Atwasat

العويساوي.. قصة تونسي هاجر «ليعمل ويتزوج» فانتهت رحلته إلى «قطع رأس» في كنيسة فرنسية

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 02 نوفمبر 2020, 01:19 صباحا
WTV_Frequency

أخبر إبراهيم العويساوي المشتبه به في هجوم نيس عائلته عندما اتصل بهم فجرًا عبر الفيديو أنه وصل للتو إلى نيس ووجد مكانًا في أسفل مدرجات مبنى مقابل للكنيسة سيخلد فيه للنوم ويرتاح قليلًا.

وبعدها بساعات قليلة، قالت الشرطة الفرنسية إن الشاب التونسي دخل إلى الكنيسة وقتل شخصين وقطع رأس امرأة وهو يردد «الله أكبر»، وفق «رويترز».

وقال ياسين العويساوي شقيق إبراهيم: «أخبرنا أنه وصل للتو ولم يعرف أحدًا هناك... قال إنه سيغادر المبنى في الصباح ويبحث عن تونسي للتحدث معه ليرى ما إذا كان يمكنه البقاء معهم أو العثور على وظيفة».

اعتُقل سابقًا لارتكاب جريمة عنف
وإبراهيم العويساوي اعتُقل لارتكاب جريمة عنف واستعمال سكين قبل أربع سنوات عندما كان مراهقًا. وتخلى عن المخدرات والكحول وبات مداومًا على الصلاة، إلا أنه لم يكن مدرجًا على أية قائمة تونسية أو فرنسية للجهاديين المشتبه بهم، وفقًا للشرطة في البلدين.

وانتهى هجوم الخميس عندما أطلقت الشرطة النار على العويساوي ليرقد في حالة حرجة. كان يحمل مصحفًا والسكين الطويلة المستخدمة في القتل. وقالت الشرطة إنها عثرت على سكاكين أخرى بجوار حقيبته.

في منزل عائلة العويساوي بطينة في ضاحية صفاقس، يبكي والداه وتسعة من إخوته وهم يتحدثون تحت وقع الصدمة. وعندما عرضت تقارير التلفزيون موقع الهجوم، تعرفوا على المكان لأول وهلة وقالوا إنه حدثهم من المبنى الذي كان يتلقى فيه العلاج بعد إصابته برصاص الشرطة.

ولم يروا ابنهم إبراهيم (21 عامًا) منذ سبتمبرعندما صعد على متن قارب صغير متجهًا إلى لامبيدوسا، الجزيرة الإيطالية الصغيرة على بعد 130 كيلومترًا فقط، وهي نقطة وصول رئيسية للمهاجرين إلى أوروبا.

ولم يخبر إبراهيم عائلته بمخططه للهجرة لعلمه أن والدته كانت ترفض ذلك، لكنه أصر على الذهاب هذه المرة بعد أن فشل في ذلك العام الماضي مثل كثيرين من أقرانه في المنطقة وفي عديد من جهات البلاد ممن يحلمون بالوصول إلى أوروبا بحثًا عن كسب سريع وتحسين أوضاعهم البائسة.

تحدث ياسين بصدمة عن طموحات شقيقه قائلًا: «لقد كان يقول أريد أن أعمل وأن أتزوج وأن أشتري منزلًا وسيارة مثل أي شخص آخر». وتقول عائلته وجيرانه إنه كان يبيع الوقود المهرب في كشك صغير للوقود بالمنطقة.

وصل إبراهيم إلى إيطاليا حيث أقام في جزيرة لامبيدوسا منذ 20 سبتمبر قبل أن ينتقل إلى داخل إيطاليا في الثامن من أكتوبر. وقالت أسرته إن العويساوي وصل إلى فرنسا الأربعاء. بينما كان الآلاف من المسلمين حول العالم يحتجون على رد الحكومة الفرنسية على مقتل مدرس. واتصل المشتبه به في هجوم نيس بعائلته ليخبرهم أنه غادر إيطاليا. فقالت والدته قمرة: «أنت لست متعلمًا. لا تجيد اللغة. لماذا ذهبت إلى هناك؟». فأجاب: «أمي أحتاج دعواتك فقط».

وقال المدعي العام الفرنسي إنه بعد وصوله إلى نيس قرابة فجر يوم الخميس، أمضى نحو ساعة ونصف الساعة في محطة القطار، ثم ارتدى حذاءً جديدًا ووقع الهجوم بعد ذلك.

من المخدرات والكحول إلى الصلاة
كانت عائلة العويساوي تعيش في طينة منذ أن كان إبراهيم رضيعًا، وهو واحد من ثلاثة أولاد وسبع فتيات في العائلة بعد أن انتقلوا للعيش هناك قادمين من منطقة نائية في القيروان اسمها بوحجلة. وقالت أخته عفاف لـ«رويترز» إن إبراهيم انقطع مبكرًا عن الدراسة وإنه لا يتقن أي لغة باستثناء العربية.

وعمل العويساوي ميكانيكيًّا قبل أن يوفر قليلًا من المال ليشتري مضخة وقود لعلها تساعده في توفير ما يحتاجه للوصول إلى الضفة الأخرى. عائلته وجيرانه يقولون إنه لم يكن معروفًا أن لديه أي آراء متشددة أو ينتمي إلى دوائر جهادية، وكان لا يتردد بانتظام على مسجد المنطقة. وأصبح إبراهيم مواظبًا على الصلاة كثيرًا في المنزل منذ نحو عامين، على حد قول شقيقه، بعد أن تخلى عن تناول الكحول والمخدرات.

وتكافح تونس لسنوات تهديدًا أمنيًّا جهاديًّا، على الرغم من أن الشرطة أصبحت أكثر فعالية. والهجمات الجهادية في تونس في السنوات الأخيرة نُفِّذت بشكل أساسي من قبل أشخاص متطرفين يتم استقطابهم على الإنترنت. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية يوم الجمعة أن السلطات أذنت بفتح تحقيق في مزاعم على مواقع التواصل الاجتماعي نسبت هجوم نيس إلى جماعة لم تكن معروفة من قبل تسمى منظمة «المهدي في الجنوب التونسي».

وقال أشرف فرجاني، أحد جيران العويساوي، «لم يكن سلوكه مريبًا أبدًا. لم أسمع أبدًا عن تعامله مع جماعات متطرفة أو أي شيء يتعلق بالإرهاب أو التطرف». والدته كانت تبكي بحرقة أثناء حديثها لـ«رويترز» عن ابنها. تخضع الأسرة للتحقيق الآن وصادرت الشرطة بعض هواتفهم.

ولا يريد ياسين إبراهيم تصديق أن أخاه هو مَن نفذ تلك العملية البشعة، تمامًا مثل بقية العائلة التي تقول إنه قد يكون متفرجًا عاديًا في ذلك المكان وكان محاصرًا في جريمة شهدها ولم يكن طرفًا فيها. وعلى عكس كل روايات الشرطة الفرنسية وشهود، يقول شقيقه: «ربما وقع الهجوم وسمع شيئًا فركض ليرى ما حدث وأطلق عليه الرصاص».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الجمعية الوطنية الفرنسية تتبني قرارا يندد بمجزرة بحق الجزائريين قبل 63 عاما
الجمعية الوطنية الفرنسية تتبني قرارا يندد بمجزرة بحق الجزائريين ...
الأمم المتحدة تحذر: أكثر من 1.1 مليون في غزة يواجهون انعدام الأمن الغذائي
الأمم المتحدة تحذر: أكثر من 1.1 مليون في غزة يواجهون انعدام الأمن...
«يونيسف»: النوم في غزة مثل الرقود في تابوت
«يونيسف»: النوم في غزة مثل الرقود في تابوت
عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة
عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة
مقتل 36 عسكريا سوريا جراء غارة إسرائيلية قرب حلب
مقتل 36 عسكريا سوريا جراء غارة إسرائيلية قرب حلب
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم