتنا»، مع مرور الوقت، طويت صفحة النزاع. ورفع الملك عبدالله الثاني الذي اعتلى العرش عام 1999 والمتزوج من الملكة رانيا وهي من أصول فلسطينية، شعاري «الأردن أولا»، و«كلنا الأردن».

ويشكل الأردنيون من أصول فلسطينية نحو نصف عدد سكان المملكة البالغ قرابة عشرة ملايين. وفي الأردن، نحو 2,1 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، ووجد الأردن الذي وقّع معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1994، نفسه في مواجهة تحديات أخرى.

واستقبل الأردن مئات آلاف العراقيين بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003، ومئات آلاف السوريين الفارين من الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011.

ويقول المزارع منصور المعلا (41 عامًا) «بعد مرور مئة عام على تأسيس الدولة، يمكن القول إن دور الأردن في حفظ أمن واستقرار المنطقة في السلام والحرب ومحاربة الإرهاب دور مهم كعامل لبقائه».

وأضاف المعلا، وهو أيضا ناشط سياسي ضمن «الحركة الوطنية الأردنية»، أن العراق يرى الأردن «ركيزة أساسية للإفلات من القبضة الايرانية، وسورية تنظر الى الأردن كشريك لإعادة الإعمار مستقبلا، والفلسطينيون يرون في الأردن سندًا للدولة الفلسطينية المستقبلية».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاحتلال يعدم مدنيين فلسطينيين خلال محاولتهم العودة لشمال غزة (فيديو)
الاحتلال يعدم مدنيين فلسطينيين خلال محاولتهم العودة لشمال غزة ...
3 شهداء و20 مصابا جراء قصف منزل في حي الشجاعية بغزة
3 شهداء و20 مصابا جراء قصف منزل في حي الشجاعية بغزة
الاحتلال يعتقل 7845 فلسطينيا من الضفة منذ 7 أكتوبر
الاحتلال يعتقل 7845 فلسطينيا من الضفة منذ 7 أكتوبر
ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة إلى 32 ألفا و552 شهيدا
ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة إلى 32 ألفا و552 ...
الجمعية الوطنية الفرنسية تتبني قرارا يندد بمجزرة بحق الجزائريين قبل 63 عاما
الجمعية الوطنية الفرنسية تتبني قرارا يندد بمجزرة بحق الجزائريين ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم