Atwasat

عقب عملية عسكرية..المغرب تعلن تأمين معبر الكراكات والبوليساريو تعتبر أن «الحرب بدأت»

القاهرة - بوابة الوسط السبت 14 نوفمبر 2020, 12:27 صباحا
WTV_Frequency

أعلنت المغرب أن المعبر الحدودي في منطقة الكراكات العازلة بالصحراء الغربية المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو «أصبح مؤمنا بشكل كامل» عقب عملية عسكرية اعتبرت جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب «البولسياريو» أنها أنهت وقف إطلاق النار بين الجانبين المعمول به منذ 30 عاما، وأن «الحرب بدأت»، بحسب «فرانس برس».

وأكدت وزارة الخارجية المغربية في بيان عبر موقعها على الإنترنت، مساء الجمعة، أن العملية العسكرية بمعبر الكركرات «تمت بشكل سلمي، ودون اشتباك أو تهديد لسلامة المدنيين»، وجاءت «لاستعادة حرية التنقل» و«وضع حد نهائي للتحركات غير المقبولة لـ(البوليساريو)»، وذلك «بعد إعطاء الفرصة كاملة لإيجاد حل دبلوماسي من خلال المساعي الحميدة للأمم المتحدة».

واتهمت الخارجية المغربية «البوليساريو» بمواصلة «ممارساتها الاستفزازية وتوغلاتها غير القانونية» في منطقة الكراكات، رغم «التوصل إلى حل أول» للأزمة خلال اتصالات جرت بين الملك محمد السادس والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس خلال عامي 2016 و2017، بحسب البيان المغربي.

ردود فعل مختلفة
وأثار التصعيد الذي شهدته منطقة الكراكات، الجمعة، ردود فعل مختلفة، حيث أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «الأسف» لفشل جهوده في الأيام الأخيرة «لتجنب تصعيد»، وفق ما ذكر المتحدث باسمه. كما دعت كل من الجزائر، التي تدعم البوليساريو، وموريتانيا المعنية هي الأخرى بهذا النزاع إلى «ضبط النفس» و«الحفاظ على وقف إطلاق النار».

وكانت وزارة الخارجية المغربية أعلنت صباح الجمعة أن هذه العملية تأتي بعد إقفال أعضاء من جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) منذ 21 أكتوبر، الطريق الذي تمرّ منه خصوصا شاحنات نقل بضائع من المغرب نحو موريتانيا وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء.

حزام أمني يؤمن تدفق البضائع عبر معبر الكراكات
وأفادت القيادة العامة للقوات المسلحة المغربية في وقت لاحق مساء أن «معبر الكركرات أصبح الآن مؤمنا بشكل كامل من خلال إقامة حزام أمني يؤمن تدفق السلع والأفراد». وأضافت «خلال هذه العملية فتحت الميليشيات المسلحة للبوليساريو النار على القوات المسلحة الملكية التي ردت عليها، وأجبرت عناصر هذه المليشيات على الفرار دون تسجيل أي خسائر بشرية». وجددت التأكيد على أن العملية تمت «وفقا لقواعد تدخل واضحة تقتضي تجب أي احتكاك بالأشخاص المدنيين».

ونقلت «فرانس برس» عن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قوله «إنّ "الأمر لا يتعلق بعملية هجومية إنما هو تحرك حازم إزاء هذه الأعمال غير المقبولة»، مؤكدا أن عناصر بعثة الأمم المتحدة المكلفة مراقبة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار «مينورسو» والموجودين على الأرض «سجلوا عدم حدوث أي احتكاك مع المدنيين».

في المقابل، قال وزير الخارجية الصحرواي، محمد سالم ولد السالك لـ«فرانس برس» إن «الحرب بدأت»، معتبرا أن «المغرب ألغى وقف إطلاق النار»، واصفا العملية العسكرية المغربية بأنها «عدوان»، وأكد أن «القوات الصحراوية تجد نفسها في حالة دفاع عن النفس وترد على القوات المغربية».

«البواليساريو» تطالب بوقف الاعتداء
وبعث الأمين العام لجبهة «البوليساريو» إبراهيم غالي، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش طلب فيها عرض المسألة على مجلس الأمن الدولي، وقال غالي في رسالته «نحمل دولة الاحتلال المغربية المسؤولية كاملة على تداعيات تحركها العسكري»، وفق ما نقلته «فرانس برس» عن سفير الجبهة في الجزائر عبدالقادر الطالب.

وشدد الطالب على أنه «مع هذا الاعتداء وفتح ثلاث ثغرات في الجدار العازل، ليس هناك عودة إلى الوراء. لم يعد يوجد وقف لإطلاق النار».

وقالت «فرانس برس» إن الجدار الذي أقامه المغرب يفصل بين المقاتلين الصحراويين والمنطقة التي تسيطر عليها المملكة، وتحيط به المنطقة العازلة وعرضها خمسة كيلومترات من الجهتين.

وهددت جبهة «البوليساريو» الاثنين بإنهاء العمل باتفاق وقف إطلاق النار الموقّع مع الرباط، إذا «أدخلت» المملكة عسكريين أو مدنيين إلى منطقة الكركرات العازلة، والتي تقوم فيها قوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة، بدوريات منتظمة. وشهدت في الماضي توترات بين بوليساريو والمغرب خصوصا مطلع العام 2017.

والصحراء الغربية منطقة صحراوية شاسعة على الساحل الأطلسي لإفريقيا ومستعمرة إسبانية سابقة يسيطر المغرب على ثمانين بالمئة منها، ويقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته، في حين تطالب جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر، باستقلالها.

وتحتجّ جبهة البوليساريو على حركة العبور عبر هذه النقطة إلى المغرب، بينما يعتبر الجانب المغربي المعبر حيويا للتبادل التجاري مع إفريقيا جنوب الصحراء.

عرقلة حركة السير الطبيعي
وقال بيان قيادة القوات المسلحة الملكية مساء الجمعة إن «عناصر ميليشيات البوليساريو أقدمت عمدا على إحراق معسكر الخيام الذي أقامته، وعمدت إلى الفرار على متن عربات من نوع (جيب) وشاحنات نحو الشرق والجنوب تحت أنظار مراقبي بعثة الأمم المتحدة (مينورسو)».

وأكد العاهل المغربي محمد السادس في خطاب ألقاه الأسبوع الماضي «الرفض القاطع (...) لمحاولة عرقلة حركة السير الطبيعي بين المغرب وموريتانيا، أو لتغيير الوضع القانوني والتاريخي شرق الجدار الأمني».

وتبادل الملك محمد السادس في الأيام الأخيرة رسائل مع كل من الأمم المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة وموريتانيا ودول أخرى «معنية بالملف»، لإطلاعهم على العملية الرامية إلى «وضع حد لعرقلة" التنقل في المعبر الحدودي، بحسب ما أكد وزير الخارجية المغربي.

وشددت الخارجية المغربية ليل الجمعة أن «المغرب يظل متشبتا بقوة بالحفاظ على وقف إطلاق النار»، فيما ثمن قادة الأحزاب المغربية في اجتماع مع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني هذه العملية.

نداء استغاثة للرباط ونواكشط
ووجه سائقي حوالى مئتي سائق شاحنة مغربي الأسبوع الماضي نداء استغاثة إلى كلّ من الرباط ونواكشوط، قالوا فيه إنّهم عالقون على معبر الكركرات، بعدما منعتهم البوليساريو من العبور، بحسب «فرانس بر».

وأوضح مسؤول في الخارجية المغربية أن 108 أشخاص يعملون في نقل البضائع عالقون في الجانب الموريتاني من الحدود و78 آخرين في الجانب الآخر، في شاحنات من بلدان مختلفة من المغرب وموريتانيا وفرنسا.

وترعى الأمم المتحدة منذ عقود جهودا لإيجاد حل سياسي ينهي النزاع حول الصحراء الغربية. ومدّد مجلس الأمن في نهاية أكتوبر مهمة بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) لعام آخر. ودعا القرار أطراف النزاع إلى استئناف المفاوضات المتوقفة منذ أشهر طويلة والتي تشارك فيها أيضا موريتانيا والجزائر.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاحتلال يعدم مدنيين فلسطينيين خلال محاولتهم العودة لشمال غزة (فيديو)
الاحتلال يعدم مدنيين فلسطينيين خلال محاولتهم العودة لشمال غزة ...
3 شهداء و20 مصابا جراء قصف منزل في حي الشجاعية بغزة
3 شهداء و20 مصابا جراء قصف منزل في حي الشجاعية بغزة
الاحتلال يعتقل 7845 فلسطينيا من الضفة منذ 7 أكتوبر
الاحتلال يعتقل 7845 فلسطينيا من الضفة منذ 7 أكتوبر
ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة إلى 32 ألفا و552 شهيدا
ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة إلى 32 ألفا و552 ...
الجمعية الوطنية الفرنسية تتبني قرارا يندد بمجزرة بحق الجزائريين قبل 63 عاما
الجمعية الوطنية الفرنسية تتبني قرارا يندد بمجزرة بحق الجزائريين ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم