Atwasat

بعد تهديده برفض التعديل الوزاري.. الرئيس التونسي يبدي أسفه لعدم استشارته

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 27 يناير 2021, 03:44 مساء
WTV_Frequency

انتقد الرئيس التونسي قيس سعيد بشدة التعديل الوزاري معربا عن أسفه لعدم استشارته، وأشار إلى أن «بعض المقترحين في التحوير الوزاري تتعلق بهم قضايا أو لهم ملفات تضارب مصالح»، وفي السياق نفسه، أعرب عن استيائه «من غياب المرأة عن قائمة الوزراء المقترحين»، حيث سبق للرئيس التونسي الإثنين الماضي أن هدد برفض التعديل الوزاري.

وبعد فشل الحكومة الأولى في الحصول على ثقة النواب في يناير 2020 واستقالة الحكومة الثانية في يوليو بعد بضعة أشهر في السلطة، أصبحت الحكومة الحالية موضع تجاذبات منذ توليها الحكم في سبتمبر الماضي، وكان المشيشي، وهو تكنوقراطي عينه الرئيس قيس سعيد، شكّل فريقاً يضم العديد من المسؤولين والأكاديميين من بينهم بعض المقربين من الرئيس.

واكتسب ثقة النواب الذين كانوا يواجهون خطر حل البرلمان، إلا أنهم ما لبثوا أن طالبوا لاحقاً بتغييرات، لذلك، أعاد المشيشي تشكيل فريقه بدعم من حزب «النهضة» المتحالف مع حزب «قلب تونس» الليبرالي وائتلاف الكرامة الإسلامي، لكن الرئيس سعيد وهو أكاديمي مستقل ومنتقد للديمقراطية البرلمانية ومنخرط في مواجهة مع «النهضة»، يحاول قلب لعبة سياسية غير مستقرة مخاطراً بتفاقم العداوات التي تشل العمل السياسي، في وقت تضررت فيه البلاد بشدة من وباء «كوفيد-19» وتداعياته الاجتماعية.

تظاهر مئات الأشخاص في تونس العاصمة
تظاهر مئات الأشخاص في تونس العاصمة، ضد الطبقة السياسية والقمع البوليسي للمحتجين قرب البرلمان المحصن حيث أقر النواب تعديلاً وزارياً واسعاً يسلط الضوء على التوترات السياسية بين رئيس الجمهورية قيس سعيد والبرلمان، وفقًا لوكالة «فرانس برس».

ومساء الثلاثاء منح مجلس النواب الثقة للوزراء الجدد وعددهم 11 وزيراً، في تعديل شمل حقائب أساسية عديدة مثل الداخلية والعدل والصحة. وحصل الوزراء الجدد على الثقة على الرغم من الجدل الذي أثير حول أسماء عدة والانتقادات الحادة التي وجهها رئيس الجمهورية.

وأكد رئيس الحكومة هشام المشيشي مساء الثلاثاء أن حكومته ستستمع إلى الشباب المحتجين، وكان مئات المتظاهرين تجمعوا قرب البرلمان نهاراً بدعوة من حوالي ثلاثين منظمة غير حكومية للاحتجاج على استراتيجية القمع البوليسية المعتمدة في مواجهة الاحتجاجات الليلية التي اندلعت منتصف يناير الجاري في المناطق المهمشة في تونس.

واحتج عدد من النواب على هذا الانتشار الأمني الكثيف ودعوا إلى مزيد من الحوار في بلد تأثر كثيرا بتفشي فيروس كورونا المستجد وتداعياته الاجتماعية، بينما وردد المتظاهرون «حرية وكرامة للأحياء الشعبية» و«فليسقط النظام البوليسي» وأطلقوا شعارات معادية للحكومة أو الكتلة الرئيسية في البرلمان، حزب «النهضة».

تظاهرات في مدن تونسية عدة
ونظمت تظاهرات في مدن تونسية عدة احتجاجا على سياسة القمع وللمطالبة بسياسة اجتماعية أكثر عدلا وبإطلاق مئات المحتجين الذين اعتقلتهم الشرطة بعد الاشتباكات، وعلى مدى ليال، هاجم شبان الشرطة المنتشرة لفرض حظر التجول بعيد حلول الذكرى العاشرة للثورة التي أسقطت في 14 يناير 2011 الرئيس الراحل زين العابدين بن علي بعد 23 عاما في السلطة. وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واعتقلت أكثر من ألف شاب بينهم العديد من القاصرين وفقا للمدافعين عن حقوق الإنسان الذين دانوا التجاوزات.

ونظمت تظاهرات تطالب خصوصا بالإفراج عن مئات المحتجين الشباب الذين ألقي القبض عليهم وبسياسة اجتماعية أكثر عدلا، وبالقيود التي فرضت لمحاربة الوباء أثرت خصوصا على الفئات الأكثر ضعفا، إذ تسببت بإلغاء عشرات الآلاف من الوظائف وعرقلت التعليم.

وقالت رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، يسرى فراوس، «المسؤولون السياسيون ينتهجون الاستراتيجيات نفسها التي لم تفض إلى الآن سوى لإخفاقات»، مضيفة، «فليغيروا نموذج الحوكمة أو ليرحلوا عن السلطة!».

وأتت الجلسة البرلمانية عقب اضطرابات بين محتجين وشرطة في سبيطلة في منطقة مهمشة وسط البلاد، بعد وفاة شاب متأثرا بإصابته بقنبلة مسيلة للدموع، ووقعت صدامات جديدة بين الشرطيين والمتظاهرين الثلاثاء على هامش مراسم تشييع الشاب كما أفاد مراسل «فرانس برس»، ورفع عدد من نواب المعارضة صورته في البرلمان.

وتسجل تونس أكثر من ألفي إصابة وأكثر من 50 وفاة إضافية بـ«كوفيد-19» يوميا، وقد حذر أطباء من الصعوبات المتزايدة في العثور على أماكن في أقسام الإنعاش، وكان المشيشي قال إن الهدف من التعديل الوزاري الحصول على فريق «أكثر كفاءة» من أجل تحقيق الإصلاحات في البلاد التي تشهد أزمة صحية واقتصادية وسياسية واجتماعية.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاحتلال يعدم مدنيين فلسطينيين خلال محاولتهم العودة لشمال غزة (فيديو)
الاحتلال يعدم مدنيين فلسطينيين خلال محاولتهم العودة لشمال غزة ...
3 شهداء و20 مصابا جراء قصف منزل في حي الشجاعية بغزة
3 شهداء و20 مصابا جراء قصف منزل في حي الشجاعية بغزة
الاحتلال يعتقل 7845 فلسطينيا من الضفة منذ 7 أكتوبر
الاحتلال يعتقل 7845 فلسطينيا من الضفة منذ 7 أكتوبر
ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة إلى 32 ألفا و552 شهيدا
ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة إلى 32 ألفا و552 ...
الجمعية الوطنية الفرنسية تتبني قرارا يندد بمجزرة بحق الجزائريين قبل 63 عاما
الجمعية الوطنية الفرنسية تتبني قرارا يندد بمجزرة بحق الجزائريين ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم